ملفات وتقارير

ما سر الاهتمام الإيطالي القوي بملف ليبيا في هذا التوقيت؟

رئيسة وزراء إيطاليا التي زارت طرابلس السبت أعلنت عن توقيع اتفاق تاريخي في مجال النفط والغاز- الحكومة الليبية
طرحت الزيارة رفيعة المستوى التي قامت بها رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، للعاصمة الليبية طرابلس ولقاء رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة، بعض التساؤلات عن أهداف الخطوة وعلاقتها بأزمة الطاقة في أوروبا. 

وقامت ميلوني في أولى زياراتها الخارجية بزيارة العاصمة طرابلس ولقاء الدبيبة برفقة وفد وزاري رفيع المستوى ضم وزيري الخارجية والداخلية. 

"تعاون نفطي مستدام" 

وكشفت المسؤولة الإيطالية خلال مؤتمر صحفي جمعها بالدبيبة أنه تم توقيع اتفاقية في مجال النفط والغاز بين شركة "إيني" الإيطالية ومؤسسة النفط الليبية، واصفة الخطوة بأنها "مهمة وتاريخية وأن هذا التفاهم سيعيد إطلاق مجموعة مبادرات لتعدد المصادر واستدامة مصادر الطاقة". 

وأوضحت أن "مساعدة أوروبا بتزويد موارد الطاقة في لحظة صعوبة بالتأكيد تجعل ليبيا شريكا مهما وأساسيا لإيطاليا، خاصة أن الطاقة تمثل إحدى المساهمات الأساسية لتطور وتقدم ليبيا، والتعاون مع إيطاليا في هذا المجال قوي"، وفق تصريحاتها. 

والسؤال: ما سر اهتمام إيطاليا الحالي بالأزمة في ليبيا؟ وهل تستغل حكومة الدبيبة من أجل السيطرة على النفط والغاز هناك؟ 

"إنقاذ أوروبا وليس الدبيبة" 

من جهتها، أكدت عضو مجلس النواب الليبي، ربيعة بوراس أن "هذه الزيارة ليس القصد منها دعم حكومة الدبيبة أو مساعدتها سياسيا، إنما البحث عن دعم الاقتصاد الإيطالي وتعويض وإنقاذ أوروبا من الضغوطات التي تمارسها روسيا على مصادر الطاقة". 

وأشارت خلال تصريح لـ"عربي21" إلى أن "الزيارة لن تعود على الدبيبة بأي نتائج عكس الحكومة الإيطالية التي ستستفيد سياسيا واقتصاديًا داخل فضائها الأوروبي، لكن بخصوص الاتفاقية النفطية بين الحكومتين فهي اتفاقية تم توقيعها منذ عام 2008، وكون إيطاليا تملك أنبوب غاز متصلا بليبيا فالأمر يمثل فرصة للدولة الليبية، في ظل الصراعات الدولية والإقليمية، أن تنهض وتنجو من الدمار الاقتصادي الذي يهدد مستقبلها"، وفق تقديرها. 

وتابعت: "والحقيقة أن إيطاليا دائما مهتمة بالملف الليبي وليس الأمر بالشيء الجديد، واقتصاديا فإن مؤسسة النفط والاقتصاد المحلي سيستفيدان من هذه الخطوة باعتبار أن الغاز الذي سيتم الاستثمار فيه هو غاز طبيعي وليس غازا مسالا"، كما رأت. 

"مصلحة غربية وليست إيطالية" 

في حين قال عضو المجلس الأعلى في ليبيا، بلقاسم قزيط، إن "الدولة الليبية الآن في حالة ضعف، لذا فالجميع يسارع كي يستغل هذا الضعف، وكل الاتفاقيات التي توقعها الحكومات المنقسمة ستكون في مصلحة الجانب القوي وليس الضعيف، والزيارة يمكن تفسيرها كدعم سياسي لحكومة الدبيبة مقابل توقيعه على اتفاقية الغاز" .

وأضاف في تصريحه لـ"عربي21": "نود ألا يكون الدعم السياسي الذي حصلت عليه حكومة الدبيبة من هذه الزيارة على حساب الاتفاقية التي تخص التنقيب على الغاز، خاصة أن روما جاءت تبحث عن تعويضات لأزمة الطاقة في أوروبا وأن المصلحة ليست إيطالية وحسب بل إنها غربية أيضا كون الخطوة جاءت بالتنسيق مع دول أخرى". 

وبخصوص رفض حكومة باشاغا للزيارة، رأى قزيط أن "الرفض جاء كون زيارة أي مسؤول دولي رفيع المستوى لطرابلس ولقاء الدبيبة هو تكريس لشرعية حكومته، وهو ما ترفضه الحكومة المكلفة من البرلمان والتي أرى أنها تتمتع بشرعية وطنية أكبر من حكومة الدبيبة"، كما قال. 

"عداء مع شرق ليبيا" 



وزير الدفاع الليبي الأسبق محمد البرغثي، قال من جانبه إن "إيطاليا ما زالت تحمل العداء للشرق الليبي وترى سكان غرب ليبيا سواء ساسة أو مواطنين لا يحملون كرها كالذى يحمله سكان الشرق نتيجة الحرب الإيطالية ضد المجاهدين فى برقة بقيادة عمر المختار، لذا فهي زارت طرابلس ولم تزر الشرق". 

وتابع: "مصالح إيطاليا تنحصر فى شقين؛ أولهما البحث عن طرق عدة لتوفير إمداد الغاز من منطقة مليتة التي تقع غرب ليبيا، وكذلك موضوع الهجرة غير الشرعية الذي تستغله حكومة الدبيبة في كسب موقف أوروبي"، بحسب تصريحاته لـ"عربي21". 
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع