رحب خبراء عسكريون روس بتصريحات رئيس
النظام السوري بشار
الأسد، التي طلب فيها من نظيره الروسي فلاديمير
بوتين، إنشاء
قواعد عسكرية روسية جديدة في
سوريا.
وقال الخبير العسكري إيغور كوروتشينكو،
رئيس تحرير مجلة "الدفاع الوطني" الروسية، إن تصريحات الأسد بشأن زيادة
القواعد العسكرية الروسية في سوريا، "يتفق تماماً مع المصالح العسكرية
والجيوسياسية الروسية، مؤكدا ضرورة وجود قاعدة بحرية كاملة، وليس مجرد نقطة
لوجستية، في إشارة إلى قاعدة "جول جمال" على سواحل طرطوس.
وأوضح الخبير الروسي أن القواعد
العسكرية الروسية في سوريا تضمن مراقبة البحر الأبيض المتوسط والجناح الجنوبي لحلف
الناتو، مما يساعد موسكو في التصدي لأي تهديدات تستهدف أمن
روسيا، بحسب وكالة
"نوفوستي".
وتعتبر
قاعدة حميميم العسكرية في
محافظة اللاذقية، أكبر القواعد الروسية في سوريا، إذ تعادل المساحة الإجمالية
للمطار قرابة 1.6 مليون متر مربع، ومساحة ساحاته حوالي 82 ألف متر مربع، وطول
مهبطه 2800 متر.
ودخلت القوات الروسية إلى القاعدة عام
2015، بالتزامن مع إعلان موسكو التدخل العسكري المباشر لصالح النظام السوري ضد
الانتفاضة الشعبية المناهضة لرئيس النظام بشار الأسد.
ووسعت القوات الروسية قاعدة حميميم بالعرض
والطول كي تهبط عليها طائرات أنطونوف أكبر الطائرات الروسية التي تحمل دبابات
ومدافع، وكذلك طائرات سوخوي 35s وهي من أهم الطائرات الروسية.
وتعتبر قاعدة "جول جمال"
البحرية في طرطوس ثاني أهم القواعد العسكرية الروسية في سوريا، خاصة أنها القاعدة
البحرية الوحيدة للقوات الروسية على البحر المتوسط.
وتعتبر موسكو القاعدة أنها نقطة
إمدادات ومساعدة تقنية ذات أهمية استراتيجية، ويعدها بعض المراقبين الغربيين قاعدة
أساسية للتجسس في الشرق الأوسط، لا سيما أنها تشكل نقطة استراتيجية إلى ممرات
ومضائق بحرية حيوية مثل مضيق البوسفور وقناة السويس وتتيح القاعدة إمكانية مراقبة
تحركات قوات حلف الناتو.
ما فائدة القواعد الجديدة؟
الخبير العسكري أحمد رحال قال
لـ"عربي21" إن دعوة رئيس النظام لإنشاء قواعد عسكرية روسية جديدة ليست
من بنات أفكار بشار الأسد، لكن روسيا أرادت أن تكون القواعد الجديدة مطلبا سوريا وليس
رغبة روسية.
وأوضح أن الدراسات الروسية تظهر عدم
إمكانية توسيع قاعدة حميميم العسكرية أكبر القواعد الروسية بسبب الجغرافية كونها
محاطة بالبحر من جهة وسلسلة جبلية من جهة أخرى، وبالتالي فالقوات الروسية ليست قادرة
على بناء هنغارات وحظائر للطائرات ما يجعل الطائرات الروسية مكشوفة وغير محمية.
وبين أن قاعدة "جول جمال" في
طرطوس أيضا غير قابلة للتوسعة وتعتبر قاعدة بحرية صغيرة، موضحا أن جنوب القاعدة
يوجد المرفأ التجاري وشمالها المرفأ العسكري السوري، وبالتالي فإن روسيا بحاجة
لقواعد جوية وبحرية جديدة.
ما فائدة النظام؟
وبين الخبير العسكري أن وجود نقاط
عسكرية روسية جديدة يمنح النظام السوري مزيدا من القوة، لأن بشار الأسد يدرك أن
الوجود الإيراني والروسي هو سبب بقائه في سدة الحكم.
وأضاف: "الوجود الإيراني لا يكفي
رغم أنها القوة العسكرية الأكثر تحكما في سوريا.. لكن القوى الإيرانية تحتاج لقوى
دولية تحميها في سوريا وهي روسيا، التي تحميها في مجلس الأمن".
وأكد أن القواعد الأجنبية لا تنقص من
النقاط الاستراتيجية في سوريا، وإنما تزيد من قوة بشار الأسد العسكرية للبقاء في
سدة السلطة.
واستبعد وجود تأثير على "الجيش
السوري" مستقبلا، لأن وجود منظومات عسكرية متطورة يشكل نوعا ما حماية لبشار
الأسد.
أين يمكن بناء قواعد جديدة؟
وتوقع رحال أن تعمل روسيا على توسيع
قواعدها في وسط البلاد بمنطقة تدمر، أو في منطقة القامشلي على اعتبار أن روسيا
لديها قاعدة عسكرية في المنطقة.
وبخصوص القواعد البحرية، استبعد الخبير
العسكري أن تقدم القوات الروسية على تأهيل قاعدة جول جمال في طرطوس، لأن الأمر
يحتاج إلى هدم الميناء وإعادة بنائه من جديد ما يشكل تكلفة باهظة، لكن الأمر متاح
في بانياس أو على الشواطئ ما بين جبلة واللاذقية لأن المنطقة رملية ويمكن إنشاء
قواعد بحرية فيها.
وتمتلك القوات الروسية في سوريا 66
نقطة وجود تتوزع بين قواعد عسكرية ونقاط مراقبة، تنتشر على طول المساحة
الجغرافية الخاضعة لسيطرة النظام السوري، في دمشق وحلب واللاذقية وطرطوس وحماة
والقامشلي، بالإضافة لبعض النقاط المنتشرة في محيط محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة
فصائل المعارضة السورية، والتي أنشئت عقب اتفاق وقف إطلاق النار برعاية الدول
الضامنة لمؤتمر أستانا (روسيا تركيا إيران).
وتركز القوات الروسية انتشارها في
سوريا على الوجود ضمن المطارات العسكرية والمدنية، إذ ينتشر الجيش الروسي في مطار
المزة العسكري بدمشق، ومطاري خلخلة والثعلة في درعا، ومطار حماة العسكري ومطار أبو
الظهور في ريف إدلب.
وتنتشر القوات الروسية في 5 مطارات
بمحافظة حلب، بداية من مطار حلب الدولي ومطاري الجراح وكويرس العسكريين، إضافة إلى
مطاري منغ وتل رفعت القريبين من مناطق سيطرة المعارضة شمال المحافظة.
وفي وسط سوريا تنتشر القوات الروسية في
4 مطارات بين محافظتي تدمر وحمص وهي مطار الضبعة والشعيرات والتي فور وتدمر.
وفي شمال وشرق سوريا يوجد للقوات نقاط
عسكرية في مطار دير الزور العسكري ومطار الطبقة ومطار القامشلي.