نشرت صحيفة "
واشنطن بوست" مقالا لدبلوماسيين أمريكيين، طالبا فيه إدارة الرئيس الأمريكي جو
بايدن، باتخاذ خطوات غير عادية في مواجهة
الحكومة المتطرفة التي يشكلها بنيامين
نتنياهو.
وقال كل من آرون ديفيد ميلر المفاوض الأمريكي السابق، ودانيال كيرتزر السفير الأمريكي السابق لدى الاحتلال، إن الرياح الساخنة اليوم تدفعها قوى ضخمة تزيد من سوء الأوضاع: سلطة فلسطينية ضعيفة، وحكومة يمينية متطرفة تريد ضم القدس والضفة الغربية إلى إسرائيل، وإدارة أمريكية لا تريد المخاطرة والتورط بالفوضى حتى لو كان هذا يعني المواجهة مع "إسرائيل".
ويرى الدبلوماسيان الأمريكيان، أنه على الرئيس بايدن التعامل مع هذه الظروف التي تحمل احتمالات الخطر، فـ"إسرائيل" تقترب من عيد ميلادها الـ75 في العام المقبل، وستصبح حكومة نتنياهو القادمة أكثر الحكومات تطرفا في تاريخها.
وتوصل نتنياهو لصفقة مع المحرض إيتمار بن غفير ومنحه "وزارة الأمن القومي" وبسلطات واسعة على الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، كما يتوقع تعيين بتسائليل سموتريش الذي دعا لطرد العرب وزيرا للمالية، إلى جانب سلطة على الإدارة المدنية التي تدير الضفة الغربية.
وأشار الدبلوماسيان الكبيران إلى أن أجندة التحالف تعني زيادة في الاستيطان والمصادرة والعنف الذي يمارسه المستوطنون ضد
الفلسطينيين، وزيادة الهجمات ضد الإسرئيليين، وزيادة في محاولات تغيير الوضع الراهن من خلال شرعنة صلاة اليهود في المسجد الأقصى.
وكذا تخفيف القيود المتعلقة باستخدام القوة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، والفلسطينيين داخل "إسرائيل". وهذا يعني زيادة تصعيد الجماعات الفلسطينية من عملياتها ضد الإسرائيليين في الضفة والداخل، وفي الحد الأدنى، سيؤدي هذا إلى وضع نهاية لحل الدولتين، وربما قادت الظروف الجديدة لجولة أخرى بين حماس في غزة و"إسرائيل" كما في عام 2021.
ويرى الكاتبان أن إدارة بايدن لديها الكثير من الأولويات الملحة في الوقت الحالي وكذا الملف النووي الإيراني الذي يلوح في الأفق، إلا أن سيطرة الجمهوريين المؤيدين لنتنياهو على الكونغرس في العام المقبل ستعقد من المهمة. ولهذا فبايدن وإدارته لا يريدان افتعال مواجهة مع نتنياهو.
ومع ذلك، فطبيعة الائتلاف المنتخب ديمقراطيا ولكنه مخالف في صورته للطبيعة الديمقراطية والمعادي للمصالح الأمريكية يتطلب من إدارة بايدن إرسال رسالة قوية لإسرائيل والسلطة الوطنية والدول العربية.
وعدد الدبلوماسيان الأمريكيان الخطوات الواجب على إدارة بايدن اتخاذها التي تتمثل، في إخبار تل أبيب أنها ستواصل دعم أمنها لكنها ستمتنع عن دعمها بالأسلحة الهجومية التي قد تستخدم للقيام بأعمال خبيثة في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتابعا، بأنه على إدارة بايدن تحذير حكومة نتنياهو من أي محاولات لتغيير الوضع القائم في القدس أو شرعنة الكتل الاستيطانية وبناء بنى تحتية للمستوطنين بشكل يؤثر على منظور حل الدولتين.
وشددا على أنه على إدارة بايدن التركيز على أنها لن تتعامل مع سموتريش وبن غفير ولا الوزارات التي يديرونها حال استمرا وغيرهما بتبني سياسات وأفعال عنصرية، فدعم الولايات المتحدة لإسرائيل في المحافل الدولية، بما فيها الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية له حدوده، وعلى تل أبيب معرفة أن واشنطن ستكون واعية وتراقب الأفعال التي يجب شجبها.
وبالنسبة للقيادة الفلسطينية، فعلى الولايات المتحدة التأكيد أن استمرار الدعم مرتبط بعقد انتخابات وبناء حكومة ديمقراطية مسؤولة والحد من العنف.
وأكدا أنه على إدارة بايدن إخبار دول اتفاقيات التطبيع، بأن عدم اهتمامها الواضح بمأساة الفلسطينيين سيقوض من علاقتها مع "إسرائيل" وسيضر بمصداقيتها وبقية الأهداف الإقليمية مع الولايات المتحدة.