أكدت مؤسسات
الأسرى، أن سلطات
الاحتلال الإسرائيلي فرضت جملة من
العقوبات بحقّ الأسرى داخل
السجون ردا على خطوات العصيان، رفضا لإجراءات وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار
بن غفير التي تسلبهم حقوقهم المشروعة.
وأكدت هيئة الأسرى، ونادي الأسير أنّ الأسرى في سجون الاحتلال يواصلون لليوم الثالث على التوالي، خطوات العصيان التي أقرتها لجنة الطوارئ العليا للأسرى.
وأفادت في بيان مشترك وصل "عربي21"، أن" إدارة السجون شرعت منذ صباح اليوم بتنفيذ العقوبات التي أعلنت عنها الأمس، وبدأ تطبيقها في سجني "ريمون" و"نفحة"، مؤكدة أن العقوبات سابقة الذكر "ستبقى قائمة لطالما استمر الأسرى بخطواتهم".
وذكرت مؤسسات الأسرى، أنه "منذ صباح اليوم اقتحمت قوات القمع المسماة "بالمتسادا"، قسم "1" بسجن "جلبوع"، وشرعت بعمليات تفتيش واسعة وسط حالة من التوتر تسود أقسام الأسرى، علمًا أنّ إدارة السّجون سحبت بالأمس من ذات القسم البلاطات وبعض الأدوات الأساسية التي يستخدمها الأسرى داخل غرفهم، وكذلك جرى اقتحام لقسم "1" في سجن "مجدو"، ولا تتوفر معلومات تفصيلية أخرى".
وفي سجن "النقب"، أبلغت إدارة السجون الأسرى في قسم "5" بنيتها عن تفريغ القسم اليوم ونقل الأسرى، دون معرفة الأسباب.
وأكدت هيئة الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني، أن "إدارة سجون الاحتلال أبلغت الأسرى بفرض عقوبات جماعية بحقّهم، ردا على خطوات العصيان التي نفذوها أمس، رفضا لإعلانها عن البدء بتطبيق إجراءات الوزير المتطرف بن غفير".
وأوضحت مؤسسات الأسرى في بيان مشترك وصل "عربي21" نسخة عنه: "إدارة السّجون، أعلنت عن أنّ العقوبات ستكون سارية منذ صباح اليوم الخميس في عدد من السّجون".
وأفاد البيان، بأنه "في سجن "ريمون"، تمثلت العقوبات المعلنة والتي سيبدأ بتنفيذها منذ اليوم، بإغلاق "الكانتينا" وبعض المرافق يومي الجمعة والسبت، كما أن كل أسير يخرج من القسم، سيخرج مقيد اليدين، حتى إن خرج إلى عيادة السّجن، وأعلنت أيضا عن حرمان الأسرى من الرياضة الصباحية، وهذه العقوبات ستبقى قائمة طالما استمر الأسرى في خطواتهم الاحتجاجية".
أما في سجن "نفحة"، فإنه عدا عن الإجراءات التي نفّذتها إدارة السّجون أمس وأول من أمس، والتي تمثلت "بوضع أقفال على الحمامات الخاصة بالاستحمام، وقطع المياه السّاخنة، فقد أبلغت الإدارة الأسرى، بوقف الرياضة الصباحية، وإغلاق المرافق يوم الجمعة، كما أنه سيتم تقييد أي أسير يخرج من القسم، مهما كان سبب خروجه".
وفي سجن "عوفر"، أعلنت إدارة سجون الاحتلال عن نيتها "فرض عقوبات، في حال استمر الأسرى بتنفيذ خطواتهم، وتكون العقوبات على مستويين فردية وجماعية، وتشمل (الكانتينا والزيارة) وتقسيم الفورة بحيث يتم استهداف نظام خروج الأسرى إلى ساحة السجن، وتكون المدة المتاحة للأسير أقل مما هي عليه اليوم".
وذكرت مؤسسات الأسرى، أن "إدارة السجون سحبت البلاطات، وبعض الأدوات الأساسية من أحد الأقسام في سجن "جلبوع"، كخطوة تهديد للأسرى، وفي سجن "مجدو" كذلك أعلنت الإدارة عن جملة من التهديدات بحق الأسرى، تستهدف نظام الخروج إلى ساحة السجن، وسحب بعض الأدوات الأساسية من غرفهم".
ومجددا، أكدت الهيئة ونادي الأسير، أن "خطوات العصيان ستكون مفتوحة حتى التاريخ المحدد لخطوة الإضراب عن الطعام المقررة في الأول من رمضان المقبل، وستكون هذه الخطوات مرهونة بموقف إدارة السجون، والتطورات التي يمكن أن تحدث خلال الفترة القادمة، وستبقى لجنة الطوارئ بحالة انعقاد دائم".
