قضايا وآراء

أشباح الأزمة المالية تطوف الأسواق الأمريكية

أشباح الأزمة المالية تطوف في أروقة البيت الأبيض والكونغرس الأمريكي بشكل يصعب السيطرة عليها ويثير الخلاف بين أعضائها (الأناضول)
تواصل أشباح الأزمة المالية والاقتصادية في أمريكا الطواف في أروقة البنوك الأمريكية فبعد أن كشف بنك (فيرست ريبابليك-FRC) عن انخفاض حاد في الودائع بأكثر من 100 مليار دولار في الربع الأول من العام 2023؛ فقد واصلت أسهمه الانخفاض لليوم الثاني على التوالي بنسبة 28% من قيمتها علما بأنها هبطت يوم أول أمس الثلاثاء بما يقارب الـ 50%.

الهبوط المتواصل لأسهم البنك والنزيف المتواصل في الودائع أجج المخاوف حول مستقبل البنك وسلامة القطاع المصرفي الأمريكي مجددا؛ فبعد انهيار بنك سيليكون فالي "SVB" في آذار (مارس) الماضي؛  عاد شبح انهيار المزيد من البنوك للظهور والتجلي.

ورغم الجهود التي بذلتها الإدارة الأمريكية وعمليات الاستحواذ والسيطرة والتعويض التي قامت بها الحكومة الفدرالية؛ التي امتد أثرها إلى القارة الأوروبية باستحواذ بنك "يو بي أس" على بنك (كريدي سويس) قبل انهياره في سويسرا؛ عادت الأزمة لتطل برأسها؛ فالتحقيقات والتهديدات بملاحقة المتسببين والأصح (المذعورين) الذين باعوا أسهمهم وسحبوا ودائعهم من بنك سيلكون فالي (SVB) قبل شهر؛ لم تفض إلى اختفاء الأسباب الحقيقية للأزمة ولم تؤد إلى تلاشي أثرها.

لتدارك الأزمة مجددا اجتمع مسؤولون من إدارة الرئيس الأمريكي بايدن والاحتياطي الفيدرالي ووزارة الخزانة مع اقتراب البنك من الفشل في تأمين ودائع العملاء والمستثمرين التي لم يوقفها إعلانه نيته بيع أصول وقروض بقيمة 50 مليار دولار للبنوك المنافسة.

أزمة بنك فيرست ريبابك تؤكد بأن الأسباب التي أفضت لانهيار بنك سيلكون فالي(SVB) قبل شهر من الآن؛ وهددت بانهيار بنك كريدي سويس في سويسرا لازالت قائمة لم تختفي؛ فرغم الجهود المبذولة لمعالجة آثار الأزمة فإن أسبابها لم تعالج إذ بقيت عصية عن الحل؛ وجل ما فعلته إدارة الرئيس بايدن وشركاؤها في أوروبا تأجيل الأزمة وإبطائها حتى حين على الأرجح.
وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين يوم أول أمس الثلاثاء كررت مجددا تحذيرها للكونغرس الأمريكي ذي الأغلبية الجمهورية من الفشل في رفع سقف ديون الحكومة والتخلف عن سداد ديونها الأمر الذي سيقود إلى "كارثة اقتصادية" بحسب وصفها ترفع أسعار الفائدة لسنوات مقبلة؛ وهي أنباء ستثير القلق مجددا حول إمكانية التعافي الاقتصادي وتجاوز شبح (الركود التضخمي) الذي يمثل واحدا من أكثر الأشباح إثارة لذعر الأسواق والساسة في الآن ذاته في أمريكا و أوروبا لارتباطه بالبطالة ومعدلات النمو للشركات وكافة القطاعات التجارية.

أشباح الأزمة المالية تطوف في أروقة البيت الأبيض والكونغرس الأمريكي بشكل يصعب السيطرة عليه ويثير الخلاف بين أعضائها؛ فهي في كل مكان في الأسواق المالية وفي أسواق النفط وأسواق التجزئة وفي أروقة السياسية وساحات الحرب والمنافسة في أوكرانيا وبحر الصين الجنوبي.

إنها في كل مكان لم يعد بالإمكان ملاحقتها وتبديدها ما يجعل من الأزمة الاقتصادية المقبلة واقعا يتسلل ببطء إلى الأسواق الدولية برغم الجهود والإجراءات القوية المتبعة من قبل الولايات المتحدة وشركائها في القارة الأوروبية.

الصدمات يتوقع أن تتوالى في الأسواق المالية؛ والأزمات ستبقى أشباحها تطوف القارة الأوروبية والأمريكية لأشهر مقبلة تتجلى أحيانا وتختفي أحيانا أخرى رافعة من مؤشر الخوف والفزع في الأسواق الدولية؛ ودافعة المزيد من المودعين لسحب ودائعهم والمزيد من الدول للتقدم لعضوية مجموعة بريكس (BRICS) التي ستعقد اجتماعها المقبل في (كيب تاون) عاصمة جنوب إفريقيا في يونيو/ حزيران المقبل؛ فالمجموعة التي تضم (روسيا والصين والهند وجنوب إفريقيا والبرازيل) تلقت طلبات 19 دولة للانضمام إليها منها 13 بشكل رسمي.

ختاما .. أزمة بنك فيرست ريبابليك تؤكد بأن الأسباب التي أفضت لانهيار بنك سيلكون فالي (SVB)  قبل شهر من الآن؛ وهددت بانهيار بنك كريدي سويس في سويسرا ما زالت قائمة ولم تختف؛ فرغم الجهود المبذولة لمعالجة آثار الأزمة فإن أسبابها لم تعالج إذ بقيت عصية عن الحل؛ وجل ما فعلته إدارة الرئيس بايدن وشركاؤها في أوروبا تأجيل الأزمة وإبطاؤها حتى حين على الأرجح.

hazem ayyad
@hma36