قالت منظمة خيرية إن
شتاء قارسا وتحديات صعبة تنتظر ملايين اللاجئين والنازحين في الشرق
الأوسط تجعلهم في أمس الحاجة إلى مساعدة إنسانية للتصدي لظروف الشتاء القاسية.
وحذرت
مؤسسة الخير، ومقرها لندن، في تقرير لها من آثار فصل الشتاء على النازحين واللاجئين،
مطالبة بضرورة تقديم
المساعدات مثل الأغطية ومواد التدفئة ومساعدات نقدية للنازحين
واللاجئين من أجل مواجهة الظروف الصعبة.
وأنشئت
مؤسسة الخير في العام 2003، ويتركز عملها في بلدان الشرق الأوسط عموماً واليمن وفلسطين على وجه الخصوص، وتعمل على تمكين الأشخاص المتضررين من النزاعات والكوارث
الطبيعية والفقر من تحمل مسؤولية حياتهم.
وتطلق
مؤسسة الخير سنويًا "حملة الشتاء" بهدف التخفيف من المعاناة التي يعيشها
اللاجئون والنازحون في بلدان الشرق الأوسط خلال فصل الشتاء، وتوفير احتياجاتهم من التدفئة،
وتهيئة المنازل المُتهالكة، وكسوة الشتاء، والطعام والدواء.
وتشير
مؤسسة الخير إلى أنه ومع اقتراب موسم الشتاء تصل الحالة الإنسانية في قطاع غزة إلى
مستويات غير مسبوقة، وأن اثنين من كل خمسة فلسطينيين يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدات
الإنسانية في العام 2022 نحو 64% منهم يعيشون في غزة، وذلك بحسب خطة الاستجابة الإنسانية
التي أطلقها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة
(أوتشا).
كما
يحتاج أكثر من نصف اللبنانيين الآن إلى مساعدة لتغطية احتياجاتهم الغذائية والاحتياجات
الأساسية الأخرى، وبحسب برنامج الأغذية العالمي فإن عددًا أكبر من الناس في جميع أنحاء
لبنان بات يعتمد على المساعدات الغذائية أكثر من أي وقت مضى.
وفي
سوريا يستعد ملايين اللاجئين والنازحين لمواجهة البرد القارس وهطول الأمطار التي تفيض
على المنازل والخيام، حيث تشهد الأوضاع الإنسانية في سوريا بعد مرور إحدى عشرة سنة
تدهوراً قياسياً وخلفت مأساة إنسانية، إلى جانب شتات أكثر من 13 مليون سوري في الداخل
موزعين بين دول الجوار (لبنان وتركيا والأردن والعراق).
وتؤكد
مؤسسة الخير أن هؤلاء اللاجئين والنازحين السوريين بحاجة مستمرة إلى شتى أنواع المساعدة
الإنسانية والحماية العاجلة قبيل فصل الشتاء، فيما دخل أكثر من 90% منهم دائرة الفقر.
كما
تحتاج حوالي 120 ألف عائلة لاجئة في الأردن للمساعدات النقدية الشتوية، في ظل تزايد
عدم استقرار الوضع الاجتماعي والاقتصادي للاجئين هناك، وفق المفوضية السامية للأمم
المتحدة لشؤون اللاجئين.
ويستضيف
الأردن أكثر من 1.3 مليون سوري منذ بداية الأزمة في 2011، بينهم 676.606 آلاف لاجئ سوري
مسجل لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قرابة 763 ألف لاجئ منهم
مسجل لديها من جميع الجنسيات عدا اللاجئين الفلسطينيين الذين يتبعون وكالة أونروا.
وتحتاج
الملايين من الأسر اليمنية إلى الدعم الشتوي، حيث تنعكس الأزمات الإنسانية والاقتصادية،
في عجز العديد من اليمنيين عن توفير الموارد المالية الكافية للاستعداد بشكل كافٍ لموسم
الشتاء، ليتفاقم الوضع أكثر بكثير في حالة النازحين المتروكين من دون إغاثة ومساعدات
ملائمة.
ووفق
بيانات الأمم المتحدة، فقد دفعت الأزمة في اليمن، السكان إلى حافة المجاعة وعمقت الفقر
ودمرت الاقتصاد، فضلاً عن تسببها في تفشي الأمراض، وتشريد الملايين الذين يعيش الكثير منهم الآن في مخيمات غير رسمية.