أثار إعلان السلطات الألمانية، اعتقال العشرات من المتهمين بالتخطيط للإطاحة بالحكومة في البلاد، جدلا واسعا، لا سيما أن التحقيقات ربطتهم بما يعرف بـ"حركة مواطني
الرايخ"، اليمينية المتطرفة.
كما اعتقلت السلطات الأمير هاينريش الثالث عشر، 71 عاما، الذي ينحدر من إحدى أسر "النبلاء" الألمانية القديمة، والذي كان مزمعا تنصيبه زعيما جديدا للبلاد.
وتقول السلطات إنها تراقب هذه الحركة المتطرفة منذ سنوات، وترصد نشاطاتها والخطر الذي تشكله على المجتمع الألماني.
وبحسب تقديرات وكالة الاستخبارات الداخلية في ألمانيا، فإن عدد أعضاء الحركة يقدر بنحو 21 ألف عضو، من بينهم 5 في المئة مصنفون بوصفهم يمينيين متطرفين.
لا تعترف بألمانيا
تقول أدبيات حركة "مواطني الرايخ" إنها لا تؤمن بجمهورية ألمانيا الاتحادية بشكلها الحالي، ولا تقر بحدودها.
وبحسب الحركة، فإن كافة الحكومات الألمانية التي نشأت بعد سقوط العهد النازي عقب الحرب العالمية الثانية، هي حكومات غير شرعية.
ويقولون إن "ألمانيا الحديثة مستعمرة أمريكية، أو مجرد منطقة إدارية تابعة لقوى غربية هي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا"، بحسب ما ذكرت شبكة "بي بي سي".
وتسعى حركة "الرايخ" إلى استعادة ما يصفونه بـ"أمجاد الإمبراطورية الألمانية بالعام 1871".
وتتشكل الحركة من جماعات صغيرة وأفراد، وتنشط بالأساس في ولايات براندنبورغ، وميكلينبورغ فوربومرن، وبافاريا.
لا ضرائب.. وأوراق مميزة
يقوم منتسبو "الرايخ" بتجاهل دفع الضرائب، فضلا عن عدم اعترافهم بشرعية سلطات الحكومة الفدرالية الألمانية، وبالتالي يقومون بطبع جوازات سفر، ورخص قيادة خاصة بهم، رغم أن الحكومة لا تعترف بها.
وقبل سنوات، قالت تقارير إن حزب "البديل من أجل ألمانيا"، قد يكون ضمن صفوفه بعض من أبناء حركة "الرايخ".
فيما ذكرت تقارير أن فصيلا من الحركة شكل ما سماه "حكومة الرايخ الألماني في المنفى"، ووصف أحد أعضاء الفصيل نفسه بأنه "ملك ألمانيا"، وأقام حفل "تنصيب" كبيرا.
واللافت أن غالبية أعضاء الحركة تتجاوز أعمارهم الـ 50 عاما.
وكانت السلطات الألمانية، أعلنت صباح الأربعاء، إلقاء القبض على 25 من الشخصيات اليمينية المتطرفة بينهم ضباط سابقون في الجيش و3 أجانب، بتهمة التخطيط "للانقلاب" على مؤسسات الدولة وفي مقدمتها البرلمان.
وقال مكتب المدعي العام الفيدرالي في بيان، إن "السلطات المختصة أحبطت مخطط
انقلاب عبر شن هجمات تسعى
لإحداث فوضى في البلاد، والاستيلاء على السلطة".
وأوضح البيان أن عملية أمنية شنتها السلطات المختصة شارك فيها 3 آلاف ضابط أمن، تخللتها عمليات تفتيش للمنازل في 11 من أصل 16 ولاية ألمانية.
واستهدفت العملية الأمنية تفتيش وجمع معلومات عن نحو 50 مشتبها بهم، وعلى إثرها ألقي القبض على 25 شخصا.
وفي وقت سابق الأربعاء، كشفت صحيفة "بيلد" الألمانية، أن نائبًا سابقًا عن (حزب البديل من أجل ألمانيا) اليميني من بين المعتقلين، دون ذكر اسمه.
بيد أن التصريحات المتتالية تشير إلى أن النائب المشار إليه قد يكون المشرعة السابقة بيرجيت مالساك وينكمان.