سلطت
صحيفة "
التايمز" الضوء على انتشار ظاهرة اختطاف
فتيات صغيرات دون
العاشرة من العمر واغتصابهن وحتى قتلهن في
تنزانيا، وهي لا تزال منتشرة، رغم جهود
الدولة لمكافحة الشعوذة والسحر الأسود في البلاد.
وأوضحت
الصحيفة أن الباحثين عن الذهب في تنزانيا، يقدمون على خطف صغيرات بغية اغتصابهن
أو التضحية بهن وتقديم دمائهن إلى مشعوذين لكي يحصلوا على تعويذات لجلب "الحظ
السعيد والثروة".
وبحسب
القاضي في مدينة تشونيا، جيمس مانوس، فإن المحكمة أصدرت أكثر من 20 حكماً بالسجن
المؤبد بتهمة
اغتصاب طفلة في عام 2022، معربا عن أسفه لأن هذه الجرائم لن تتوقف في
تنزانيا.
وأكد
صاحب شركة تعمل في مجال البحث عن الذهب للصحيفة، أن العنف
الجنسي ضد الأطفال
"ارتكبه جميع عمال مناجم الذهب تقريبًا في تشونيا لأنهم يعتقدون أنه يمكن
إعطاء دم البكر للمشعوذين للحصول على الحظ الجيد"، مشيرا إلى أن بعض عماله قد
اعترفوا له بـ"شراء فتيات ضعيفات"، وأنهم أقدموا على اغتصابهن وقتلهن
كجزء من طقوس
السحر الأسود.
وأضاف:
"الناس لا يخجلون من هذه الأنشطة.. إنه أمر شائع جدا في مدن تعدين
الذهب".
ونبهت
الصحيفة إلى أن عشر شركات أجنبية توجد في تنزانيا لديها رخص قانونية للتعدين في
الذهب، لكن هناك مليون شخص يعملون في نفس المجال بشكل غير حرفي أو قانوني، ومن
بينهم أطفال يعملون في مناوبات تصل إلى 24 ساعة، ويغوصون حتى الركب في مياه موحلة
بحثا عن الذهب الخام.
وحظرت
حكومة تنزانيا في وقت سابق، من يعرفون بـ"الأطباء السحرة" في العام
2015 لأنهم شجعوا على قتل وتشويه الأشخاص المصابين بالبهاق، بيد أن أولئك
المشعوذين لا يزالون قادرين على إغراء عمال المناجم بالحصول على الثروة والحظ
السعيد.
وقالت
متحدثة باسم منظمة "فرقة العمل" المعنية بالعنف الجنساني في مبيا، التي
يوجد فيها العشرات من مواقع التعدين غير الرسمية: "الأطباء السحرة اختفوا عن
الأنظار عندما حظرتهم الحكومة، بيد أنهم لا يزالون موجودين ويدعون إلى العنف في
مناطقنا مستغلين أحلام الناس في الثراء".
وأكدت
"فرقة العمل" أنها تلقت عشرات التقارير عن الاغتصاب ومحاولة القتل
والوفيات المرتبطة بالسحر لفتيات تقل أعمارهن عن عشر سنوات في بلدات التعدين، ورغم
ذلك فإنه لا يتم الإبلاغ عن العديد من الاعتداءات الجنسية بسبب المحرمات الثقافية
والدينية.
وأوضح
رئيس المنظمة، بيتر نتورا، أنهم تلقوا أيضًا تقارير عن عمال المناجم الذين تأثروا
بــ"الأطباء السحرة" الذين يدعون أيضا إلى جلب دماء النساء المسنات والأرامل
(الطاهرات) أي "اللاتي لا يمارسن الجنس".
ويبلغ
احتياطي الذهب في تنزانيا أكثر من 36 مليون أوقية، أي حوالي 1020 طنًا، وتتجه معظم
صادراتها إلى جنوب أفريقيا والهند وبعض دول الخليج العربي وسويسرا، حيث يقدر أن 20
طنا سنويا ينتجها عمال المناجم غير الرسميين، ويتم تصدير معظمها بشكل غير قانوني.