تحل اليوم الذكرى الخامسة لرفض حكومة العراق الاتحادية نتائج استفتاء الاستقلال في "إقليم كردستان"، الذي جرى في 25 أيلول/
سبتمبر 2017.
ونشر زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي، مسعود بارازاني، اليوم
الأحد، تغريدة عبر حسابه في تويتر، بالتزامن مع الذكرى الخامسة لإجراء الاستفتاء،
تضمنت أبياتا شعرية من قصيدة "إذا الشعب يوما أراد الحياة" للشاعر
التونسي أبو القاسم الشابي.
وعقد استفتاء استقلال إقليم كردستان عن العراق، في 25
أيلول سبتمبر 2017، وأظهرت نتائج الاستفتاء موافقة 93 بالمئة لصالح استقلال
الإقليم، بنسبة مشاركة وصلت إلى 72.6 في المئة من سكان الإقليم.
وصرحت حكومة إقليم كردستان بأن الاستفتاء سيكون ملزما،
لأنه سيؤدي إلى بدء بناء الدولة، وبداية للمفاوضات مع العراق، بدلا من إعلان
الاستقلال الفوري، لكن المحكمة الاتحادية المركزية في بغداد أصدرت قرارا ببطلان
نتائج الاستفتاء، لا سيما أنه جرى من دون موافقة الحكومة الاتحادية في بغداد،
برئاسة حيدر العبادي آنذاك.
ورغم رفض الحكومة الاتحادية في العراق نتائج الاستفتاء،
غير أن بعض الأحزاب الكردية في "إقليم كردستان"، أبرزها "الحزب
الديمقراطي الكردستاني" الحاكم في أربيل، ما تزال تتمسك بنتائج الاستفتاء، وتعتبرها
وثيقة رسمية يمكن العودة إليها في أي وقت.
وكان زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي مسعود بارازاني قد
حدد، في حزيران/ يونيو 2017، يوم 25 أيلول/ سبتمبر من نفس العام موعداً لإجراء
الاستفتاء، بعد اجتماعه مع الأطراف السياسية في كردستان، ليصادق برلمان كردستان
في 15 أيلول/ سبتمبر 2017 على إجراء الاستفتاء في موعده المقرر.
وأجري الاستفتاء في محافظات أربيل والسليمانية ودهوك،
بالإضافة إلى المناطق الكردية التابعة للمادة 140 من الدستور العراقي.
وشارك في الاستفتاء 3 ملايين و305 آلاف و925 شخصاً، وفق
ما أعلنته حكومة كردستان حينها.
وتسبب إجراء الاستفتاء بأزمة بين إقليم كردستان والحكومة
الاتحادية في العراق، حيث سارعت الحكومة في بغداد إلى اتخاذ إجراءاتٍ، تمثلت بفرض
حظرٍ جوي على الإقليم، وإيقاف كل الرحلات الدولية من مطاري أربيل والسليمانية
وإليهما.
وشددت الحكومة العراقية على رفض نتائج الاستفتاء، وبدأت
تحركات تهدف إلى السيطرة على المعابر الحدودية في الإقليم بالتنسيق مع إيران
وتركيا، في حين أدانت حكومة كردستان إجراءات الحكومة الاتحادية، ودعا برلمان
الإقليم المجتمع الدولي إلى احترام قرار شعب كردستان.
اقرأ أيضا: شركات نفط أمريكية تقرر الانسحاب من كردستان العراق
مواقف الدول عقب الاستفتاء
وبدأ الجيش العراقي مناورات واسعة مع الجيش التركي على حدود
إقليم كردستان، بالتزامن مع إجراء استفتاء الانفصال، في حين تعهد رئيس الوزراء
العراقي بتصعيد الإجراءات ضد كل من قام بالاستفتاء، وأوقفت الرحلات الجوية من
وإلى إقليم كردستان العراق، على أن يظل الإيقاف ساريا لحين خضوع مطاري أربيل
والسليمانية للسلطة الاتحادية في العراق.
ووافق البرلمان العراقي على قرار يدعو حكومة بغداد
لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لإغلاق المنافذ الحدودية في إقليم كردستان من جميع
الجهات، وصوّت البرلمان على قرار يلزم القائد العام للقوات المسلحة، وهو رئيس
الوزراء حيدر العبادي، بنشر القوات في كل المناطق التي سيطر عليها إقليم كردستان
بعد العام 2003.
رفض وتحذير تركيا
أكدت الحكومة التركية رفض نتائج الاستفتاء، وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مؤتمر
صحافي في إسطنبول، إن "استفتاء كردستان غير شرعي ونعتبره لاغياً"، مشيرا
إلى أن بلاده يمكن أن تتخذ تدابير أخرى، وتغلق المعابر بشكل كامل مع الإقليم.
وأضاف: "تركيا يمكنها أن تقطع خط أنابيب النفط الذي
ينقل النفط الخام من شمال العراق للعالم، بما يمثل ضغطاً إضافياً على المنطقة شبه
المستقلة بسبب الاستفتاء".
وتابع: "هذا الاستفتاء نار ستحرق من أشعلها.. من
أصر على إجرائه في سبيل مصالحه لن يستطيع مواجهة دول المنطقة في المستقبل.. هذا
الاستفتاء يستهدف وحدة شعوب المنطقة، ويتسبب بإشعال صراعات عرقية فيها، إضافة إلى
الصراعات التي تعاني منها في الأصل".
خيبة أمل أمريكية
وأعربت الولايات المتحدة عن خيبة أمل عميقة من إجراء استفتاء
أحادي الجانب لاستقلال إقليم كردستان عن العراق، مؤكدة أن الاستفتاء "يزيد من
انعدام الاستقرار والمصاعب" في الإقليم.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية حينها،
هيذر ناورت، إن "العلاقات التاريخية بين الولايات المتحدة وشعب إقليم كردستان
العراق لن تتغير على ضوء الاستفتاء غير الملزم الذي جرى اليوم، لكن باعتقادنا فإن
هذه الخطوة ستزيد من انعدام الاستقرار والمصاعب لإقليم كردستان وسكانه".
إيران تغلق الحدود
أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إيقاف جميع
الرحلات الجوية نحو مطاري السليمانية وأربيل، ووقف عبور الطائرات القادمة من إقليم
كردستان عبر الأجواء الإيرانية، بناء على طلب الحكومة العراقية.
بريطانيا وضبط النفس
ودعا وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، جميع
الأطراف في العراق إلى ضبط النفس، كما أبدى استعداد بلاده للوساطة في المفاوضات.