وتتمثل خطوات العصيان الأولية التي أقرتها لجنة الطوارئ العليا للأسرى، والتي بدأ بتنفيذها أسرى سجن "نفحة" يوم الثلاثاء؛ إغلاق الأقسام، وعرقلة ما يسمى بالفحص الأمني، وارتداء اللباس البني الذي تفرضه إدارة السّجون، كرسالة لتصاعد المواجهة، واستعداد الأسرى لذلك.
وشرع الأسرى الثلاثاء في سجن "نفحة" بتنفيذ خطوات عصيان، وأقدمت إدارة السّجون على قطع المياه السّاخنة عن الأسرى في سجن "نفحة"، كما "أقدم أحد السّجانين يوم الثلاثاء خلال ما يسمى بالفحص الأمني باستفزاز الأسرى، والتباهي بإجراءات بن غفير، الأمر الذي فرض حالة من التوتر في السجن، ورد الأسرى بالتكبير في عدة أقسام".
وأكدت لجنة الطوارئ العليا في بيان مقتضب لها أن "من قرّر محاربتنا برغيف الخبز والماء؛ سنرد عليه بمعركة الحرية أو الاستشهاد".
وأعلنت لجنة الطوارئ عن سلسلة خطوات نضالية ضد إجراءات الوزير المتطرف بن غفير؛ "تبدأ بالعصيان، وتكون ذروتها بإعلان الإضراب عن الطعام في الأول من شهر رمضان المبارك".
ويبلغ عدد الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، نحو 4780، من بينهم 160 طفلا، و29 أسيرة، و914 معتقلًا إداريا.
لماذا يستهدف بن غفير الأسرى بالتنكيل؟
هاجمت صحيفة "هآرتس" العبرية، "عديم المسؤولية" وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، مؤكدة أنه مؤيد "للإرهاب اليهودي"، وفاقد للقدرة على التصدي للتحديات الأمنية التي تواجهها "إسرائيل".
وأكدت
الصحيفة أن "قصور بن غفير في منصبه كوزير للأمن القومي، يحاول أن يخفيه بتشديد ظروف الاعتقال للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية".
وأضافت: "قبل نحو أسبوعين، قرر بن غفير إخراج الأفران التي كان يستخدمها الأسرى داخل السجون في إعداد الخبز، وقال بن غفير: "لا يعقل أن يحصل الأسرى على رغيف طازج، وكأنهم في مطعم في حي هتكفا"، على حد قوله.
وقام بن غفير بتحديد وقت الاستحمام بـ4 دقائق لكل أسير، وساعة واحدة فقط لكل قسم الزمن الذي تضخ فيها المياه في الحمامات.
وذكرت الصحيفة أن "الحديث يدور عن مستوى متدن من السياسة لكن احتمالاتها التدميرية لا قياس لها، وجهاز الأمن يعرف بأن إساءة شروط الاعتقال للسجناء هي خطوة كفيلة بأن توحد حماس، فتح، الجهاد الإسلامي وفصائل أخرى في صراع مشترك ضدنا".
وأوضحت "هآرتس"، أن "الوزير بن غفير في محاولته لصرف الغضب الجماهيري الموجه إليه في أعقاب العمليات، سعى لأن يرفع وتيرة هدم المنازل الفلسطينية في القدس، وقد جر هذا العناد مواجهة بينه وبين المفتش العام للشرطة، كوبي شبتاي".
وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من المسؤولين الكبار في جهاز الشرطة الإسرائيلي، "يشتكون من صعوبة العمل مع بن غفير، حيث إن مواقفه ومطالبه في العديد من المرات تعرف لهم من البلاغات في وسائل الإعلام، هم محبطون من قراراته التي تتخذ ’دون دراسة وبامتشاق من تحت الإبط‘".
وأكدت "هآرتس"، أن "سلوك بن غفير يثبت أنه يجد صعوبة في أن يفك ارتباطه عن طريقة التفكير التي تبناها عندما كان فتى هامشيا عضوا في حركة "كاخ" (الإرهابية)، فهو شخص تلقى قوة وصلاحية تتجاوز مقاييسه، ولا توجد له ذرة فهم عن ما يفعله بهما غير إشعال الاستفزازات".
وبينت أن "المشكلة؛ أن لاستفزازات بن غفير بصفته وزيرا للأمن القومي، ثمن باهظ؛ فمن شأنها أن تشعل الشرق الأوسط، ومن عينه في المنصب ويتركه هناك رغم سلوكه الحقير - رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو - يتحمل المسؤولية الكاملة عن نتائج أفعاله".