أثارت أحداث الصدام العسكري في
السودان بين قوات
الجيش وقوات
الدعم السريع التي يقودها "حميدتي" تكهنات وتساؤلات عن مدى تأثير الأمر على الجنوب الليبي وملف المرتزقة الأفارقة هناك.
وقام المبعوث الأممي لدى
ليبيا، عبد الله باتيلي بجولة أفريقية شملت تشاد والنيجر والسودان من أجل مناقشة آلية إخراج المرتزقة الأفارقة من ليبيا ومنهم مرتزقة تابعون لحميدتي.
ورأى مراقبون للأحداث أن الصدامات العسكرية في السودان سيكون لها تداعيات وتأثير كبير على الاستقرار في ليبيا خاصة في منطقة الجنوب القريبة من الحدود السودانية الليبية خاصة لوجود علاقات قديمة لحميدتي في هذه المنطقة ووجود مرتزقة تابعين لقواته في الجنوب والشرق الليبي.
في حين اكتفت الحكومة الليبية برئاسة الدبيبة بمطالبة رعاياها هناك بتوخي الحذر وعدم الخروج من منازلهم حتى تستقر الأوضاع دون حديث عن خطواتها لتأمين الحدود الجنوبية مع السودان.
وتواصلت "
عربي21" مع المتحدث باسم حكومة الدبيبة للتعليق على خطوات الحكومة في تأمين الحدود في الجنوب الليبي لكنه امتنع عن التعليق دون إبداء أسباب.
فكيف ستؤثر أحداث السودان العسكرية على الجنوب الليبي وملف إخراج المرتزقة الأفارقة خاصة "جنجويد" من هناك؟
"تأمين الحدود"
في حين أكد سلطان التبو في ليبيا وتشاد والسودان، أحمد الأول ضرورة تأمين الحدود بين ليبيا والسودان بشكل عاجل كون الأحداث هناك ستكون لها تأثيرات وتداعيات سلبية ليس على الجنوب الليبي لكن سيصل صداها إلى ليبيا ككل.
وقال في تصريحات خاصة لـ"
عربي21": "في حالة استمرار النزاع في السودان ستنضم قوافل من قوات "الجنجويد" المتواجدة في ليبيا إلى قوات الدعم السريع لمساندتها هذا بالتأكيد يحمل تأثيرات سلبية على الاستقرار في ليبيا لذا على الحكومات الليبية التحرك سريعا، وقوات الجنجويد ليس لها مكان إلا الجنوب الليبي تفر إليه ومن ثم تتمركز هناك وسيكون من الصعوبة جدا إخراجها ما يشكل أزمة للدولة الليبية"، كما رأى.
"تحرك عسكري عاجل"
في حين أكد رئيس هيئة التنظيم والإدارة العسكرية بالجنوب الليبي، عميد عبد السلام أبوقيلة أن "الاشتباكات الجارية في السودان سيكون لها تأثير في الوضع في ليبيا ما لم تُتخذ خطوات سريعة وجادة لتجنب تداعياتها، موجها نداء إلى رئاسة الأركان الليبية شرقا وغربا لسرعة تفادي الموقف الآن".
وشدد المسؤول العسكري الليبي على ضرورة إغلاق الحدود وتكليف قوات عسكرية ضاربة بحمايتها ومنع أي تسلل، ووضع طائرات للاستطلاع بمطار الكفرة، مؤكدا أن الجنوب الشرقي سيكون الأكثر تأثرا إذا امتدت الاشتباكات إلى ليبيا، وفق تصريحات لمنصة "فواصل" المحلية.
"نزوح وتمركز مرتزقة"
الصحفي والناشط من الجنوب الليبي، إسماعيل بازنكة قال إن "الأزمة في السودان ستؤثر على الأوضاع الأمنية في ليبيا خصوصا منطقة الجنوب الليبي الذي يحد السودان من الشمال، خاصة في ظل عدم وجود أجهزة أمنية ومؤسسة عسكرية محترفة في ليبيا تتعامل مع مثل هكذا أوضاع".
وأوضح أنه "سبق أن شهدت ليبيا توترات أمنية نتيجة للصراعات في إقليم "دارفور" وبالتالي تجدد الصراعات في السودان من جديد يعني النزوح إلى ليبيا وإعادة تجمع قوات الحركات المتمردة كالمرتزقة في معسكرات على الحدود الليبية السودانية وقد يُستغل من قبل أحد أطراف الصراع الليبي المؤجل"، وفق تصريحه لـ"
عربي21".