تفاعل
رواد مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلامية عربية وعالمية، مع الطفل أنس الخراط،
"أصغر راقصي
المولوية" الصوفية في العاصمة السورية
دمشق.
وتداول
ناشطون مقاطع مصورة تظهر الطفل أنس (4 أعوام)، يقدم عروضا مع والده وأعمامه
وأقاربه خلال شهر رمضان، أمام جمهور يستمتع بمشاهدته أثناء تناول وجبات الإفطار
والسحور.
وتمكن
الطفل من إتقان رقصة المولوية الصوفية من خلال مشاهدة أداء والده وأعمامه، وبدأ
بتقليد الرقصة الشهيرة مع أولى خطواته.
وكان
والده مؤيد يحمله ويدور به إلى أن اعتاد على الدوران وبدأ يحفظ توازنه.
ويرتدي
أنس الزي المخصص لراقص التنورة ويبدأ في الدوران حول نفسه بقدم ثابتة وحركات صوفية
متقنة على أنغام موسيقى المولوية الصوفية المميزة.
وقال
مؤيد الخراط والد الطفل أنس، لوكالة "رويترز" إنه بدأ بتدريب ابنه منذ كان عمره سنة واحدة، وعند
دخول أنس عامه الثاني كان قد تجاوز الكثير من الأخطاء بعد التدريب، وعندها بدأ
بأخذه إلى الحفلات.
وأشار
مؤيد، الذي لديه أربعة أطفال، ولدان وابنتان، إلى أنه يعتزم تعليم أولاده رقصة
التنورة من أجل الحفاظ على هذه المهنة وذلك التراث في العائلة.
ولفت
إلى أن رقصة المولوية والإنشاد الديني هي إرث عائلي، مؤكدا أن العائلة تحاول
الحفاظ على هذا الإرث عبر توريثه للأبناء جيلا بعد آخر.
الرقصة المولوية
وتأسست
الطريقة "المولوية" في منطقة الأناضول بتركيا، في مدينة قونيا عاصمة
الدولة السلجوقية آنذاك، على يد جلال الدين
الرومي، أحد أكبر قادة الفكر الصوفي.
ويخلع
الصوفيون (الدراويش) في هذه الرقصة الشهيرة، الثياب السوداء التي ترمز إلى التراب،
ويرتدون البيضاء التي ترمز إلى الأكفان، تأكيداً لرحلة الإنسان إلى خالقه.
ويتكون
لباس المولوية من عدة قطع لكل منها رمزية خاصة، فالسكة أو القلنسوة التي تشبه
الطربوش في شكلها لكنها أطول منه، لونها بني ويتم صنعها من اللباد أو وبر الإبل،
وهي خشنة الملمس، وترمز إلى خشونة الحياة وشظف العيش، وهذه يرتديها الدراويش دون
غيرهم من المولوية، أما الشيوخ فيلفون على السكة عمامة خضراء تسمى الدستار.
ويرتدي
"الدراويش" عباءة قصيرة تلبس من دون إزار، وهي ترمز إلى الحياة القصيرة
التي لا تسمن ولا تغني من جوع، حيث يقوم الدرويش بشد العباءة إلى منتصف أجسامهم
بحزام عريض تشبّهًا بما كان الفقراء يفعلونه من ربط الأحجار على بطونهم من الجوع.
وتعتبر
التنورة من أبرز قطع اللباس في الرقصة المولوية، وهي لباس أبيض، يضيق من الكتفين
حتى الوسط ثم يتسع ليأخذ الشكل المخروطي "القمع" ويرمز إلى الكفن.
ويرتدي
شيخ الطريقة رداء خاصا به، فهو يرتدي لباسا يعرف بالخرقاية، وهو جبة متسعة الأكمام،
فضفاضة ترمز إلى أن الدنيا سريعة الزوال، سهلة الانتهاء.