انتقد الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية
القطري
السابق توجه
السودان نحو
تطبيع علاقاته مع
إسرائيل في هذا الظرف وفي وقت لا يحقق فيه الشعب الفلسطيني حقوقه.
واعتبر المسؤول القطري السابق في مجموعة تغريدات نشرها على صفحته على
موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن خطوة الخرطوم التطبيعية ليست موفقة
حتى لو وُعد النظام بمكاسب.
وجاء عتاب مسؤول الدبلوماسية القطري السابق، وفق تقرير لصحيفة
"القدس العربي" اللندنية، على ضوء التصعيد الإسرائيلي السابق.
واعترف الشيخ حمد بن جاسم صراحة بفتح قطر مكتباً تجارياً لإسرائيل في
الدوحة، لكنه شدد بالمقابل على أن تلك الخطوة كانت في ظروف خاصة، وتم التراجع عنها
مناصرة للقضية الفلسطينية.
واستهل الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني حديثه بتغريدة قال فيها: "رأيت
الابتسامة والفرح على وجه رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان عبد الفتاح
البرهان عندما استقبل الوفد الإسرائيلي الذي زار الخرطوم مؤخراً، ومع أني لا أمانع
في ذلك، فإني أتساءل ما هو ثمن هذه الحفاوة وما الفائدة التي سيجنيها السودان من
هذا الانفتاح على إسرائيل؟".
واستطرد المسؤول القطري السابق قائلاً إنه "على يقين أن السودان
وشعبه من أكثر الدول العربية التزاماً بالقضية الفلسطينية وتأييداً لحقوق الشعب
الفلسطيني والقضايا العربية الأخرى، وقد دفع السودان ثمناً باهظاً لهذه المواقف
القومية الأصيلة"، وشدد على أن "الفائدة ستعود على الطرف الذي نصح السودان
بإقامة علاقات مع إسرائيل".
واعتبر وزير الخارجية القطري السابق أن بلاده أقامت علاقات مع
إسرائيل وسمحت لها بفتح مكتب تجاري لأسباب ذكرها مرات عديدة في السابق، ثم أغلق
المكتب "مناصرة للقضية الفلسطينية عندما استدعى الوضع ذلك".
ويكشف حمد بن جاسم أن قطر ربما جنت فوائد سياسية في ذلك الوقت ولكن
كل تلك القرارات كانت قرارات ذاتية بعيداً عن أي نصيحة من طرف آخر، ولم تكن تتعارض في ذلك الوقت مع المصالح العربية.
وأكد وزير الخارجية القطري السابق أن السودان "إذا كان يعتقد
الآن أن هذه العلاقات مع إسرائيل ستقربه من أمريكا بناءً على نصيحة فهذه نصيحة
فاشلة".
وأضاف ابن جاسم قائلاً: "أنا مع السلام والعيش سوياً في هذه
المنطقة بأمان، لكل من فيها ومنهم الإسرائيليون ولكن ينبغي أن يشمل هذا
الفلسطينيين ليتمتعوا بكل حقوقهم”. وأعلن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين أن
إسرائيل والسودان سيوقعان اتفاق سلام في واشنطن في غضون أشهر. وقال كوهين إن إنجاز
نص الاتفاقية تمّ خلال زيارته إلى الخرطوم ولقاء رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح
البرهان.
ووافق السودان على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكن لم يوقع الجانبان
أي اتفاق بعد.
وبعد زيارة كوهين، أعلن مجلس السيادة السوداني أن رئيسه البرهان
التقى وزير الخارجية الإسرائيلي في الخرطوم، وبحثا تعزيز آفاق التعاون المشترك لا
سيما في المجالات الأمنية والعسكرية. وبعد عودته من الخرطوم، أعلن كوهين أن توقيع
اتفاقية التطبيع مع السودان سيتم في واشنطن خلال شهور قليلة من العام الجاري. وبعد
توقيع اتفاقية السلام بين تل أبيب والخرطوم، سيكون السودان سادس دولة عربية توقع
اتفاقية سلام مع إسرائيل بعد مصر (1978) والأردن (1994)، والإمارات والبحرين
والمغرب (2020).
ونفذ عشرات السودانيين، وقفة احتجاجية في العاصمة الخرطوم اعتراضاً
على زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين للبلاد وإعلان خطوات التطبيع بين
البلدين.
والخميس، التقى كوهين في الخرطوم برئيس مجلس السيادة عبد الفتاح
البرهان، بينما ذكرت وزارة الخارجية السودانية بعدها أن الطرفين "اتفقا على
المضي قدماً في سبيل تطبيع العلاقات بين البلدين".
إقرأ أيضا: تطبيع سوداني إسرائيلي وشيك.. هل تستفيد الخرطوم سياسيا واقتصاديا؟