رجح باحثون في
معهد واشنطن، حصول "تشكيل
الوارثين"
العراقي، على ضوء أخضر من فيلق القدس التابع للحرس الثوري
الإيراني، من أجل ضرب
قاعدة التنف العسكرية في سوريا، والتي تضم قوات أمريكية، في مؤشر على رفض موقف الحكومة العراقية بتأجيل الانسحاب الأمريكي.
ولفت تقرير المعهد إلى أن 3 طائرات مسيرة،
ضربت في العشرين من الشهر الجاري، القاعدة، ما أدى إلى إصابة عنصرين من الجيش السوري
الحر. لتخرج جماعة الوارثين ببيان، تتبنى فيه الهجوم، ونشرت مقطع فيديو لاحقا،
يظهر استهداف القاعدة بطائرة من طراز قاصف كي2.
وأشار التقرير إلى أن التشكيل عبارة عن خلية
موجهة من فيلق القدس، للقيام بعملية قابلة للإنكار، وسبق أن أعلن مسؤوليته عن استهداف
قاعدة أمريكية في الكويت باستخدام نفس الطراز من الطائرات المسيرة، في ظل موجة من التهديدات ضد دول الخليج استخدمت
أيضاً صوراً لصاروخ "قاصف- 2ك".
وقد تم تصوير الفيديو
في 24 كانون الثاني/يناير 2023 الذي أصدره "تشكيل الوارثين" على وقع
أغنية "نقسم يا قاسم لن نهدأ" وتدور كلماتها حول الانتقام لقاسم سليماني
وأبو مهدي المهندس.
وقال التقرير إن التقدير يشير إلى ارتباط
تشكيل الوارثين، بصورة قوية بأكرم الكعبي وحركتي حزب الله والنجباء، المدرجة على
قوائم الإرهاب الأمريكية.
واعتبر أن بيان التشكيل، كان ملفتا للنظر،
وجاء فيه: "لا
يستطيع أحد إيقاف عملياتنا أبداً، حذرنا كثيراً من التهاون والركوع أمام الاحتلال
الأمريكي في المنطقة، ومن لن يسمع لحرف صوتنا المطالب بإخراج المحتل، سيركع أمام
رصاص بنادقنا"، وأوضح المعهد أن هذا الحديث ربما يكون ردا مباشرا على إعلان رئيس الوزراء
محمد شياع السوداني مؤخرا عن استعداده للسماح للقوات الأمريكية بالبقاء في العراق
من أجل تدريب القوات العراقية وتجهيزها، واصفا الولايات المتحدة بالدولة الصديقة.
وقال المعهد إن
"عصائب أهل الحق"، ألمح إلى أنه يسعى إلى تقارب محتمل مع الولايات
المتحدة، وكانت هذه التصريحات متعارضة مع مطالب "المقاومة" التي طال
أمدها بطرد القوات الأمريكية من العراق والتصدي لها.
ورأى أن الهجوم يسلط الضوء على انقسام أو
تقسيم العمل، بين هذه المليشيات، ومن المرجح أن يكون هجوم التنف وبيان "تشكيل الوارثين" الذي تبعه
عمليةً قامت بها "حركة النجباء" و"تشكيل الثائرين" وسمح به فيلق
القدس ربما تطلّب الحصول على الضوء الأخضر منه نظراً لأنه استخدم طائرات بدون طيار
من طراز "قاصف كي2" المتطورة التي قدمتها إيران، واختار هدفا أمريكيا.
وحيث تملك "كتائب
حزب الله" ستة مقاعد في مجلس النواب من خلال قائمة "حركة حقوق"
التابعة لها، يواجه سياسيو الحركة موقفاً غاية في الصعوبة، وقد سعوا إلى المجادلة بأن
الانسحاب الأمريكي قد يكون هدفاً نهائيا وليس أولوية فورية.