نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا لديفيد أغناتيوس، كشف فيه نقلا عن مسؤولين أمنيين غربيين بارزين قولهم إن روسيا بدأت باستخدام المسيرات الإيرانية الصنع في الحرب الأوكرانية.
وبحسب المقال الذي ترجمته "عربي21"، فإن إيران عرضت المشاركة في الشبكة المالية لمساعدة روسيا على تجنب العقوبات.
وأضاف أنه "ربما كان الدعم الإيراني، بالنسبة لروسيا التي تكافح للحفاظ على زخم الحرب الوحشية التي مضى عليها ستة أشهر، عاملا مهما في تغيير مسار الحرب".
وتاليا نص المقال:
قال مسؤول غربي: "هذا ليس تحالفا تكتيكيا"، ففي ظل رفض الهند والصين بيع أسلحة لروسيا، فلربما تحولت إيران إلى أنبوب ضخ للأسلحة والمال إلى موسكو.
وأفاد مسؤول أمني مختص بإيران، بأنهم (الإيرانيوين) "يعرفون حيل اللعبة"، ويمكن أن تعتمد إيران على البنى التحتية الموجود وشبكة الشركات الوهمية والمؤسسات المالية الأخرى في حملة تجنب العقوبات.
وسيكون الدعم المالي الإيراني لروسيا أسهل لو تم رفع العقوبات بموجب اتفاقية تفضي إلى إحياء اتفاقية عام 2015، يتم التفاوض عليها الآن بين واشنطن وطهران.
اقرأ أيضا: مسيّرات إيران.. ما مواصفاتها وهل ستغير مسار حرب أوكرانيا؟
ولكي تعزز القدرات العسكرية الروسية التي نضبت بسبب الحرب في أوكرانيا، فقد بدأت إيران بتسليم موسكو "مئات" المسيرات الانتحارية، بحسب مسؤولي الاستخبارات.
وربما كانت المسيرات جزءا من سلسلة "شهيد" وهي بحجم "البريداتور" الأمريكية، وقد استخدمتها إيران بنجاح في العراق وسوريا.
ويزداد التوتر الأمريكي-الإيراني، حتى وسط الإشارات عن قرب توقيع صفقة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
ففي 15 آب/ أغسطس، قامت الجماعات الموالية لإيران في سوريا بهجمات استخدمت فيها الطائرات بدون طيار ضد قاعدة التنف، جنوب سوريا.
ولم يصب أي جندي أو جندية أمريكية في الهجوم، لكنه كان تحركا جريئا، حيث أعلنت القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط أنها قامت بغارات استهدفت موقعا عسكريا في دير الزور تستخدمه جماعة تابعة للحرس الثوري الإيراني.
وقال مسؤول أمريكي بارز، الأربعاء: "سنقوم بحماية جنودنا وضرب المسؤولين، بمن فيهم الحرس الثوري إذا استمروا بعمل هذا".
وتحذر إدارة بايدن ولأكثر من شهر بشأن المخاطر النابعة عن تزويد إيران، روسيا بالطائرات المسيرة.
وفي 15 تموز/ يوليو تحدث مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، لشبكة "سي أن أن"، قائلا إن إيران "تحضر من أجل تزويد روسيا بمئات المركبات بدون طيار، بما فيها المسيرات المحملة بالسلاح" وإن وفدا روسيّا قام بفحص نماذج من المسيرات في قاعدة جوية إيرانية.
وأكدت إيران حالا لوزير الخارجية الأوكرانية، أن التقارير الأمريكية غير صحيحة. وفي الحقيقة يقوم الروس بتعجيل نقل المسيرات الإيرانية إلى ساحة المعركة.
وأخبرت متحدثة باسم مجلس الأمن القومي الكاتب أغناتيوس بأن "المسؤولين الروس أكملوا في الأسابيع الماضية، تدريبات كجزء من عمل نقل المسيرات".
اقرأ أيضا: تحديات أمام صمود التطبيع بين تل أبيب وأنقرة لفترة طويلة
ولاحظت المتحدثة الأمريكية أن روسيا أطلقت القمر الصناعي "خيام" الإيراني، والذي "لديه قدرات مهمة في التجسس".
