تحول احتجاج لليمين المتطرف، قرب فندق يؤوي طالبي لجوء
في
بريطانيا مساء الجمعة، إلى اشتباكات عنيفة مع الشرطة.
وتفجرت الاشتباكات التي تخللها إضرام للنار في سيارة
للشرطة، بعد تجمع المئات من
اليمين المتطرف خارج فندق "سويتس" بالقرب من
مدينة ليفربول؛ احتجاجا على استضافة السلطات طالبي اللجوء في الفندق.
وقالت شرطة مقاطعة ميرسيسايد؛ إن ثلاثة أشخاص قد
اعتقلوا لاتهامهم بالإخلال بالنظام والعنف.
وقال شهود عيان من داخل الفندق؛ إن محتجي اليمين
المتطرف ألقوا بالمفرقات، وسقط بعضها على سيارة للشرطة، ما أدى لاشتعالها بكامل محتوياتها.
وحضر في المقابل متظاهرون من مناهضي الفاشية، وقال
أحدهم؛ إن متظاهري اليمين المتطرف انقسموا لثلاث مجموعة وحاولوا محاصرتهم.
اقرأ أيضا: متطرف يهاجم مركزا للمهاجرين ببريطانيا بقنابل حارقة وينتحر
وقالت الناشطة كلير موسلي، رئيسة جمعية "الرعاية
من أجل كاليه" (في إشارة إلى
اللاجئين في كاليه الفرنسية ويحاولون العبور إلى
بريطانيا)، وهي كانت موجودة في المكان لدعم طالبي اللجوء في الفندق: "لا أعلم
إن كان طالبو اللجوء في الفندق سيكونون بأمان. أنا مصدومة للغاية وأرتجف بسبب ما
شاهدته في ليفربول الليلة".
ونقلت صحيفة الغارديان عنها قولها: "خطاب
الكراهية والانقسام من سياسيينا يدمر مجتمعنا وقيمنا البريطانية". وأضافت:
"قلقي الأكبر هو ما إذا كانت الشرطة قادرة على حماية الناس في هذا الفندق هذه
الليلة وفي المستقبل".
وغرد حساب المنظمة: "لقد حوصرنا في موقف
السيارات، من قبل المئات من محتجي اليمين المتطرف الذين اخترقوا طوق الشرطة".
وقال جورج هاوارث، النائب العمالي عن منطقة ناوسلي
التي يقع فيها الفندق؛ إن الاحتجاج تفجر بعد "حادث مزعوم نشر عنه عبر وسائل
التواصل الاجتماعي"، منتقدا المعلومات المضللة حول أن اللاجئين يعيشون برفاهية
في الفندق.
وطالب هاوارث الشرطة بالتحقيق في مصدر الأخبار المنشورة
على التواصل الاجتماعي عن الحادث المزعوم. وقال: "حتى الانتهاء من تحقيقات
الشرطة، سيكون من المبكر القفز إلى الاستنتاجات، ومحاولة البعض إشعال الوضع هو خطأ
فادح".
وأضاف: "المعلومات المضللة عن أن اللاجئين يعيشون
برفاهية في الفندق هي صحيحة، وتهدف إلى رسم صورة لا تمثل الحقائق".
وأكد النائب
البريطاني أن سكان منطقته ليسوا متعصبين، ونحن نرحب بالناس الفارين من بعض أكثر
الأماكن خطورة في العالم في بحثهم عن مكان آمن. الذين يتظاهرون ضد اللاجئين في هذا
الاحتجاج الليلة لا يمثلون هذا المجتمع".
وألقت مجموعة
"نقف ضد العنصرية" على تويتر باللائمة في العنف على اتخاذ الحكومة
اللاجئين ككبش فداء.
وكانت مجموعة من اليمين المتطرف تدعى "البديل الوطني" قد نظمت مظاهرات أمام الفندق سابقا، لكنها نفت مسؤوليتها عن المظاهرة الجديدة.
وقال مساعد رئيس شرطة ميرسيايد، بول وايت: "المشاهد
هذه الليلة غير مقبولة مطلقا، وهي تعرض الحضور وضباطنا والمجتمع الأوسع للخطر".
اقرأ أيضا: اليمين المتطرف ببريطانيا يحرّض على مهاجمة مراكز اللاجئين
وقالت الشرطة: لحسن الحظ لم ترد تقارير عن إصابة أحد حتى
اللحظة، لكن أن يتعرض الضباط وسيارات الشرطة للتحطيم وهم في طريقهم لأداء مهمتهم
في حماية الناس، فهو أمر شائن".
وكان مركز لاستقبال اللاجئين في دوفر، جنوب غرب
بريطانيا، قد تعرض لهجوم بقنابل حارقة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وصفته الشرطة بالإرهاب، نفذه رجل
أبيض من اليمين من المتطرف، في ظل حملة متصاعدة ضد المهاجرين.