وصل الرئيس الأمريكي، جو
بايدن، الأحد، إلى
المكسيك، في زيارته الأولى منذ توليه الرئاسة قبل عامين.
وحطت طائرة بايدن أولا في مدينة "إل باسو" الحدودية مع المكسيك، قبل محطته التالية في العاصمة مكسيكو سيتي، البعيدة أكثر من 1200 كم عن مدينة كوليكان التي تشهد أحداث عنف كبيرة منذ أيام أسفرت عن مقتل العشرات، عقب اعتقال نجل إمبراطور المخدرات "
إل تشابو".
وقال بايدن، في تغريدة عبر "تويتر"، إنه سيلتقي القادة المحليين خلال زيارته للحدود، واصفا مجتمع مدينة إل باسو بأنه "يمثل كرم الأمة الأمريكية".
وأشار إلى "الحاجة لتوسيع المسارات القانونية للهجرة المنظمة، والحد من الهجرة غير الشرعية في آن واحد".
ويشارك بايدن في قمة أمريكا الشمالية المنعقدة في المكسيك يومي الاثنين والثلاثاء.
وكان في استقبال بايدن نظيره المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، عندما نزل من طائرة الرئاسة التي هبطت مساء.
وعقد الرجلان اجتماعات ثنائيّة الاثنين، قبل قمّة لزعماء أمريكا الشماليّة الثلاثاء، في مكسيكو مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.
أزمة المهاجرين
تتهم المعارضة الجمهورية بايدن بغض النظر عن التدفق التاريخي للمهاجرين الذين يحاولون دخول الولايات المتحدة بشكل غير شرعي.
حاكم ولاية تكساس المحافظ غريغ آبوت، قال صراحة عند استقباله بايدن إن طريقة إدارته خاطئة في ملف المهاجرين.
وقال آبوت لبايدن إنه قام بتحويل الحدود إلى ممر للمهاجرين.
ولاحقا غرد بايدن في حسابه عبر "تويتر": "الحاجة لتوسيع المسارات القانونية للهجرة المنظمة". وقال: "يمكننا القيام بكل ذلك مع الحد في الوقت نفسه من الهجرة غير الشرعية".
في حين رافق الرئيس الأمريكي إلى الحدود، وزير الأمن الداخلي الأمريكي أليخاندرو مايوركاس الذي دعا الأحد في حديث مع شبكة "إيه بي سي" إلى "حل إقليمي" لأزمة الهجرة.
وكان البيت الأبيض أعلن الخميس، عن إجراءات لمحاولة تخفيف العبء عن الحدود حيث سُجّل اعتقال أكثر من 230 ألف شخص في تشرين الثاني/ نوفمبر.
وسيُسمح لما يصل إلى 30 ألف مهاجر بدخول الولايات المتحدة شهريا من كوبا وهايتي ونيكاراغوا وفنزويلا، لكن سيتعين عليهم الوصول جوا حتى لا يزيدوا عبء عمل حرس الحدود على الأرض.
الفنتانيل القاتل
المهمة الأخرى التي سيسعى بايدن إلى تحقيقها بالمكسيك، هي إيجاد سبل لوقف إمداد المكسيك لأمريكا بالمخدرات، لا سيما الفنتانيل.
ويعتبر الفنتانيل الصناعي أقوى بخمسين مرة من الهيرويين، وتشرف على إنتاجه كارتلات مكسيكية مع مكونات كيميائية تستورد من الصين، بحسب وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية (DEA).
فثلثا الوفيات الـ108 آلاف الناجمة من جرعات زائدة في الولايات المتحدة العام 2021 عائدة إلى مواد أفيونية صناعية. أما كميات الفنتانيل المضبوطة في عام 2022 وحده فتتجاوز الكمية الضرورية لقتل الشعب الأمريكي برمته بحسب DEA.
وقال براين نيكولس مسؤول الخارجية الأمريكية لشؤون أمريكا اللاتينية، إن الولايات المتحدة تسعى إلى "توسيع تبادل المعلومات" مع المكسيك حول المركبات الكيميائية و"تعزيز الوقاية".
اعتقال نجل إل تشابو
عمدت المكسيك قبل زيارة بايدن إلى القبض الخميس على أوفيديو غوسمان أحد كبار تجار الميثامفيتامين، ونجل إمبراطور المخدرات "إل تشابو"، خلال عملية أسفرت عن سقوط عشرة قتلى في صفوف القوى الأمنية و19 في صفوف كارتل سينالوا.
وقال الخبير الأمني ريكاردو ماركيس: "عندما تعقد اجتماعات كهذه، فإن ثمة ثابتة، وهي أن السلطات المكسيكية لديها دائما ما تقدمه عاجلا أم آجلا" معتبرا أن عملية التوقيف لا تؤثر في هيكلية كارتل سينالوا الذي تمتد شبكاته في 50 دولة.
وكانت الولايات المتحدة والمكسيك أعلنتا في 2021 تغير نهجها في سياسة مكافحة المخدرات مع التركيز على أسباب هذه الظاهرة بعد استراتيجية عسكرية بحتة طبقت مدة 15 عاما. فمنذ العام 2006 قتل 340 ألف شخص في أعمال عنف في المكسيك على ارتباط بالمخدرات، وأعلن عن فقدان الآلاف من دون أن يؤدي ذلك إلى إضعاف الكارتلات.
ووسط إراقة الدماء هذه، فقد رفعت الحكومة المكسيكية دعوى قضائية على صناعات الأسلحة في الولايات المتحدة متهمة إياها بتغذية العنف في صفوف تجار المخدرات على الأراضي المكسيكية.
وسيكون التغير المناخي مطروحا على جدول أعمال المحادثات إذ أعلن البلدان خلال مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب 27) في مصر مشروعا للطاقة المتجددة يتضمن استثمارات بقيمة 48 مليار دولار تعهدت المكسيك في إطاره بتحسين أهداف خفض غازات الدفيئة بحلول 2030.