تظاهر
آلاف الأشخاص في عدة مدن بالصين، احتجاجا على القيود "الصارمة" التي
تفرضها سلطات البلاد منذ ثلاث سنوات، ضمن سياسة "صفر كوفيد".
وتفرض
حكومة الرئيس الصيني
شي جينبينغ، قيودا مباغتة وواسعة النطاق وطويلة الأمد عند
اكتشاف أي حالة
كورونا، كما أنها تجبر الأشخاص المخالطين على الخضوع لحجر صحي في مخيمات،
فضلا عن طلب فحوصات سلبية للكشف عن الفيروس بشكل شبه يومي من أجل التمكن من الوصول إلى الأماكن العامة.
وأثارت
التدابير الحكومية ضمن سياسة "صفر كوفيد" استياء الشعب الصيني، وتداول
رواد مواقع التواصل مقاطع مصورة تظهر أشخاصا يهتفون مطالبين الزعيم الصيني شي جينبينغ والحزب الشيوعي بـ"التنحي"، إضافة إلى عبارات: "لا نريد اختبار
كوفيد، نريد حرية"، و"لا نريد ديكتاتورية، نريد ديمقراطية".
وأكد
المحتجون أن سياسات الحكومة فاقمت من تردي الواقع الطبي، حيث أدت القيود السارية
إلى تباطؤ وصول الخدمات الصحية الطارئة.
وأودى
حريق بعشرة أشخاص الخميس في أورومتشي عاصمة إقليم شينجيانغ، ما زاد من حدة
الاستياء، وقالت العديد من الرسائل التي نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي إن الإجراءات
المتخذة لمواجهة كوفيد فاقمت هذه المأساة حيث إن سيارات متوقفة منذ أسابيع بسبب الإغلاق
في الحي الصغير الضيق المؤدي إلى المبنى المشتعل أعاق وصول أجهزة الإنقاذ.
وحاولت
الشرطة الصينية فض التجمعات المناهضة للحكومة، في
شنغهاي ومنطقة
ووهان وشينجيانغ.
احتجاجات
طلابية
واندلعت
العديد من الاحتجاجات في حرم الجامعات الصينية، والتي تعتبر حساسة سياسياً بشكل
خاص للحزب الشيوعي، بالنظر إلى تاريخ احتجاجات ميدان تيانانمين التي قادها الطلاب
في عام 1989.
وتظاهر
مئات الطلاب من جامعة تسينغهوا في
بكين، وأظهرت مقاطع مصورة متداولة حشدا من
الطلاب أمام مطعم الجامعة وهم يهتفون "الديمقراطية وسيادة القانون، حرية
التعبير"، لكن سرعان ما تمت إزالتها من الإنترنت.
ونُظمت وقفة احتجاجية في جامعة بكين المجاورة لجامعة تسينغهوا لتكريم ضحايا حريق
أورومتشي، وأخرى في معهد الاتصالات في نانجينغ وتجمعات صغيرة في شيان، في ووهان، وقوانغتشو،
وفق ما تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.
وحظرت
السلطات الصينية الوسم المتعلق بالاحتجاجات على منصة "ويبو" وحذفت مقاطع
الفيديو الحساسة من مواقع صينية.
وجرت
تظاهرات متفرقة تخللت بعضها أعمال عنف في عدد من المدن في الأيام الأخيرة، بما في
ذلك في أكبر مصنع لهواتف آيفون في العالم يقع في وسط مدينة تشنغتشو وتملكه شركة
"فوكسكون" التايوانية العملاقة.
وعلى
الرغم من اللقاحات العديدة المتاحة وخلافا للدول الأخرى في العالم، فما زالت الصين
تفرض إجراءات عزل فور ظهور إصابات بما فيها حجر على الذين تثبت إصابتهم بالمرض في
مراكز، واختبارات "بي سي آر" شبه يومية للدخول إلى الأماكن العامة.
والأحد،
سجّلت الصين 36,506 إصابات بكوفيد، وهو رقم قياسي منذ بداية الجائحة، حتى وإن كان هذا
الرقم ضئيلا بالنسبة لبلد كالصين يعد 1.4 مليار نسمة.