رحب مسؤولون ماليون بارزون في المنتدى الاقتصادي العالمي "
دافوس" الذي يعقد حضوريا للمرة الأولى منذ جائحة كورونا، بإعادة فتح
الصين حدودها بعد إلغاء قيود مكافحة الجائحة.
وقالوا، الثلاثاء، في اليوم الأول للمنتدى، إن إعادة فتح الصين بعد إلغاء قيود مكافحة الجائحة من شأنه تعزيز النمو العالمي بما يفوق التوقعات والمساعدة في تفادي كساد أوسع نطاقا حتى في ظل مكافحة أكبر الاقتصادات العالمية لتخطي تباطؤ اقتصادي، وفقا لرويترز.
ورفعت الصين كثيرا من أكثر القيود إنهاكا بعدما تخلت عن سياسة "صفر كورونا" الصارمة، مما عزز الآمال بأن الاقتصاد، ثاني أكبر اقتصاد عالمي، بوسعه إعادة إحياء النمو العالمي حتى مع دخول الولايات المتحدة ومنطقة اليورو وبريطانيا كسادا في الأرباع القادمة.
وقالت لورا إم. تشا، رئيسة شركة هونج كونج للمقاصة وتبادل الأوراق المالية، للمؤتمر في دافوس بسويسرا: "إعادة فتح الصين يجب أن تكون الحدث الرئيسي وستكون محفزا رئيسيا للنمو".
وأضافت: "آسيا هي حيث سيكون عامل النمو، كما تعلمون، لا في الصين فحسب، (ولكن أيضا) الهند وإندونيسيا، هذه كلها اقتصادات ناشئة وقوية جدا". وأيد آخرون ممن رأوا أن الصين هي مفتاح التعافي العالمي تصريحات تشا.
وقال دوجلاس إل. بيترسون رئيس شركة ستاندرد آند بورز جلوبال ورئيسها التنفيذي في أحد نقاشات اللجنة: "هناك حفاظ على المدخرات، وعزوف عن الطلب، لذا نعتقد أن الصين ستشهد نموا قويا جدا، وخصوصا مع دخول أواخر العام".
وتركز نقاشات النخب السياسية والاقتصادية العالمية في دافوس، على الحرب في أوكرانيا ومستقبل التجارة العالمية بعد رفع القيود المرتبطة بالوباء في الصين.
ومن بين أبرز المتحدّثين في اليوم الأول من مناقشات المنتدى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ونائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي.
تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، إنها تؤيد إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية للرد على "انتهاك" حقوق الإنسان الأساسية في الجمهورية الإسلامية.
وأضافت للصحفيين على هامش المنتدى: "رد فعل النظام الإيراني فظيع ومروع وهم ينتهكون حقوق الإنسان الأساسية".
وأردفت: "نتطلع بالفعل إلى جولة جديدة من العقوبات وسأؤيد أيضا إدراج الحرس الثوري (على قائمة المنظمات الإرهابية). لقد سمعت العديد من الوزراء يطلبون ذلك وأعتقد أنهم على حق".
واندلعت الاحتجاجات المناهضة للحكومة بعد وفاة مهسا أميني في سبتمبر/ أيلول بعد احتجاز شرطة الأخلاق لها بزعم انتهاكها نظام الزي الصارم المفروض على النساء.
وتعهد قادة إيران باتخاذ إجراءات صارمة ضد المحتجين الذين وصفوهم بمثيري الشغب واتهموا أعداء بينهم الولايات المتحدة بتأجيج الاضطرابات.
مشاركة أوكرانية
وبعد مرور عام تقريبا على الغزو الروسي لأوكرانيا، ومع مواصلة ارتفاع حصيلة قتلى هجوم دنيبرو، ستكون الحرب حاضرة بقوة. ويتوقع أن يصل وفد أوكراني كبير إلى منتجع التزلج السويسري تترأسه السيدة الأوكرانية الأولى أولينا زيلينسكا التي ستلقي كلمة خاصة أمام المنتدى خلال الجلسة العامة الثلاثاء.
من جهته، سيشارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مداخلات عبر الفيديو على هامش المنتدى اعتبارا من الأربعاء، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.
وستكون عواقب الصراع على إمدادات الطاقة العالمية والأمن الغذائي والأمن عموما، خصوصا في أوروبا، على أجندة هذا الأسبوع أيضا، مع مشاركة المستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، بالإضافة إلى رؤساء وزراء آخرين.
وإن كان الروس وبعض الشخصيات البارزة في دافوس مثل الملياردير جورج سوروس سيغيبون عن المنتدى، سيشهد الأخير مشاركة أكبر للصين بعدما ألغت بكين القيود الصارمة التي فرضتها على السفر لمكافحة الوباء.
ماذا سيقول ممثلها ليو هي الذي قاد المفاوضات خلال الحرب التجارية مع الولايات المتحدة والذي من المقرر أن يجتمع في وقت لاحق هذا الأسبوع في زوريخ مع وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين لمناقشة وضع التجارة العالمية؟
وقدّم الرئيس شي جينبينغ عندما جاء إلى دافوس في العام 2017، نفسه كبطل للعولمة لكنّ هذا المفهوم أصبح موضع تساؤل متزايد مع تصاعد السياسات الحمائية.
شبح حرب باردة جديدة
تعرّض الرئيس الأمريكي جو بايدن لانتقادات بسبب قانون خفض التضخم الذي ينص على مساعدة واسعة النطاق للشركات العاملة في قطاع السيارات الكهربائية أو الطاقات المتجددة والتي تتخذ مقرا في الولايات المتحدة، ما أثار حفيظة الأوروبيين.
وقد حذّرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا الاثنين من أن "التدخلات العامة التي يجري تبنيها باسم الأمن الاقتصادي أو القومي" قد تؤدي إلى "عواقب غير متوقّعة" أو "قد تُستغل لتحقيق مكاسب اقتصادية على حساب الآخرين".
وبحسب الحكومة السويسرية، نُشر حوالي خمسة آلاف جندي وفُرضت قيود على الطيران في المنطقة لضمان سلامة مئات رؤساء الدول والحكومات والوزراء وممثلي المنظمات الدولية ورؤساء الشركات المشاركين في الاجتماع.
وتمثل دافوس هذا الأسبوع أيضا نقطة تجمع لمنظمات غير حكومية. فقد تظاهر حوالي 200 شخص هناك الأحد احتجاجا على انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي.
ونددت منظمة أوكسفام الاثنين بـ"المستويات الخطيرة" التي وصلت إليها التفاوتات الاقتصادية في العالم، داعية إلى خفض عدد المليارديرات في العالم إلى النصف بحلول العام 2030 عن طريق الضرائب.
من جهتها، تحدّثت منظمة غرينبيس عن "نفاق" نخب العالم الذين يأتون للتكلّم عن مسألة المناخ في دافوس، مشيرة إلى أنه خلال نسخة أيار/مايو الماضي، سجّلت 500 رحلة لطائرات خاصة مغادرة أو قادمة إلى مطارات قريبة من المنتجع السويسري، وفقا لدراسة أجرتها المنظمة غير الحكومية لصالح شركة الاستشارات الهولندية سي إي ديلفت (CE Delft).