رأى مطلعون على الوضع السياسي في
تركيا، أن دخول رئيس حزب الوطن محرم إنجه في السباق الرئاسي، يقلل من آمال
المعارضة التركية في الفوز بالانتخابات الرئاسية أمام رجب طيب
أردوغان.
ونجح السياسي التركي المنشق عن حزب
الشعب الجمهوري بالحصول على 100 ألف توقيع لدخول السباق الانتخابي إلى جانب مرشح
طاولة المعارضة السداسية كمال كليتشدار أوغلو، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إضافة
إلى سنان دوغان، الذي يخوض الانتخابات بتحالف عدة أحزاب معادية للاجئين وعلى رأسها
حزب النصر بقيادة أوميت أوزداغ.
وتنافس إنجه مع أردوغان في الانتخابات
الرئاسية عام 2018، لكن الأخير حسم النتيجة لصالحه بالجولة الأولى بعد حصوله على
52.6 بالمئة من أصوات الناخبين.
واختفى إنجه عن الساحة السياسية في
تركيا، ليظهر بعدها بتشكيل حزب "الوطن"، بعد انشقاقه عن حزب "الشعب
الجمهوري".
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة صبنجة
في إسطنبول، بيرق إيسن، إن وجود إنجه في السباق الانتخابي خبر غير سار للمعارضة
التركية، في إشارة إلى تحالف
الطاولة السداسية، المشكل من ستة أحزاب ذات توجهات
مختلفة.
ورأى أن محرم إنجه يمكن أن يلعب دور "المفسد"
في الانتخابات نظرا لقدرته على جذب أصوات ناخبي حزب الشعب الجمهوري وحزب الخير، ما
سيقود إلى جولة انتخابية ثانية.
ويعتقد المحللون أن محرم إنجه الماهر
في التواصل، له صدى بين الناخبين الشباب الذين لا يفضلون بقاء الرئيس أردوغان وغير
مقتنعين بترشيح كمال كليتشدار أوغلو، وفق "فرانس برس".
واعتبر بيرق إيسن، أن محرم إنجه يتمتع بشعبية
خاصة لدى أبناء "الجيل زد" الذين يمكن أن يجذبهم بسهولة المرشحون
المناهضون للوضع الراهن، مضيفا أنه "بالنسبة لهؤلاء الناخبين، فإنه لا يجسّد كليتشدار
أوغلو أي تجديد".
لكن مراقبين يعتبرون أن محرم إنجه ليس
له فرصة للفوز بمفرده على الرئيس أردوغان، كما أن ترشحه لن يؤدي إلا إلى الإضرار
بتحالف المعارضة.
وقال الصحافي السياسي دنيز زيرك، إنه
"من غير المرجح أن يستقطب إنجه أصواتا من الحزب الحاكم"، مؤكدا أن
الرئيس أردوغان هو أكبر مستفيد من ترشحه.
وبحسب "فرانس برس"، فإن
المعارضة ما زالت تحاول إقناع محرم إنجه بالانسحاب من السباق الانتخابي، قبل خمسين
يوما من الانتخابات.
واعتبر عمري بكر من مركز أوراسيا غروب
للدراسات، أن "قرار محرم إنجه وقرار حزب الشعب الجمهوري بشأن دفن الأحقاد من
عدمه سيكون مفتاح مصير كليتشدار أوغلو في الجولة الثانية".