اقتصاد دولي

قفزت 30%.. لماذا ارتفع سعر بتكوين بعد انهيار بنك "سيليكون فالي"؟

"ذا سبكتاتور": المضاربون يُراهنون على بتكوين منذ أكثر من عقد باعتبارها عملة المستقبل- جيتي
ارتفعت عملة "بتكوين"، أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية، والأكثر انتشارا في العالم، أكثر من 30 بالمئة بعد انهيار بنك "سيليكون فالي" منذ 10 آذار/ مارس، وذلك للمرة الأولى منذ شهور في ظل انهيار أسواق العملات المشفرة.

وقالت مجلة "ذا سبكتاتور" البريطانية، في تقرير لها ترجمته "عربي21"، إن المضاربين يُراهنون على بتكوين منذ أكثر من عقد باعتبارها عملة المستقبل، وبروز العملات المشفرة ونموها المذهل خير دليل على أن النظام المالي الذي نعتمد عليه جميعًا معيب. 

صدرت بتكوين في سنة 2009 في أعقاب الانهيار الكبير في سنة 2008 باعتبارها مفهومًا ثوريًا لمحاربة القوة العالمية المدمرة للبنوك المركزية، ولتكون الذهب الرقمي الجديد. كانت هذه العملة محدودة العرض ولا يمكن السيطرة عليها مركزيا بحيث لا يمكن أن تتأثر قيمتها بالتيسير الكمي والحكومات المفلسة أخلاقيا والمدمنة على الديون. 


وأضافت المجلة أن بتكوين لم تُستخدم لشراء السلع غير القانونية عبر الإنترنت فحسب، بل كانت وسيلة للأشخاص العاديين للتعبير عن استيائهم من النظام المالي الذي يتسبب في معاناة الفقراء بينما يخفف العبء دائمًا على البنوك الكبيرة والأثرياء. وفي المأساة الكبرى للرأسمالية، كانت العملة المشفرة هي الحلّ.

وأشارت المجلة إلى أن عملة بتكوين ازدهرت وتحوّلت إلى أصل مضاربة في منتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، حيث استثمرت صناديق الاستثمار الضخمة في العملات المشفرة. وقد تأثرت العملات المشفرة بالإجراءات الحكومية خلال الجائحة، ومن بينها بتكوين التي ارتفعت قيمتها إلى مستويات قياسية نظرًا لضخ الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى أموالا طائلة في الاقتصاد العالمي المضطرب.

لكن بتكوين لم تكن وسيلة للتحوّط ضد التضخم بقدر ما كانت رهانًا عليه. فقد وصل سعر  بتكوين إلى مستوى قياسي بلغ 44 ألف جنيه إسترليني في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021. وعندما حاولت الحكومات معالجة التضخم بعد الوباء، انهارت قيمة بتكوين على الفور إثر أول نفحة من أي تشديد كمي خطير، وكانت قيمتها تنخفض في كل مرة يزيد فيها بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة. ومنذ منتصف الوباء، لم تعد عملة بتكوين مخزنًا للقيمة ولا آلية للتبادل، وباتت مجرد مؤشر لتقلّب السوق.



وذكرت المجلة أن قيمة بتكوين عادت لترتفع مجددا خلال الأيام العشرة الماضية وتحديدًا منذ انهيار بنك "سيليكون فالي" اجتاحت الاضطرابات المالية الأسواق حيث يحاول الجميع معرفة ما إذا كان انهيار بنك "سيليكون فالي" وبنك "سيغنتشر" و"كريدي سويس" يُنذر بكارثة مالية جديدة. 

في المقابل، سجّلت قيمة عملة بتكوين منذ 10 آذار/ مارس ارتفاعًا في قيمتها بأكثر من 30 بالمئة لأول مرة منذ شهور في ظل انهيار الأسواق. وفي الواقع، من المعروف عن العملات المشفرة تقلبها بشكل غير عادي، وقد يعود الارتفاع الأخير إلى استثمارات التشفير، أو نتيجة لتوقعات العديد من المستثمرين بأن الاضطرابات الأخيرة في السوق تعني أن الاحتياطي الفيدرالي سيتوقف عن الترفيع في أسعار الفائدة.

منذ سنة 2008، اعتمدت الأسواق المالية بشكل متزايد على تدخلات البنوك المركزية الضخمة. ونتيجة لذلك، بِتنا على شفا أزمة اقتصادية في عالم يحاول فيه المستثمرون إخافة البنوك المركزية لكي تتصرف بشكل دراماتيكي أكثر من أي وقت مضى لتجنب "الفشل النظامي". وفي مثل هذا العالم، يتساءل الأشخاص العقلانيون حتما عما إذا كان هناك شيء خاطئ في الطريقة التي يعمل بها النظام المالي حاليا وما إذا كنا بحاجة إلى نظام مالي جديد. بعبارة أخرى، ربما كانت بتكوين هي الحلّ.