دخلت قطاعات خدمية مهمة في بريطانيا إضرابات بين مفتوحة ومؤقتة عن العمل، احتجاجا على ظروف العمل، وللمطالبة برفع الأجور، في ظل ارتفاع نسب التضخم في البلاد، إذ قفز التضخم السنوي إلى ذروته منذ 41 عاما.
ويأتي ارتفاع التضخم مدفوعا بارتفاع أسعار الغذاء والطاقة، وسط مخاوف من زيادات أكبر في أسعار المشتقات، مع دخول فصل الشتاء.
وتواجه الحكومة البريطانية دعوات لزيادات في الأجور، لمواءمة النفقات المتصاعدة الناتجة عن ارتفاع أسعار السلع الأساسية في البلاد.
ويطالب الممرضون وعمال السكك الحديدية وعمال البريد والمحاضرون الجامعيون، بزيادة الأجور بسبب التضخم.
وبدأ عمال تسليم الأمتعة الجمعة؛ إضرابًا لثلاثة أيام في مطار هيثرو بلندن، فيما مدد عمال البريد البريطانيون إضرابهم خلال أعياد نهاية السنة وانضم إليهم بعض موظفي الخدمة المدنية وحراس الأمن لدى متاجر هارودز.
وتتوالى الإضرابات التي تركز غالبا على الأجور وكذلك على ظروف العمل في المملكة المتحدة في جميع القطاعات تقريبًا في سياق تضخم مرتفع يزيد عن 11%.
وقالت نقابة "يونايت" في بيان بتاريخ الخميس، إن "مطار هيثرو يستعد لمواجهة اضطرابات كبيرة" اعتبارًا من الجمعة بعد أن قرر عمال مناولة الأمتعة الذين توظفهم شركة منزيس الإضراب.
اقرأ أيضا: اقتصاد بريطانيا يسجل "ركودا".. والحكومة تعلن رفع الضرائب
وسيتسبب الإضراب وفق النقابة باضطرابات وتأخيرات "ستؤثر بشكل خاص على الرحلات التي تغادر مباني مطار هيثرو 2 و3 و4" وشركات "طيران كندا وأميركان إيرلاينز ولوفتهانزا وسويس إير وطيران البرتغال والخطوط الجوية النمساوية وكانتاس ومصر للطيران ولينغوس الإيرلندية وخطوط فنلندا".
لكن متحدثًا باسم مطار هيثرو قلل من عواقب التحرك وقال لـ"فرانس برس" إن "شركات الطيران المعنية اتخذت بالفعل إجراءات للتعامل معه ولا يُتوقع إلغاء الرحلات الجوية".
في هذه الأثناء، مدد عمال البريد إضرابات خططوا لها حتى عام 2023 ويمكن أن تؤثر في توزيع البريد والطرود خلال موسم العطلات.
ويشارك في الإضرابات عمال مكتب بريد شركة الخدمات اللوجستية العامة "بوست أوفيس" التي توفر خدمات حكومية ومالية. وجاء في بيان صادر عن نقابتهم أن الإضراب هدفه الاحتجاج على انخفاض الأجور بسبب التضخم.
وقالت متحدثة باسم مكتب البريد إن الشركة تسعى للتوصل إلى اتفاق مع النقابة.
بالمثل، أعلن عمال شركة البريد الملكي "رويال مايل" التي تتولى توزيع البريد والطرود وأعلنت مؤخرًا عن تسريح آلاف من العاملين فيها، تمديد إضراب مستمر منذ شهور وقد يؤدي إلى تعطيل التسوق عبر الإنترنت وإرسال هدايا عيد الميلاد.
وقد يؤثر في التسوق بموسم الأعياد أيضًا الإضراب الذي أعلنه حراس الأمن في متجر هارودز الفاخر الشهير في لندن.
كما صوّت موظفو الخدمة المدنية من وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية والجمارك والحدود ووزارة النقل لصالح الإضراب في نهاية العام بعد فشل مفاوضات مع الحكومة للحصول على زيادات في الأجور بما يتماشى مع التضخم.
البريطانيون يواجهون أسوأ هبوط بمستوى المعيشة منذ 66 عاما
اقتصاد بريطانيا يسجل "ركودا".. والحكومة تعلن رفع الضرائب
التضخم في بريطانيا يسجل أعلى مستوياته منذ 41 عاما