كشفت
صحيفة "
الغارديان" البريطانية أن
حزب العمال المعارض لن يسمح لزعيمه
السابق
جيرمي كوربين بالترشح على قوائمه في الانتخابات القادمة.
ونقلت
الصحيفة عن مسؤولين في حزب العمال قولهم إن كوربن لن يسمح له بالترشح على قوائم
الحزب والعودة إليه حتى لو اعتذر عن اتهامات معاداة السامية أثناء فترة قيادته. ونقل
عنهم قولهم إن كوربين سيكون "شخصية سامة" ويؤثر على حظوظ الحزب بالفوز.
وكان
طلب من كوربين العام الماضي الاعتذار على رفضه اتهامات معاداة السامية داخل الحزب وقوله
إنه "بولغ فيها بشكل دراماتيكي"، ورفض زعيم الحزب كير ستارمر إعادة سلفه
إلى المجموعة البرلمانية، ما يعني تعليق عضويته من الحزب إلا في حال قرر رفع الحظر عنه.
ولكن
"الغارديان" فهمت أنه حتى لو اعتذر كوربين "بدون لبس أو غموض أو تحفظ"
فستكون قيادة الحزب مترددة في السماح له بالعودة.
وقال
مسؤول بارز في الحزب: "لن يعود جيرمي كوربين. وسيكون ساما ويؤثر على حظوظ الحزب
بالفوز في مقاعد يريد الفوز بها".
وهذا
يعني أنه لو أراد كوربين البقاء نائبا فعليه النزول كمرشح مستقل في منطقته الانتخابية
إزليتغتون، في شمال لندن.
وقال
حلفاء الزعيم السابق إنه سيرشح نفسه بعيدا عن عودته للحزب أم لا.
وقال أحدهم إن سكان المنطقة التي يمثلها يحترمونه
للعمل الذي فعله من أجلهم.
وقال
حليف آخر إن كوربين هو الوحيد الذي يبدو أنه "لم يعرف" أن وضعه كعضو في
المجموعة البرلمانية العمالية سيظل كما هو ولن يعود إليها.
وقال
أحد العارفين من داخل الحزب إنه "بجهود زعيم الحزب كير ستارمر ومحاولته تطهير
الحزب من العناصر اليسارية والمؤيدة لكوربين فإن الأخير لا فرصة له بالعودة إلى المجموعة
البرلمانية طالما استخدم ستارمر العضوية كأداة شخصية".
وفاز
كوربين بمقعده في عام 2019 بنسبة 63.4% ما يعني أن لديه الدعم الكبير في المنطقة.
ويعتقد أن قادة الحزب يبحثون عن مرشح قوي بدلا من كوربين الذي يمثل المنطقة منذ عام
1983.
وقال
مصدر: "سيكون الحزب المحلي في وضع صعب وستكون الحملة الانتخابية أصعب لو رشح كوربين
نفسه من جديد"، وأضاف: "لكننا نعتقد بقدرتنا على الفوز ولدينا الكثير من
المتطوعين هناك ولن يكون هناك نقص في المال للحملة".
ولو
قرر كوربين النزول كمستقل فسيمثل معضلة أمام "مومينتوم" وهي حركة القواعد
اليسارية التي ظهرت أثناء قيادته للحزب والتي أصبحت جماعة ضغط من الداخل والأكثر نقدا
لقيادة ستارمر.
وقال
مصدر إن هذه الحركة لو عملت لصالح كوربين فسيتم النظر إليها بنفس الطريقة التي نُظر
فيها للمتشددين أو جماعات اليسار التي تحدت مرشحي العمال.
وكتب
نيل لوسون، رئيس منظمة "كومباس" إلى الأمين العام للحزب ديفيد إيفانز، انتقد
فيها السياسة التعسفية في اختيارات الحزب، وقال إن "التضييق على المرشحين المؤهلين
للاختيار وعلى أسس زائفة لن يساعد الحزب على الفوز بمنصب أو تغيير البلاد".
وفي
آخر جدل بشأن المعارك الانتخابية حل الحزب لجنة اختيارات كينزنغتون نظرا للتسريبات
ولأن اللجنة الجهوية فتحت تحقيقا جادا في معاداة السامية.
واختار
الحزب ميت كوبان وجوي بول وأفسانا لاكو، وتم منع المرشح اليساري قاسم علي.
وانتقد
مصدر العملية بأنها عبارة عن ترتيب صارخ لمنع مرشحي اليسار.