ممثل ومغن وكاتب سيناريو أمريكي، عرفه جمهور السينما من خلال أفلام الحركة والعنف.
البطل البارد الأعصاب الذي لا يقهر ولا ينهزم سينمائيا وقع في الحياة الواقعية في شباك مرض أوقف مسيرته الفنية بأكملها ووضعه في موقف الأب والزوج العاجز عن الكلام تحت وطأة المرض.
يعتبر واحدا من أنجح الممثلين في تاريخ
هوليوود حيث حققت أفلامه مجموع إيرادات تجاوزت 5 مليارات دولار في مختلف أنحاء العالم.
بروس ويليس المولود عام 1955 في مدينة "ايدار اوبرشتاين" غرب ألمانيا، هو الابن الأكبر لجندي أمريكي، ولسيدة ألمانية كانت تعمل في أحد المصارف.
في عامه الثاني انتقلت العائلة للعيش في ولاية نيوجيرسي الأمريكية بعد أن أنهى والده الخدمة العسكرية عام 1957.
التحق ويليس بفرقة المسرح المدرسي في مدرسته الثانوية، لكن انفصال والديه في عام 1972 دفعه بعد تخرجه من الثانوية للعمل كحارس أمن في إحدى محطات الطاقة النووية، ثم عمل نادلا.
لكن حنينه للتمثيل دفعه إلى أن يلتحق لفترة وجيزة بقسم الدراما في جامعة ولاية مونتكلير بولاية نيوجيرسي، ولكنه لم يواصل دراسته فقد انتقل إلى مدينة نيويورك ومنها إلى ولاية كاليفورنيا من أجل حضور اختبارات التمثيل.
قدم بعض الأعمال الموسيقية في مسارح برودواي، ومن هناك انتقل إلى التلفزيون، ثم في أدوار ثانية بالسينما.
خاض ويليس أول تجربة احترافية في مسيرته الفنية عندما اختير من بين 3 آلاف شخص، للمشاركة بالتمثيل عام 1985 في مسلسل Moonlighting الكوميدي والرومانسي بجانب سيبيل شيبارد، حيث أدى دور مخبر خاص مغرور ومتطفل.
ورغم نجاح المسلسل فنيا وجماهيريا وحصوله على جائزة الإيمي مرتين كأفضل ممثل رئيسي في مسلسل درامي عام 1987 وجائزة الغولدن غلوب عن نفس الدور إلا أنه لم يصنع منه نجم شباك كبيرا يعتمد عليه.
واستمر ويليس في أداء الأدوار الثانوية أوائل الثمانينات إلى أن أدى دورا رئيسيا في فيلم "Blind Date" مع كيم باسنجر عام 1987.
لكن الشهرة الحقيقية له جاءته في عام 1989 عبر فيلم "Die Hard" حيث لعب فيه دور الشرطي جون ماكلاين البارد الأعصاب والمتحدي، وقد وضعه هذا الدور ضمن قائمة نجوم أفلام الحركة في هوليوود إلى جانب سيلفستر ستالوني وفان دام وآخرين.
وهو ما جعله واحدا من صفوة نجوم هوليوود، خصوصا حين تبعه بالجزء الثاني من الفيلم عام 1990 الذي حقق نجاحا لم يقل عن جزئه الأول، وكذلك الجزء الثالث الذي شاركه بطولته صامويل جاكسون عام 1995.
في التسعينات قدم ويليس مسيرة فنية ملفتة، حين وازن بنجاح شديد بين أفلام تجارية أكدت مكانته كنجم "أكشن"، وأفلام فنية يعتبر بعضها من أهم ما قدمت في فترة التسعينات.
وفي مقدمتها فيلم "Pulp Fiction" مع المخرج كوينتن تارنتينو عام 1994 الذي فاز بسعفة كان وأوسكار أفضل سيناريو أصلي وشارك بطولته رفقة ترافولتا وأوما ثورمان وصامويل جاكسون.
