ألمح الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، الأربعاء، لتقديم موعد الانتخابات العامة في البلاد إلى 14 أيار/ مايو المقبل، فيما أشارت صحيفة معارضة إلى أنه يعتزم حل
البرلمان في آذار/ مارس.
وقال أردوغان في كلمة ألقاها خلال مشاركته في اجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية، إن "الشعب التركي سيضع مرة أخرى المتملقين للانقلاب في مكانهم، بعد 73 عامًا من انتهاء عهد الحزب الواحد في تركيا".
واستذكر أردوغان أول انتخابات حرة في تركيا عام 1950، بعد حقبة الحزب الواحد عندما فاز عدنان
مندريس فيها، ثم أطيح به في 14 أيار/ مايو بانقلاب عسكري عام 1960 وأعدم بعدها بعام.
وقال أردوغان: "قال الراحل مندريس في 14 أيار/ مايو 1950 "كفى"، سيقول الناس كلمتهم، وخرجوا منتصرين في صناديق الاقتراع. سوف يرد شعبنا (المعارضة) في اليوم نفسه بعد 73 عامًا".
يشار إلى أن مندريس وصف فوز حزبه بالانتخابات قائلا: "سيُذكر يوم 14 مايو دائما باعتباره يوما تاريخيا استثنائيا، أنهى حقبة وبدأ حقبة جديدة. سنذكر هذا اليوم على أنه يوم نصر ليس لحزبنا فقط ولكن للديمقراطية التركية".
صحيفة "
جمهورييت" المعارضة، ذكرت أن
تقديم موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية اكتسب زخما لدى دوائر حزب العدالة والتنمية، وأنه يجري حسابات دقيقة لاعتماد تاريخ 14/ أيار/ مايو المقبل.
وذكرت أن الهيئة التنفيذية لحزب العدالة والتنمية اجتمعت الاثنين، برئاسة أردوغان، والذي جرى فيه مناقشة التطورات المتعلقة بالمعارضة التركية.
وفي إشارته إلى عقد الطاولة السداسية 10 اجتماعات، وستجري اجتماعا في 26 كانون الثاني/ يناير الجاري، أوضح أردوغان أنه لم تخرج نتائج واضحة من هذه اللقاءات، مضيفا: "تحولت الرياح إلى حزب العدالة والتنمية وتحالف الجمهور بسبب هذه الصورة الفوضوية للطاولة السداسية"، وفقا لمعلومات حصلت عليها الصحيفة.
وذكرت المصادر أن مصطفى شين نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، ومسؤول قسم الأبحاث والتطوير، قال إن شعبية الحزب ارتفعت إلى 41 بالمئة وفقا للاستطلاعات والتقييمات التي أجريت مؤخرا.
ولفتت الصحيفة إلى أن حزب العدالة والتنمية سارع جهوده الانتخابية، وأجريت مقارنات بشأن البيانات الانتخابية وفقا لتعليمات أردوغان.
وفي الوقت الذي جرى التأكيد فيه على أن 85 بالمئة من الوعود التي أعلنها حزب العدالة والتنمية قد تحققت، فقد تقرر أن يكون الإعلان الانتخابي الجديد أكثر وضوحا.
أردوغان سيحل البرلمان في أذار/ مارس
ونقلت الصحيفة عن مصادر، أن حزب العدالة والتنمية يجري حسابات دقيقة بالذهاب إلى الانتخابات في 14 أيار/ مايو، مشيرة إلى أنه إذا لم توافق المعارضة على اقتراح التحالف الحاكم بتقديمها إلى أيار/ مايو، فسيستخدم الرئيس أردوغان سلطة حل البرلمان وفقا للدستور في 8 أذار/ مارس.
ونوهت إلى أنه بعد نشر القرار في الجريدة الرسمية في 9 أذار/ مارس، ستبدأ العملية الانتخابية رسميا والتي تستمر 60 يوما، حيث يتزامن الأحد الأول من نهاية الفترة المذكورة مع تاريخ 14 أيار/ مايو.
