سياسة دولية

روسيا تكثف ضرباتها شرق أوكرانيا بعد تغير خريطة السيطرة

أوكرانيا استعادت السيطرة على أكثر من أربعة آلاف كيلومتر مربع وأكثر من 300 بلدة- جيتي

أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن القوات الأوكرانية تحرز تقدما كبيرا مقابل تراجع الجيش الروسي، معتبرا أنه من غير الممكن معرفة ما إذا كانت الحرب تمر بنقطة تحول.

وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت أوكرانيا قد وصلت إلى نقطة تحول في الحرب، قال بايدن: "السؤال بلا إجابة. من الصعب الإجابة عنه. من الواضح أن الأوكرانيين حققوا تقدما كبيرا. لكنني أعتقد أنها ستكون طويلة".

وأعلن الجيش الروسي عن شن "ضربات مكثّفة" ردا على هجمات القوات الأوكرانية شرق البلاد، فيما اتهم الكرملين أوكرانيا بارتكاب فظائع في المناطق التي استعادت السيطرة عليها، بينما تنسب كييف إلى الجنود الروس "ما يصل إلى مئتي جريمة حرب في اليوم".

ورأى المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، أن "الرئيس الأوكراني يمكن أن يحدّد ويقرّر ما إذا كان يشعر بأن القوات الأوكرانية بلغت نقطة تحول على الصعيد العسكري، ولكن من الواضح، أقلّه في دونباس أنّ هناك زخماً".

وأضاف: "إنّها الحرب وفي الحرب لا يمكنك التكهّن".

وتابع: "سترون في الأيام القليلة المقبلة حزمة أخرى" من المساعدات العسكرية الأمريكية لكييف.

وخلال اجتماع لرئاسة الأركان الثلاثاء، أكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنّ "أكثر من أربعة آلاف كيلومتر مربع وأكثر من 300 بلدة حرّرت. وتتّخذ تدابير لفرض الاستقرار فيما الهجوم متواصل".

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية من جهتها الثلاثاء أنّ "القوات الجوية والباليستية والمدفعية الروسية تنفذ ضربات مكثّفة على وحدات القوات المسلحة الأوكرانية في كل مناطق العمليات".

وأشارت إلى عمليات قصف بالقرب من سلوفيانسك وكونستانتينيفكا وباخموت في شرق أوكرانيا، وفي منطقتي ميكولايف وزابوريجيا في الجنوب وكذلك في خاركيف في الشمال الشرقي حيث قادت أوكرانيا هجومًا مضادًا عنيفًا أجبر القوات الروسية على الانسحاب من معظم أنحاء المنطقة.

وتحدث المستشار الرئاسي الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش عن احتمالات التحرك في مقاطعة لوغانسك الشرقية، والتي تُعرف مع دونيتسك باسم دونباس، وهي منطقة صناعية رئيسية قريبة من الحدود مع روسيا.

وقال أريستوفيتش في مقطع مصور نُشر على موقع يوتيوب: "يوجد الآن هجوم على ليمان ويمكن أن يكون هناك تقدم في سيفرسك"، في إشارة إلى بلدتين. وتوقع معركة من أجل السيطرة على بلدة سفاتوفو، حيث قال إن للروس مستودعات للتخزين.

جرائم حرب

وقتل ثمانية أشخاص وجرح 19 خلال 24 ساعة في صفوف سكان منطقتَي خاركيف ودونيتسك، وفق ما أعلنت الرئاسة الأوكرانية، نتيجة عمليات القصف الروسية.

وأكدّت رئاسة أركان الجيش الأوكراني أنّ "أوكرانيا تسجّل ما يصل إلى مئتي جريمة حرب تُرتكب كلّ يوم من جانب الروس" على أراضيها، مشيرة إلى أن القوات الروسية "زرعت ألغامًا في أكثر من 70 ألف كيلومتر مربع في عشر مناطق أوكرانية".

وأشارت هيئة الأركان إلى استمرار "عمليات النهب" الروسية، موضحة أنّ حوالي 300 سيارة سرقت في منطقة خاركيف.

في المقابل، اتّهمت روسيا الجنود الأوكرانيين بالانتقام من المدنيين في المناطق التي استعادوا السيطرة عليها في الأيام الأخيرة.

وقال المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن القوات الأوكرانية نفذت إجراءات عقابية كثيرة ضد السكان في منطقة خاركيف، مضيفا أن "الناس يتعرّضون للتعذيب وسوء المعاملة.. هذا مروّع".

 

اقرأ أيضا: خبير عسكري بريطاني: حلم بوتين الإمبراطوري ينهار

دعوات لوقف الحرب

دعا المستشار الألماني أولاف شولتس الثلاثاء، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى "سحب كامل قواته" من أوكرانيا.

وقالت المستشارية الألمانية في بيان إنه خلال مكالمة هاتفية استمرّت 90 دقيقة، شدّد شولتس في حديثه "مع الرئيس الروسي على إيجاد حلّ دبلوماسي في أسرع وقت ممكن بالاستناد إلى وقف إطلاق النار، وسحب كامل للقوات الروسية واحترام وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها".

وطلب شولتس أيضًا من بوتين تطبيقًا "كاملًا" لاتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية.

وتزداد الضغوط على شولتس في كييف وفي صفوف ائتلافه الحكومي لإرسال دبابات قادرة على تعزيز نجاحات الهجوم الأوكراني المضادّ.

ودعت رئيسة الوزراء الأستونية كايا كالاس والرئيس الليتواني غيتاناس نوسيدا الثلاثاء، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى زيادة المساعدة العسكرية لأوكرانيا، وذلك خلال اتصال هاتفي بمبادرة من باريس.

وأمام البرلمان الأوروبي، أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الثلاثاء، أنه سيقترح على الدول الأعضاء إقرار تمويل جديد لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا.

ودعت رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين الثلاثاء، إلى وحدة الاتحاد الأوروبي وإلى فرض عقوبات جديدة ضد روسيا في مواجهة "الابتزاز" الذي تمارسه في مجال الطاقة.

وأعلنت الدنمارك الثلاثاء عزمها على تدريب عسكريين أوكرانيين على أراضيها لدعم كييف في التصدّي للغزو الروسي.

ونقلت وكالة الأنباء الدنماركية "ريتزاو" عن وزير الدفاع مورتن بيدسكوف قوله إنّه "سيكون هناك تدريب في الدنمارك. لا يمكنني تقديم مزيد من التفاصيل، ولكن سيكون هناك تدريب للجيش الأوكراني في الدنمارك".

وحتّى الآن اكتفت كوبنهاغن بإرسال مدرّبين إلى بريطانيا التي كانت أول دولة تبادر إلى تدريب قوات أوكرانية على أراضيها، ما يعتبر انخراطاً أكبر من جانب بلد عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في الجهود الرامية لدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا.