ألغى رئيس كينيا الجديد وليام روتو، الأربعاء، اعتراف بلاده بـ"الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، إثر محادثات مع المغرب، بعد نشره تغريدة تحوي القرار، ليسارع لاحقا، إلى حذفها من دون أي توضيح أو تفسير.
وقال الرئيس الكيني الجديد في تغريدته المحذوفة إثر استقباله وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إنّ "كينيا تلغي اعترافها بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وتتّخذ الإجراءات اللازمة للحدّ من وجود هذا الكيان على أراضيها".
وأرفق روتو تغريدته بصورة جمعته بالوزير بوريطة الذي سلّمه رسالة تهنئة من العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وأكّد الرئيس الكيني الجديد أنّ الرباط ونيروبي اتّفقتا على تعزيز العلاقات الثنائية "بما في ذلك في ميادين التجارة والزراعة والصحة والسياحة والطاقة".
وشدّد روتو على أنّ "كينيا تدعم إطار الأمم المتحدة بوصفه الآلية الحصرية لإيجاد حلّ دائم للخلاف" حول الصحراء.
لكنّ روتو ما لبث أن حذف التغريدة من حسابه على "تويتر"، من دون أن يقدّم أيّ تبرير أو توضيح.
وشكّلت تغريدة روتو انتكاسة لجبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء عن الرباط.
وما زاد من الوقع المفاجئ لقرار إلغاء الاعتراف بالجبهة الصحراوية أنّه أتى بعد أقلّ من 24 ساعة على تنصيب روتو في حفل أقيم في نيروبي وحضره زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي.
اقرأ أيضا: أزمة مغاربية.. تونس تسحب سفيرها ردا على "مغالطات" المغرب
وفي أواخر آب/ أغسطس الماضي، اندلعت أزمة دبلوماسية بين المغرب وتونس عقب استقبال الرئيس قيس سعيد لزعيم الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "البوليساريو"، التي تنازع المغرب على إقليم الصحراء.
ولاحقا، أعلن البلدان عن سحب تمثيلهما الدبلوماسي، بعد اتهامات متبادلة بـ"العداء".
وفي آب/ أغسطس حذّر العاهل المغربي الملك محمد السادس من أنّ "ملف الصحراء هو النظّارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات"، مطالباً شركاء بلاده بأن "توضح مواقفها، بشكل لا يقبل التأويل".
و"الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" كيان أعلنت جبهة البوليساريو قبل 45 عاماً قيامه على أراضي الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة التي يعتبرها المغرب جزءا لا يتجزّأ من أراضيه.
ويقود المغرب حملة دبلوماسية مكثّفة لدفع دول جديدة إلى دعم مواقفه، منذ أن انتزع اعتراف الإدارة الأمريكية في عهد دونالد ترامب، بسيادته على المنطقة المتنازع عليها نهاية 2020، مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
ويعترف الاتحاد الأفريقي بـ"الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" بوصفها أحد أعضائه.
وتطالب "الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب" (البوليساريو) مدعومة من الجزائر بإجراء استفتاء في الصحراء الغربية لتقرير مصير هذه المنطقة.
وأقرّت الأمم المتّحدة هذا الاستفتاء في 1991 عندما وقّعت الرباط والبوليساريو وقفاً لإطلاق النار بينهما.
وتقع الصحراء الغربية على ساحل المحيط الأطلسي، وتبلغ مساحتها 266 ألف كلم مربع وهي غنية بالفوسفات وساحلها الممتد على طول ألف كلم غنية بالأسماك.
تونس: غالبية ضحايا الاتجار بالبشر من أفريقيا جنوب الصحراء
مسؤول أممي يهاجم أمهات مهاجرين تونسيين.. غضب وانتقادات
تحقيق بـ"التحرش واستغلال مغربيات" بممثلية إسرائيل بالرباط