أعلنت الولايات المتحدة، الإثنين، أنها جمعت بقايا أولى من حطام
المنطاد الصيني الذي أسقطته السبت، مستبعدة إعادة الحطام إلى بكين.
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في الرئاسة الأمريكية جون كيربي، الذي قال للصحفيين إن الفرق المنتشرة قبالة سواحل كارولاينا الجنوبية في جنوب شرق البلاد "جمعت بعض البقايا من على سطح البحر".
ولفت إلى أن "الظروف المناخية" لم تسمح حتى الآن بتنفيذ عمليات تحت البحر، موضحا أن الولايات المتحدة "لا تعتزم إعادة" هذه البقايا إلى الصين.
وبعدما انتقدت المعارضة الجمهورية الرئيس جو بايدن لتأخره في إسقاط المنطاد، اعتبر المتحدث أن هذه الفسحة الزمنية منحت الأمريكيين "فرصة رائعة لدرس (المنطاد) وفهمه في شكل أفضل"، في انتظار أن توفر البقايا معلومات إضافية، مؤكدا أن واشنطن "اتخذت تدابير للحد من قدرة هذا المنطاد على جمع (معلومات) من فوق مواقعنا العسكرية الحساسة".
وأعلن كيربي أخيرا أن الإدارة الأمريكية "أجرت اتصالات بمسؤولين كبار في الإدارة السابقة، وعرضت عليهم إحاطات" تتصل بتحليق مناطيد صينية في الأجواء الأمريكية إبان ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب.
وأفاد البنتاغون بأن مناطيد صينية حلقت ثلاث مرات لفترات زمنية محدودة فوق الأراضي الأمريكية خلال ولاية ترامب، ومرة واحدة في بداية ولاية بايدن لفترة قصيرة أيضا.
وكشفت وكالة بلومبيرغ أن الجيش الأمريكي استخدم مقاتلة من طراز أف22 رابتور التكتيكية لضرب المنطاد الصيني، لتكون المرة الأولى التي تستخدم فيها هذه المقاتلة لضرب هدف في الجو منذ ظهورها لأول مرة في الحرب ضد تنظيم الدولة في سوريا والعراق قبل نحو عقد من الزمان.
وظهرت المقاتلة لأول مرة عام 2015، بعد تسع سنوات من تصنيعها، واعتبارها جاهزة للمشاركة في العمليات العسكرية، وفق بلومبيرغ، حيث استخدمت في ذلك الوقت لشن ضربات جوية موجهة ضد مواقع تنظيم "داعش" في سوريا والعراق.
وقالت ريبيكا غرانت، المتخصصة في أنظمة القوات الجوية لبلومبيرغ، "إن إسقاط منطاد الصين كان بالفعل أول عملية قتل جوي للطائرة أف22".
وقال البيان العسكري إن "رابتور" كانت على ارتفاع 58 ألف قدم عندما أطلقت صاروخ إيه آي أم -9 أكس سايدويندر. وفي ذلك الوقت، كان المنطاد أعلى من الطائرة، على ارتفاع ما بين 60 و65 ألف قدم.
وقال موقع الأخبار الدفاعية "ذا وور زون" إن العملية "قد تكون وقعت على أعلى ارتفاع لاستهداف جو-جو على الإطلاق".
وقال العسكري المتقاعد بالقوات الجوية، ديفيد ديبتولا، لبلومبيرغ إن هذه الطائرة كانت "الأنسب" لاستهداف المنطاد؛ "نظرا لقدرتها على العمل بفعالية على ارتفاع أعلى من 50 ألف قدم، وبسبب قوة محركاتها وتصميمها".