ومن أجل توسيع العلاقات الاقتصادية الروسية- الإيرانية والبناء على شبكة تجنب العقوبات، أرسلت شركة غازبروم وشركات أخرى مدراء تنفيذيين إلى طهران، بحسب مقال نشر يوم الثلاثاء بمجلة "بوليتكو". وزار مسؤولون ماليون واقتصاديون إيرانيون موسكو.
وجاء في تقرير "بوليتكو" أنه "بناء على ما يسميه التجار "مقايضة"، فإنه يمكن لإيران استيراد النفط الخام الروسي عبر شاطئ بحر قزوين الشمالي، وبعد ذلك بيع نفس الكمية من الخام نيابة عن روسيا عبر ناقلات النفط الإيرانية التي تغادر الخليج الفارسي".
ويعلق الكاتب بأن التحالف المزدهر بين روسيا وإيران يزيد من عقبة جديدة لإحياء الاتفاقية النووية عام 2015. ويرى المسؤولون الأمريكيون أن الحد من عمليات تخصيب اليورانيوم سيزيد من أمن الولايات المتحدة وإسرائيل. إلا أن طهران طالبت بتنازلات خارج موضوع اتفاق النووي.. مطالب رفضت الإدارة الأمريكية تبليتها.
ومن المطالب التي تقدمت بها إيران، مطلب من أمريكا للضغط على الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقف تحقيقها في المنشآت النووية التي لم يعلن عنها.
وفي يوم الثلاثاء، كتب المتحدث باسم الوفد الإيراني للمفاوضات تغريدة على "تويتر": "لن يتم تنفيذ أي اتفاقية قبل أن يوقف مجلس مدراء الوكالة الدولة للطاقة الذرية وبشكل دائم ملف الاتهامات الكاذبة".
ومن جانبه، قال مدير الوكالة رفائيل غروسي، يوم الاثنين، إن الوكالة لن توقف تحقيقها إلا في حالة تعاون إيران، أي إذا "أعطونا الأجوبة الضرورية، الأشخاص والأماكن لكي نقوم بتوضيح الكثير من الأمور التي تحتاج لتوضيح".
ويبدو أن الولايات المتحدة ليست مستعدة للتنازل في موضوع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما جاء في تصريحات المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي: "أخبرنا إيران سرا وعلنا بضرورة الإجابة عن أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. وموقفنا بشأن هذا لم يتغير".
ولم تكن إيران ناجحة في طلبها شطب الحرس الثوري عن قائمة الإرهاب والذي رفضت إدارة بايدن الاستجابة له، بالإضافة إلى رفض التعهد بأن الرئيس المقبل لن يخرج من اتفاقية النووي، كما فعل دونالد ترامب.
ويقول الكاتب إن صفقة الأسلحة الروسية مع إيران تظهر وضع الإمدادات العسكرية الصعب بعد ستة أشهر من الحرب في أوكرانيا.
ويقول مسؤولون أمنيون إن روسيا ترددت بداية في الطلب من طهران والتي لا تثق بقادتها وتعارض طموحاتها النووية. وتريد روسيا التفكير بأنها قوة عظمى ليست بحاجة لمساعدة من جار يواجه ورطة.
وقال مسؤول بارز: "تظهر حالة اليأس من جانب روسيا وأنهم يعتمدون على إيران هنا".
وفي الوقت الحالي، فإن روسيا التي تكافح لكي تطابق تدفق الأسلحة الأمريكية وحلفائها في الناتو لأوكرانيا، فلا يمكنها أن تختار، وهو ما يخدم هدفا قصير المدى ويضع روسيا في مكان معزول وخطير.
WP: هذه تفاصيل اجتماعات قادة دول غربية قبل حرب أوكرانيا
الصين تكشف عن صواريخ مشابهة لـ"هيرماس" الأمريكية
من التردد إلى الهجوم.. كيف استفادت الصين من حرب أوكرانيا؟