سياسة دولية

مسؤول أمريكي يؤكد تخلي إيران عن شروط بالاتفاق النووي

قال مسؤول أمريكي إن إيران "تخلت بشكل أساسي عن العقبات الرئيسية في سبيل إبرام اتفاق"- جيتي

أكدت واشنطن، الثلاثاء، تخلي طهران عن بعض الشروط الأساسية في مفاوضات الملف النووي، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي أن إيران طلبت إدخال "بعض التعديلات" على المسودات، بينما ردت إيران على ضرورة التزام أمريكا بتعهداتها. 

 

قال مسؤول أمريكي كبير لرويترز إن إيران تخلت عن بعض الشروط الأساسية لإحياء الاتفاق النووي الذي يهدف لتقييد برنامج طهران النووي، تشمل إصرارها على إنهاء مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعض التحقيقات المتعلقة ببرنامجها النووي، الأمر الذي يزيد احتمال التوصل لاتفاق.

وأضاف المسؤول أنه على الرغم من أن طهران تقول إنه يتعين على واشنطن تقديم بعض التنازلات فإنها تخلت عن بعض مطالبها الأساسية.

وتابع: "عادوا في الأسبوع الماضي وتخلوا بشكل أساسي عن العقبات الرئيسية في سبيل إبرام اتفاق".

 

اقرأ أيضا: واشنطن: نعمل للرد على إيران والاتفاق أقرب مما كان عليه

ومن جانبه، أعلن مسؤول الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الثلاثاء أن إيران طلبت إدخال "بعض التعديلات" على مسودة إعادة إحياء اتفاق 2015 النووي التي اقترحتها بروكسل.


وقال بوريل في مقابلة أجرتها معه محطة "تي في إي" الإسبانية العامة إن "معظم" الدول المنخرطة في المحادثات النووية مع إيران وافقت على المقترح، لكن الولايات المتحدة لم ترد بعد. 

 

وخلال مؤتمر صحافي الاثنين في شمال إسبانيا، قال إن الرد الإيراني بدا "معقولا" بالنسبة إليه وبالتالي تم رفعه إلى القوى الست المنخرطة في المحادثات النووية.


وأضاف: "ننتظر ردّههم، وافق معظمهم، لكن الولايات المتحدة لم ترد بعد.. نتوقع أن نتلقى ردا خلال هذا الأسبوع".


واتّهمت إيران الولايات المتحدة بتعطيل أي اتفاق محتمل، وهو اتهام رفضته واشنطن.


وأفاد الناطق باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس الاثنين عن وجود مسائل عالقة بشأن التعديلات التي طلبتها إيران على المقترح الأوروبي.


وقال: "لهذا السبب استغرقنا بعض الوقت الإضافي لمراجعة تلك التعليقات وتحديد ردّنا".

 

اقرأ أيضا: طهران: واشنطن تماطل بالرد على مقترحاتنا بشأن "النووي"

 

رد إيراني على أمريكا

 

ومن جهته، أكد سفير ومندوب إيران الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة "مجيد تخت روانجي"، على ضرورة التزام أمريكا بتعهداتها تجاه نزع السلاح النووي وإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط.


وشدد تخت روانجي في تصريحه خلال المؤتمر الدولي العاشر حول مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي المنعقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك على ضرورة تخلي الاحتلال عن ترسانته النووية والتدمير الكامل لمخزون أسلحته النووية، والانضمام إلى معاهدة حظر انتشار هذه الأسلحة دون شروط مسبقة.

 

وقال إن "السبب الرئيسي في عدم التوافق في المفاوضات هو عدم التوازن في المسودات المعدة"، مشيرا إلى ضرورة الالتزام بالشفافية والشمولية.


وأكد على ضرورة إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط في أسرع وقت ممكن اعتمادا على التطبيق الكامل لقرار العام 1995 حول إقامة منطقة منزوعة السلاح.

 

وأتاح الاتفاق المبرم بين طهران وست قوى دولية كبرى، واسمه الرسمي "خطة العمل الشاملة المشتركة"، رفع عقوبات عن الجمهورية الإسلامية لقاء خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.

إلا أن الولايات المتحدة انسحبت أحاديا منه خلال عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، معيدة فرض عقوبات على إيران التي ردت ببدء التراجع تدريجيا عن معظم التزاماتها.

وبدأت إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، الصين) مباحثات لإحيائه في نيسان/أبريل 2021، تم تعليقها مرة أولى في حزيران/يونيو من العام ذاته.

 

وبعد استئنافها في تشرين الثاني/نوفمبر، علّقت مجددا منذ منتصف آذار/مارس مع تبقي نقاط تباين بين واشنطن وطهران، رغم تحقيق تقدم كبير في سبيل إنجاز التفاهم.

وأجرى الطرفان بتنسيق من الاتحاد الأوروبي مباحثات غير مباشرة ليومين في الدوحة أواخر حزيران/يونيو، لم تفضِ إلى تحقيق تقدم يذكر. وفي الرابع من آب/أغسطس، استؤنفت المباحثات في فيينا بمشاركة من الولايات المتحدة بشكل غير مباشر.

وبعد أربعة أيام من التفاوض، أكد الاتحاد الأوروبي أنه طرح على الطرفين الأساسيين صيغة تسوية "نهائية".

 

وأفاد بوريل لمحطة "تي في إي" أن "إيران ردّت بـ+نعم، ولكن+، أي أنهم يريدون بعض التعديلات"، من دون أن يقدّم تفاصيل إضافية.