وفي عام 1996 قدم فيلم "Twelve Monkeys" عن قصة رجل يعود من المستقبل ليتمكن من وقف فيروس سيدمر الكرة الأرضية ، و "The Fifth Element" وينهي العقد بفيلم "The Sixth Sense" مع المخرج إم نايت شمالاين ويرشح الفيلم لأوسكار أفضل فيلم.
في الألفية خفت الأضواء حول ويليس قليلا نظرا لتقدم العمر وظهور نجوم جدد، ولكن ذلك لم يمنعه من أن يقدم عدة أفلام مميزة.
وواصل التمثيل لكنه لم يعد يلقى النجاح نفسه وتآكلت شهرته شيئا فشيئا، حتى أنه شارك في جزأين جديدين من سلسلة (Die Hard) عامي 2007 و2013 لم يقنعا النقاد ولا الجمهور.
سياسيا يعرف بوصفه من مؤيدي الحزب الجمهوري وكان من أشد مؤيدي جورج بوش الابن في حربه ضد العراق وفي جميع سياساته الداخلية والخارجية.
في عام 2003، زار ويليس العراق وغنى للقوات الأمريكية مع فرقته الغنائية، وكان يعتقد أنه عرض مليون دولار على أي شخص غير مقاتل يقوم بتسليم أسامة بن لادن أو أيمن الظواهري أو أبو مصعب الزرقاوي. لكنه أوضح في عام 2007 في بيان أنه تم الإدلاء بتصريحه افتراضيا وليس المقصود منه أن يؤخذ حرفيا. وانتقد ويليس أيضا وسائل الإعلام لتغطيتها للحرب على العراق، واشتكى من أن الصحافة كانت أكثر ميلا للتركيز على الجوانب السلبية للحرب وعلى أعداد القتلى.
وورد اسم ويليس في إعلان في صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" في عام 2006، أدان حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله، وأعلن عن دعم "إسرائيل" في العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006.
كما ذكر ويليس أنه مؤيد لحقوق السلاح، قائلا: "لكل فرد الحق في حمل السلاح. إذا أخذت السلاح من أصحاب الأسلحة القانونيين، فإن الأشخاص الوحيدين الذين لديهم أسلحة هم الأشرار".
وعلى الجانب الشخصي فأثناء العرض الأول لفيلم "المراقبة"، تعرف ويليس على الممثلة ديمي مور التي أصبحت فيما بعد زوجته وأنجبا ثلاث بنات، وما لبثا أن انفصلا عام 1998. وتزوج بعدها عارضة الأزياء إيما همنغ عام 2009 وأنجبا ابنتين أيضا.
وبشكل فاجأ الكثيرين فقد أعلن عن اعتزاله التمثيل رغم أنه كان يعمل على عدة مشاريع سينمائية ضخمة ينتظر طرحها في الوقت القريب، وذلك بعد الكشف عن إصابته باضطراب دماغي يعرف بـ"الحبسة" أو فقدان القدرة على الكلام حيث يؤثر المرض على قدراته الإدراكية، وعادة ما تحدث "الحبسة" بشكل مفاجئ بعد التعرض لسكتة دماغية أو إصابة في الرأس، وقد تؤدي لفقدان القدرة على التواصل، وعلى التحدث والكتابة وفهم اللغة الشفوية والكتابية.
وفي آخر أفلامه اضطر المخرج إلى تقليص دوره إلى الحدود القصوى بعد أن بدأ يفقد ذاكرته، فقد أشار عدد من أعضاء فريق العمل إلى أن ويليس توجه إلى طاقم العمل خلال التصوير بالقول: "أعرف لم أنتم هنا لكن ما سبب وجودي في المكان؟".
نجم "الأكشن" يتقاعد اضطراريا من التمثيل بعد مسيرة مهنية طويلة امتدت لأكثر من 40 عاما شهدت صعودا وهبوطا لنجم كان يسعى إلى بناء مشاريع متنوعة، لكن إصابته بالخرف الجبهي الصدغي أوقفه عن الحركة الفنية.
مرض قاس جدا، أكثر قسوة من الأشرار الذين واجههم في أفلامه وانتصر عليهم لكن "الحبسة" حبسته في المنزل.