صحيفة "
حرييت"، ذكرت أنه يلزم الحصول على قبول 360 نائبا في البرلمان من أجل تقديم موعد الانتخابات.
ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها الصحيفة من مصادر في حزب العدالة والتنمية، فإنه من المتوقع أن يعلن أردوغان يوم الجمعة 10 أذار/ مارس قراره بتجديد موعد الانتخابات وفقا للصلاحيات المخولة له في المادة 116 من الدستور.
وبعد نشر القرار في الجريدة الرسمية، سيتم الإعلان عن انتخابات 14 أيار/ مايو، وستعلن اللجنة العليا للانتخابات عن التقويم الانتخابي والذي يستمر 60 يوما.
الجولة الثانية في 28 أيار/ مايو
وسيتم حسم الانتخابات البرلمانية في 14 أيار/ مايو، وإذا لم يحصل أحد المرشحين للرئاسة على الأغلبية المطلقة للأصوات (50+1) بالمئة، ستجرى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية يوم الأحد 28 أيار/ مايو.
وتشير "حرييت" إلى أن تاريخ الجولة الثانية سيتم الإعلان عنه في التقويم الانتخابي، والمرشحان اللذان حصلا على أكبر عدد من الأصوات في الجولة الأولى، سيخوضان الجولة الثانية.
ووفقا للقانون إذا انسحب أحد المرشحين اللذين تأهلا للجولة الثانية، فسيأخذ مكانه من يليه في ترتيب الأصوات، وإذا عقدت الجولة الثانية بمرشح واحد فسيتحول التصويت إلى استفتاء.
لماذا تقديم الانتخابات بهذا الموعد؟
الكاتب التركي أكرم قيزلتاش، في لقاء على قناة "
AHABER" التركية، قال: من الناحية الفنية فإن تاريخ 14 أيار/ مايو هو أنسب موعد، وبسبب التعديلات التي أجريت على قانون الانتخابات لا يمكن إجراؤها قبل 6 نيسان/ أبريل المقبل.
وأشار إلى أن الأسبوع الأخير من نيسان/ أبريل يتزامن مع عيد الفطر، كما أن عيد الأضحى سيكون في 28 حزيران/ يونيو، وستبدأ فترة الحج حيث يعتزم نحو 100 ألف تركي المغادرة لأداء مناسك الحج.
ولفت إلى أن تاريخ 18 حزيران/ يونيو يتزامن مع العطلة المدرسية، وقبلها فترة الاختبارات، وهناك رغبة من المواطنين لأداء العطلة الصيفية والتي تأتي بعد عامين أو ثلاثة من مكافحة كورونا.
وأضاف، أنه لإجراء انتخابات بأكبر عدد ممكن من الناخبين، يلزم إجراؤها في أيار/ مايو.
وأوضح أن تاريخ 14 أيار/ مايو يبرز مع أول انتخابات حرة جرت بالبلاد ووصل فيها الحزب الديمقراطي بقيادة عدنان مندريس إلى السلطة بشعار "كفى كفى".
الكاتب التركي بولنت إرانداج، في الحوار التلفزيوني، ذكر أنه "عندما نقارن هذه الأيام بتلك الأيام، ونرى تفتت الطاولة السداسية، نقول إن هذا مؤسف جدا لتركيا".
وأكد أن التواريخ لها دلالات سياسية هامة، وفي 14 أيار/ مايو كان الراحل مندريس قد أطاح بديكتاتورية الحزب الواحد لعصمت باشا، وفي 28 أيار/ مايو كانت الليلة التي صلى فيها السلطان محمد الفاتح صلاة العشاء الأخيرة، وبعدها بيوم علقت الأعلام على جدران إسطنبول.
وأكد أن هذه الانتخابات بالتزامن مع تلك الأيام التاريخية المهمة لتركيا، تهدف لفتح صفحة جديدة تماما في التاريخ التركي.. هذه ليست مجرد انتخابات.. إنها مستقبل تركيا لقرن من الزمان.