قررت شركة
مايكروسوفت المصنعة لنظام التشغيل (ويندوز)، المراهنة على مستقبلها والاتجاه نحو تطوير
الذكاء الاصطناعي من خلال استثمارات تبلغ مليارات الدولارات، بينما ترفع راية التحدي لشركة
غوغل التابعة لألفابت، والتي تفوقت على مايكروسوفت لسنوات في تكنولوجيا البحث والتصفح عبر الإنترنت.
وطرح مايكروسوفت مؤخرا روبوت دردشة ذكيا ليكون مصاحبا لنتائج البحث الخاصة بالمحرك (بينغ) الأمر الذي سيضع الذكاء الاصطناعي، الذي يمكنه تلخيص صفحات الإنترنت وتوليف المصادر المتباينة بل وإنشاء رسائل البريد الإلكتروني وترجمتها، تحت تصرف المزيد من المستهلكين.
وتتوقع مايكروسوفت أن تجني ملياري دولار أخرى من عوائد الإعلانات على شبكة البحث لكل نقطة مئوية ترتفع بها أسهمها.
وتهدف مايكروسوفت، من خلال العمل مع شركة (أوبن إيه.آي) الناشئة، إلى تخطي منافستها في وادي السيليكون وربما حصد عوائد هائلة من أدوات ستقوم بتسريع وبشكل عام إنشاء المحتوى وإنجاز المهام آليا، إن لم تكن الوظائف نفسها. وسيؤثر ذلك على المنتجات الخاصة بالأعمال، مثل الحوسبة السحابية وأدوات التعاون، كالبرامج والتطبيقات، التي تبيعها مايكروسوفت، بالإضافة إلى خدمات الإنترنت للمستهلكين.
وفي السياق، قال ساتيا ناديلا رئيس مايكروسوفت التنفيذي للصحافيين في إفادة بمقر الشركة في ريدموند بواشنطن: "هذه التكنولوجيا ستعيد تشكيل كل فئة من فئات البرمجيات إلى حد بعيد".
برامج الدردشة الآلية
وقد بلغت حصة الشركة في سوق البحث عبر الإنترنت الثلاثاء نحو عشرة بالمئة. ورغم ذلك، يرى العديد من المستثمرين أن التكنولوجيا الجديدة هي مكسب لجميع الأطراف. وأغلق سهم مايكروسوفت مرتفعا بـ 4.2 في المئة، بينما صعد سهم ألفابت إلى 4.6 في المئة.
وإلى ذلك، ظهرت قوة ما يسمى بالذكاء الاصطناعي "التوليدي"، الذي يمكنه إنشاء أي نص أو صورة تقريبا، للجمهور العام الماضي مع إصدار (تشات جي بي تي)، وهو برنامج دردشة آلي من تصنيع (أوبن إيه.آي). ومنحت ردوده الشبيهة بردود البشر على أي حديث أو سؤال الناس طرقا جديدة للتفكير في إمكانيات التسويق أو كتابة أوراق بحثية أو نشر الأخبار أو كيفية البحث عن المعلومات عبر الإنترنت.
من جهته، يمكن لروبوت الدردشة في (بينغ) إطلاع المستهلكين على الأحداث الجارية، ما يعتبر خطوة تتجاوز إجابات (تشات جي بي تي) التي تقتصر حاليا على البيانات إلى غاية العام 2021.
وبعدما لاحظت غوغل تحدي مايكروسوفت لها، كشفت مؤخرا النقاب عن روبوت محادثة خاص بها يدعى (بارد). بينما تخطط لإصدار برنامجها للذكاء الاصطناعي الخاص بالبحث، يمكنه تجميع المواد في حالة عدم وجود إجابة بسيطة عبر الإنترنت.
وسيشعل قرار مايكروسوفت بتحديث متصفحها (إيدج) المنافسة مع (كروم) التابع لغوغل. وعلى الرغم من ذلك، تتوقع الشركة التي تتخذ من ريدموند مقرا لها طرح (بينغ) المحدث على متصفحات أخرى في نهاية المطاف.
وفي الربع المنتهي في 31 كانون الأول/ديسمبر، حققت ألفابت 42.6 مليار دولار من عائدات البحث عبر غوغل وعوائد أخرى، فيما سجلت مايكروسوفت 3.2 مليارات دولار من إعلانات البحث والأخبار.