أعلن رئيس جبهة الخلاص
الوطني بتونس، الأحد، أن مظاهرة ضخمة ستخرج يوم العاشر من الشهر الجاري، وستشارك
فيها كل الأطياف، وسيلتقي الجميع تحت شعار واحد "ارحل" .
واعتبر أحمد نجيب
الشابي أن الالتقاء "بادرة خير"، وأن
التونسيين سيخرجون بصوت واحد لقول
"كفى" لسلطة الانقلاب، وفق تعبيره.
وأكد الشابي خلال تجمع
بمحافظة الكاف (شمال تونس)، أن الجبهة تريد الذهاب بالبلاد إلى الأمام، وإنقاذها من
الوضع المتردي الذي وصلت إليه.
وبينما تؤكد جبهة
الخلاص المكونة من (حركة النهضة وائتلاف الكرامة وقلب تونس وعدة شخصيات وطنية)
حصول تقارب بين السياسيين على اختلاف توجهاتهم، وحصول إرادة التقاء بعيدا عن
الإقصاء، فإن شخصيات معارضة بارزة تنفي ذلك، وتتمسك برفض العمل مع حركة النهضة
خاصة.
اتصالات وإرادة
قال عضو جبهة الخلاص
العجمي الوريمي، في تصريح خاص لـ"عربي 21"، إن " الجبهة وعددا من
الأحزاب من بينها الأحزاب الاجتماعية الخمسة "التيار، الجمهوري، العمال،
التكتل، القطب"، لديها برنامج تحرك في الفترة القادمة سيكون يوم العاشر من
الشهر الجاري.
وأوضح العجمي أن هناك
نقاشا بين كل مكون من هذه المكونات، وأغلبها اقتنع بضرورة الالتقاء لمواجهة الانقلاب
ومقاطعة الانتخابات وعودة الشرعية.
وفي رده عن سؤال بخصوص
تجاوز
المعارضة للخلاف، وتحديدا رفض أحزاب اليسار للنهضة، أفاد الوريمي: "المعارضة أدركت بضرورة توحيد جهودها، تجاوزنا
فكرة رفض العمل المشترك، كل إطار سياسي يحتفظ بفكره الخاص، ولكن هناك التقاء ميداني
ترسخ بالقناعة، وهو ما سيفرز تحركات ميدانية مشتركة".
وتابع العجمي الوريمي: "هناك اتصالات، والإرادة موجودة عند الجميع، وتجاوزنا فكرة رفض طرف لآخر، لم يعد
هناك "فيتو" لجهة على أخرى، هناك قبول مبدئي بالعمل الميداني والدعوة
لنفس التحرك قبل موعد الانتخابات".
نفي قاطع
نفى الناطق الرسمي
باسم حزب العمال حمة الهمامي، في تصريح خاص لـ"عربي 21"، الخروج مع جبهة
الخلاص في تحرك مشترك الأسبوع المقبل أو حصول أي اتصالات.
وقال الهمامي: "بالوضوح لا وجود لاتصالات سرية أو علنية مع جبهة الخلاص، ولا اتفاق معها حول تحرك
مشترك، والخماسي يحدد تحركاته ومواقفه بصفة مستقلة".
وشدد الهمامي: "قطعيا
ننفي وجود أي تنسيق مع الخلاص، هناك مناقشات فقط بين الخماسي لنحدد تحركاتنا
القادة، ليس أكثر".
بدورها قالت رئيس المجلس الوطني لحزب "التكتل" عفاف داود في تصريح خاص لـ"عربي21" إنه "لا وجود لتواصل على مستوى التكتل وصراحة لا أظن أنه موجود على مستوى الأحزاب الخمسة".
وأوضحت داود "صراحة لم نضع على الطاولة ما يفيد بالتقارب مع جبهة الخلاص "وعن الخروج في مسيرة قبل الانتخابات قالت "لم نحدد رسميا موعدا لذلك ولكن ممكن وهو أمر وارد ونحن بصدد التحضير للخروج كخماسي مع القوى المدنية حتى نخرج للاحتجاج".
غياب النضج عند
المعارضة
وفي قراءة للتضارب
الحاصل عند المعارضة وعدم الالتقاء، يرى الكاتب الصحفي كمال الشارني: "نجيب
الشابي متفائل، المعارضة التونسية ما تزال بحاجة إلى الكثير من النضج السياسي
للتوحد أو الاتفاق حتى مؤقتا".
واعتبر الشارني، في
حديث خاص لـ"عربي 21"، أن "الأحزاب الخمسة التي تسمي نفسها
ديمقراطية ورافضة للانتخابات وما بنيت عليه، لا تزال تفضل صغر حجمها في الشارع
على الخروج مع جبهة الخلاص مثلا".
وتابع الشارني: "سبب
هذا التنافر هو تدني سقف العمل السياسي في تونس إلى الخلافات الأيديولوجية مع حركة
النهضة، حتى أن البعض يرى أن خلافاته معها أكبر من خلافاته مع مسار 25 يوليو، يضاف إلى ذلك نزعات الزعامة الفردية".
وانتهى الكاتب إلى
تأكيد: "يبدو المشهد السياسي مفتتا حول الشعارات الحزبية الصغيرة، حيث يتمسك كل
حزب بموقفه ومربعه، مع ضعف فادح في البحث عن المشترك في هذه الأزمة".