كشفت
إحدى صور
تلسكوب جيمس ويب الفضائي عن "كنز دفين" من العلم داخل سديم
كارينا العملاق (سديم أو سحابة قاعدية)، بعد أن وجه علماء الفلك أداة التلسكوب، التي
تعمل بالأشعة تحت الحمراء، إلى ما يسمى "المنحدر الكوني" داخل السديم
العملاق.
وبعد
تحليل أعمق لبيانات الصور "جيمس ويب"، وجد العلماء "محصولا" من
النجوم حديثة الولادة في مرحلة من التطور نادرا ما شوهدت، رغم أن تلسكوب "هابل"
قد لاحظ هذه الزاوية من الكون في الماضي، لكن عيون جيمس ويب، التي تعمل بالأشعة
تحت الحمراء، تسمح له برؤية سحب الغبار والغاز لأول مرة لاكتشاف عشرات النفاثات
النشطة من المواد المنبعثة من النجوم الفتية.
وقال
الباحث ناثان سميث من جامعة أريزونا، في بيان، إن "مثل هذه النفاثات هي علامات
للجزء الأكثر إثارة في عملية تكوين النجوم. نراها فقط خلال فترة زمنية قصيرة عندما
يتراكم النجم الأولي بسرعة".
وأوضح
أن "هذه النافذة ليست سوى بضعة آلاف من السنين من بين عدة ملايين يستغرقها
النجم حتى يتشكل بالكامل".
وأضاف:
"يشبه الأمر إلى حد ما أن هابل سمح لنا بالتجسس على الحضانة النجمية من جميع
أنحاء الكون، لكن جيمس ويب سمح لعلماء الفلك بفتح أبواب تلك الحضانة لإلقاء نظرة
على كيفية نمو وتطور الأطفال حديثي الولادة، الذين يعملون بالطاقة النووية في
الداخل".
بدوره،
قال العالم جون مورس، من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا: "في الصورة التي تم
إصدارها لأول مرة في حزيران/ يوليو، ترى تلميحات عن هذا النشاط، ولكن لا تظهر هذه
النفاثات إلا عند الشروع في ذلك الغوص العميق - تشريح البيانات من كل من المرشحات
المختلفة، وتحليل كل منطقة على حدة.. إنه مثل العثور على كنز مدفون".
ويقول
علماء الفلك إن هذا الاكتشاف يمكن أن يبدأ حقبة جديدة من الفهم الأفضل لكيفية تشكل
النجوم مثل شمسنا، وكيف يؤثر كل الإشعاع الناتج عن تشكل النجوم بدوره على تطور
الكواكب القريبة.