كشف عرض عسكري بكوريا الشمالية، أشرف عليه زعيم البلاد كيم جونغ أون، عن عدد قياسي من
الصواريخ البالستية العابرة للقارات القادرة على حمل رؤوس حربية نووية، فيما وصفت واشنطن ذلك بـ"التدريبات الدعائية".
وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن العرض كان يهدف إلى إظهار "القدرة الهائلة" للبلاد على الصعيد النووي. وجرى العرض مساء الأربعاء في وسط العاصمة بيونغ يانغ، في ساحة كيم إيل سونغ، مؤسس
كوريا الشمالية وجد كيم جونغ أون.
ونظم العرض بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الجيش الكوري الشمالي وحضره كيم مع زوجته ري سول جو وابنته جو آي، حسب صور بثتها وكالة الأنباء الكورية الشمالية. وظهر في صور أخرى كيم متفقّدا الضباط ومحييا الجنود فيما كانت قوات وصواريخ تمر في الخلفية.
وذكر موقع "ان كي نيوز" المتخصص في سيول أن العرض شمل عشر نسخ من أكبر صاروخ بالستي عابر للقارات في كوريا الشمالية "هواسونغ-17" وآليات مصممة على ما يبدو لحمل صواريخ بالستية عابرة للقارات تعمل بالوقود الصلب.
وتطوير هذا النوع من الصواريخ البالستية العابرة للقارات هو أحد الأهداف الرئيسة لبيونغ يانغ لأنه يصعّب رصد صواريخها النووية وتدميرها.
وأثار ظهور الصواريخ البالستية العابرة للقارات "هتافات حماسية" من الجمهور، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية، مضيفة أن "وحدة العمليات النووية التكتيكية" المكونة من جنود وصواريخ أخرى شاركت أيضا في العرض.
تنظم كوريا الشمالية التي تمتلك أسلحة نووية، هذا النوع من العروض للاحتفال بالتواريخ المهمة في تاريخها السياسي. لكن مراقبين يرون فيها فرصة لمعرفة مدى التقدم العسكري لهذا البلد المعزول والخاضع لعقوبات تمنع تطوير برامجه البالستية والنووية.
وهو رابع عرض عسكري ليلي ينظم في بيونغ يانغ في السنوات الأخيرة ويأتي بعد إعلان النظام الكوري الشمالي عزمه على توسيع مناوراته العسكرية وتكثيفها لضمان جهوزيته في حالة الحرب.
أجرت كوريا الشمالية في 2022 عددًا قياسيًا من تجارب الأسلحة بما في ذلك إطلاق صاروخها البالستي العابر للقارات الأكثر تطورًا للمرة الأولى.
ودعا كيم بلاده مؤخرًا إلى تعزيز ترسانتها العسكرية "بشكل كبير" عبر إنتاج كميات كبيرة من الأسلحة النووية التكتيكية وتطوير صواريخ رد نووية جديدة.
ورأى محللون أن كمية الأسلحة التي كُشِفت خلال العرض ونوعها يدلان على تطورات واضحة ملحوظة يمكن أن تشكل تحديًا للولايات المتحدة.
وأوضح الخبير أنكيت باندا المتمركز في واشنطن، لوكالة الأنباء الفرنسية: "قدموا في هذا العرض عددا من الصواريخ البالستية العابرة للقارات لم يسبق أن عرضوا مثلها، بموجب توجيهات كيم جونغ أون لإنتاج أسلحة نووية وأنظمة إطلاق بكميات كبيرة".
وأضاف أن ذلك قد يطرح مشكلة لواشنطن لأن نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي يهدف إلى محاربة تهديد كوري شمالي "محدود"، مشيرا إلى أن كوريا الشمالية "أثبتت الآن أن قوتها النووية بعيدة كل البعد عن أن تكون" محدودة.
وردا على سؤال حول العرض العسكري، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس إنه لن يعلق على "التدريبات الدعائية" لكن الباب لا يزال مفتوحا للمحادثات المحتملة رغم عدم اهتمام كوريا الشمالية.
وصرح برايس للصحافة: "هدفنا يظل نفسه وهو نزع السلاح النووي لشبه الجزيرة الكورية بالكامل"، مضيفا: "نحن مستعدون للانخراط في الحوار والدبلوماسية مع (كوريا الشمالية) لهذا الغرض".