سياسة عربية

انطلاق المؤتمر الثامن لـ "مجتمع السلم" الجزائرية وإسلاميو المغرب غائبون

حركة مجتمع السلم الجزائرية تختار قيادتها الجديدة في مؤتمرها الثامن (فيسبوك)
انطلقت في الجزائر اليوم الخميس فعاليات المؤتمر الثامن لحركة مجتمع السلم "حمس"، بحضور كافة قيادات الحركة وعدد من الضيوف الأجانب يتقدمهم رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية.

واستبق عبد الرزاق مقّري رئيس حركة مجتمع السلم المنتهية ولايته المؤتمر بطلب لقاء مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وقال بأن هدفه تقديم الشكر للرئيس وللسلطات الرسمية على حسن تعاونها معه أثناء رئاسته لحركة مجتمع السلم.



وتشير مصادر مقربة من قيادة حركة مجتمع السلم، التي تعرف اختصارا بـ "حمس"، إلى أن الحركة التي تشارك بـ 64 نائبا برلمانيا تشهد تنافسا محموما بين تيارين، أحدهما هو التيار الذي قاد الحركة على مدى الدورتين الماضيتين من ولاية عبد الرزاق مقّري، والذي يتوقع أن يخلفه فيه الأمين الوطني للتنظيم في الحزب عبد العالي حساني شرف، وهو أحد مستشاري عبد الرزاق مقّري وعضو المكتب التنفيذي للحركة. أما التيار الآخر فيقوده وزير الصناعة السابق عبد المجيد مناصرة، الذي سبق له أن تقلّد منصب الرئاسة عام 2017 في إطار مسعى ترسيم الوحدة بين "جبهة التغيير" و"حمس"، بالإضافة لرئيس مجلس الشورى الحالي الدكتور عبد القادر سماري.

وبينما تصر مصادر "عربي21"، على عدم الجزم بمآلات العملية الانتخابية المرتقبة لقيادة الحركة، إلا أنها تتوقع أن تكون من نصيب عبد العالي حساني شرف، ليس فقط لأنه الأقرب إلى القيادة التنفيذية للحركة، وإنما لأنه الأكثر قربا من التنظيم وبناه القوية، على خلاف مناصرة، الذي يعتبر من الجيل المؤسس، والذي تقول المصادر إنه لم يعد يمتلك من النفوذ الكثير.

ومن المنتظر أن يحسم أيضا مؤتمر حركة "حمس" التي تنافس على تمثيل الفكر الإخواني في الجزائر مع عدد من الحركات الإسلامية الأخرى، على رأسها حركة البناء الوطني، في أمر مشاركتها في الحكومة من استمرارها في المعارضة.. وإن كانت المصادر ترجح استمرار نهج مقّري الحالي الذي فضل المعارضة النقدية على المشاركة في الحكم على غرار تجربة التحالف الرئاسي السابقة التي لم تحقق للحركة أي إنجاز يذكر.

وكان لافتا للانتباه أن حركة مجتمع السلم، التي اعتادت دعوة قيادة حزب العدالة والتنمية المغربي لحضور مؤتمراتها لم تفعل هذه المرة، فقد أكد عضو المكتب التنفيذي والقيادي في حزب العدالة والتنمية المغربي عبد العلي حامي الدين في تصريحات لـ "عربي21"، أنهم لم يتلقوا دعوة رسمية من حركة مجتمع السلم، على غير ما جرت عليه عادة العلاقة بين الحزبين.

ويحضر مؤتمر حركة مجتمع السلم من الضيوف الأجانب، وفد قيادي من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" برئاسة إسماعيل هنية، والقيادي في حركة "فتح" عباس زكي، ومحمد سعيد اباه رئيس حركة الإصلاح للتنمية الاجتماعية بالسينغال، وفتحي العيادي مسؤول العلاقات الخارجية في حركة "النهضة" التونسية، وحمادي ولد سيد المختار رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية وعماد البناني رئيس حزب العدالة والبناء في ليبيا..  



وكان عبد الرزاق مقّري رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية المنتهية ولايته قد شن في وقت سابق هجوما على أمين عام حزب العدالة والتنمية المغربي السابق سعد الدين العثماني الذي كان على رأس الحكومة المغربية يوم تم التوقيع على استئناف العلاقات المغربية ـ الإسرائيلية.

يذكر أن العلاقات المغربية ـ الجزائرية تعيش توترا متصاعدا منذ إغلاق الحدود البرية بين البلدين في العام 1994.. وصولا إلى قطع العلاقات الديبلوماسية بشكل كامل وإغلاق المجال الجوي الجزائري أمام الطيران المغربي بشكل كامل.