لم يستبعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تزويد بلاده لأوكرانيا بطائرات مقاتلة من أجل تعزيز قدرتها على التصدّي للغزو الروسي، محذّراً في الوقت نفسه من خطر تصعيد النزاع، فيما رفض الرئيس الأمريكي جو بايدن إرسال
مقاتلات "أف16" إلى كييف.
جاء ذلك في أعقاب محادثات أجراها في لاهاي مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، حيث قال الرئيس الفرنسي ردّاً على سؤال بشأن إمكان تزويد كييف بطائرات مقاتلة: "لا شيء مستبعداً من حيث المبدأ".
في المقابل، شدد ماكرون على أن هناك "معايير" لاتّخاذ أيّ قرار بهذا الشأن هي أن يكون هناك "طلب" بهذا المعنى قد "صاغته" أوكرانيا، وألا يكون هذا الأمر "تصعيدياً" وأن "لا يطال الأراضي الروسية بل أن يساعد جهود مقاومة" الغزو، وأن "لا يضعف قدرة الجيش الفرنسي".
وأوضح الرئيس الفرنسي أنّه "في ضوء هذه المعايير الثلاثة، سنواصل، على أساس كلّ حالة على حدة، النظر" في شحنات الأعتدة العسكرية إلى كييف، مشيراً إلى أنّ هذه المعايير تنطبق أيضاً على مسألة تزويد أوكرانيا بدبّابات لوكلير الفرنسية.
ولفت ماكرون إلى أنّ بلاده ستدرس الطلبات الرسمية التي تتلقّاها من أوكرانيا وليس ما يتمّ تداوله في الإعلام، مشيراً إلى أنّ وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف سيزور باريس الثلاثاء لإجراء محادثات مع نظيره الفرنسي سيباستيان لوكورنو.
من جهته، شدّد رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، على أنّه "لا محظورات، لكنّها ستكون خطوة كبيرة" إذا تمّ تسليم كييف طائرات مقاتلة.
وأكّد روته أنّ هولندا، على غرار
فرنسا، لم تتلقّ بعد أيّ طلب رسمي من أوكرانيا بهذا المعنى، مشيراً إلى أنّه يوافق على المعايير التي طرحها نظيره الفرنسي.
رفض أمريكي
في المقابل، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن بلاده لن تزود أوكرانيا بمقاتلات "أف16" لمساعدتها في التصدي للغزو الروسي، مشيرا إلى أنه سيزور بولندا الحليف الرئيسي.
وردا على سؤال لصحفيين في البيت الأبيض عن ما إذا كان يؤيد إرسال هذه المقاتلات إلى كييف كما طلب منه ذلك عدد من القادة الأوكرانيين، أجاب بايدن بـ"كلا".
وكانت دول غربية قد وافقت أخيرا هذا الشهر على تزويد أوكرانيا بدبابات متطورة تعد الأقوى في جيوش دول حلف شمال الأطلسي.
وأعطى هذا
الدعم الأمل لكييف بحصولها قريبا على طائرات حربية من طراز "أف16" لتعزيز قواتها الجوية، لكن القضية لا تزال قيد البحث في الغرب.
وفي السياق، أكد وزير الدفاع النرويجي أن بلاده تعتزم تسليم دبابات من طراز "ليوبارد-2" إلى أوكرانيا "في أسرع وقت ممكن"، ملمّحا إلى أن هذا الأمر يمكن أن يحصل في نهاية آذار/ مارس المقبل.
والأسبوع الماضي أعلنت أوسلو أنها تعتزم تزويد كييف بدبابات لم تحدد عددها من طراز "ليوبارد-2"، علما بأن 36 دبابة من هذا الطراز موضوعة في الخدمة لدى القوات البرية النرويجية.
وقال وزير الدفاع بيورن آرليد غرام في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية: "لم نحدد بعد العدد"، وتابع: "من الأهمية بمكان أن يكون الأمر منسّقا بشكل وثيق مع الشركاء، بما يضمن أن تكون هبة تحدث فارقا بالنسبة لأوكرانيا".
وعلى هامش زيارة إلى مصنع لتجميع صواريخ سام النرويجية المتقدمة (NASAMS) في كونغسبرغ في جنوب شرق النرويج، قال الوزير: "نأمل أن يحدث هذا الأمر في أسرع وقت ممكن"، مشددا على أن "الحاجة ملحة".
متطرّقا إلى جهود متضافرة يبذلها الحلفاء، ذكّر غرام بأن ألمانيا كانت قد أشارت إلى أن دبابات "ليوبارد 2" ستُسلّم في "نهاية آذار/ مارس".
والأسبوع الماضي أعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، أن ألمانيا تعتزم تسليم الدبابات في فترة "نهاية آذار/ مارس - بداية نيسان/ أبريل"، علما بأن برلين تعتزم تقديم 14 دبابة من هذا الطراز.