شهدت بريطانيا وفرنسا الاثنين، درجات حرارة قياسية بسبب موجة الحرّ الشديدة التي تجتاح جنوب غرب أوروبا وتسبّبت في حرائق غابات، فيما حذر خبراء المفوضية الأوروبية من أن قرابة النصف (46 بالمئة) من أراضي الاتحاد الأوروبي معرضة للجفاف.
وحذّر خبراء الأرصاد الجوية في بريطانيا من حدوث اضطرابات في بلد غير مجهّز لمواجهة ظواهر مناخية قاسية تقول السلطات إنّها قد تعرّض حياة الناس للخطر.
وسجّلت الحرارة 37.5 درجة مئوية في كيو غاردنز بجنوب غرب لندن، لتقترب من المستوى القياسي البالغ 38.7 درجات.
وتم تعليق الحركة الجوية في مطار لوتن شمال لندن بسبب "عيوب" في أرض المدرّج ناجمة عن ارتفاع الحرارة، بينما قالت وسائل إعلام بريطانية نقلاً عن مصادر في القوات العسكرية إن سلاح الجو الملكي أوقف الرحلات في أكبر قاعدة عسكرية تابعة له في المملكة بسبب الحر.
التحرك أم الانتحار؟
وفي ألمانيا حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الاثنين، من أن الحرائق المستعرة في أوروبا وغيرها من القارات في العالم، إضافة إلى موجات الحرّ الخانق، تشير إلى أن الإنسانية تواجه "انتحاراً جماعياً".
وتحاول الحكومات على امتداد العالم التخفيف من تأثير الحرّ على المواطنين، أو مساعدتهم في مكافحة النيران، فيما خسرت أوروبا مئات الأرواح خلال أسبوعين من الحرّ غير المسبوق.
وقال غوتيريش الذي تحدّث أمام وزراء من 40 دولة يعقدون اجتماعاً للنقاش في الأزمة المناخية والاحتباس الحراري: نصف الإنسانية في منطقة الخطر، من الفيضانات، التحصر، العواصف المتطرفة والحرائق.
وأضاف غوتيريش: "لن تكون هناك دولة بمنأى (عن الكارثة) ومع ذلك، نتابع إشباع إدماننا على الطاقة الأحفورية.. لدينا الخيار إما التحرك الجماعي أو الانتحار الجماعي، الأمر بيدنا".
ورغم بعض الإشارات إلى تراجع طفيف في الجنوب، فقد استمرّت موجة الحرّ التي تضرب أوروبا الاثنين في التحرك شمالاً، بما في ذلك في اتجاه بريطانيا حيث أصدرت السلطات تحذيرات شديدة بخصوص الطقس.
اقرأ أيضا: الغارديان: مناخ بريطانيا يتداعى وستتحول إلى "حمام ساخن"
حرائق بأوروبا اللاتينية
وارتفعت درجات الحرارة في مناطق أوروبية كثيرة، إلى ما يزيد على الـ40 درجة مئوية في بعض المناطق مع اندلاع حرائق غابات في مناطق ريفية جافة بالبرتغال وإسبانيا وفرنسا.
وفي فرنسا، انتشرت حرائق الغابات على مساحة 27 ألف فدان في منطقة غيروند في جنوب غرب البلاد، وأعلنت السلطات الإقليمية بعد ظهر الأحد عن إجلاء أكثر من 14 ألف نسمة.
وقالت السلطات في بيان إن أكثر من 1200 رجل إطفاء يحاولون السيطرة على الحرائق.
وكانت النيران لا تزال تشتعل في منطقة يبلغ طولها تسعة كيلومترات وعرضها ثمانية كيلومترات، قرب كثبان بيلات الرملية الفرنسية الأكثر ارتفاعا في أوروبا، محولة هذه المنطقة الخلابة المعروفة بمواقع التخييم والشواطئ البكر إلى مساحات متفحمة.
وعملت السلطات على إجلاء 8000 شخص، الاثنين، في وقت تسبب فيه تغيير مسار الرياح في انتشار دخان أسود كثيف فوق مناطق سكنية.
وقال المتحدث باسم الإطفاء أرنو ميندوس لوكالة فرانس برس، إن "الدخان سام" مضيفا أن "حماية السكان مسألة تتعلق بالصحة العامة".
وأخلت حديقة حيوان مجاورة في آركاشون أكثر من ألف حيوان أرسلتها إلى حدائق أخرى هربا من الدخان.
وكان 16 ألف شخص من السياح والأهالي قد أُرغموا على مغادرة أماكن إقامتهم ومنازلهم، فيما لجأ العديد منهم إلى مراكز إيواء مؤقتة.
وواجهت إسبانيا طيلة أكثر من أسبوع، موجة حر تسببت في أكثر من 510 حالات وفاة مرتبطة بالحرارة، بحسب تقديرات معهد كارلوس الثالث الصحي.
واحترق أكثر من 173 ألف فدان في إسبانيا حتى الآن هذا العام، وهو أسوأ عام خلال عشر سنوات بحسب البيانات الرسمية.
وسجلت إسبانيا ثاني حالة وفاة ناجمة عن حريق غابات بعد وفاة رجل إطفاء يوم الأحد.
وقالت سلطات الطوارئ إنه عُثر على رجل (69 عاما) ميتا يوم الاثنين في منطقة اشتعلت فيها النيران.
وفي البرتغال، انخفضت درجات الحرارة في مطلع الأسبوع، لكن المعهد البرتغالي للأرصاد الجوية يقول إن خطر حرائق الغابات ما زال مرتفعا للغاية في معظم أنحاء البلاد.
وقالت السلطات إن أكثر من ألف من رجال الإطفاء، تدعمهم 285 مركبة و14 طائرة، يكافحون تسعة حرائق غابات مستمرة لا سيما في المناطق الشمالية من البلاد.
طوارئ وطنية
ومن المنتظر أن تنضم كل من بلجيكا وألمانيا إلى الدول التي يُتوقع أن تجتاحها موجة حارة في الأيام المقبلة.
ويتوقع أن تبلغ الحرارة في بلجيكا 40 درجة وأكثر، فيما سُجلت مستويات حرارة قياسية في هولندا حيث بلغت 33.6 درجة مئوية مع تحذير من احتمال وصولها إلى 38-39، الثلاثاء.
وفي إيطاليا التي شهدت حرائق أصغر في الأيام الأخيرة يتوقع خبراء الأرصاد أن تتجاوز درجات الحرارة الـ40 درجة مئوية في عدة مناطق في الأيام المقبلة.
وعانت سويسرا من آثار الموجة الحارة، حيث أعلنت شركة أكسبو، التي تدير محطة بيزناو النووية، الاثنين إنها اضطرت إلى خفض الإنتاج حتى لا تتسبب في ارتفاع درجة حرارة نهر آر الذي تستمد منه مياه التبريد.
وفي إيرلندا سُجلت 33 درجة مئوية في فينيكس بارك في دبلن، أي أقل بـ0.3 درجة عن المستوى القياسي المسجل في 1887، بحسب مركز الأرصاد.
ماكرون يدعو وزراءه إلى الصمود بعد تراجعه في البرلمان
المحكمة الأوروبية تمنع فرنسا من تسليم هاكر روسي لليونان
إقالة شرطيين ببريطانيا بسبب تعليق عنصري عن ميغان ماركل