أكدت وسائل إعلام محلية سودانية، وقوع قتلى بين صفوف المتظاهرين أمس الخميس، في الخرطوم وضاحيتها مدينة أم درمان تحديدا، وذلك خلال مشاركتهم في احتجاجات "30 يونيو/حزيران" التي دعت لها قوى إعلان الحرية والتغيير وقوى سياسية أخرى لمطالبة العسكر بتسليم الحكم للمدنيين.
وأكدت "قوى التغيير" في بيان لها وقوع قتلى وجرحى بالعشرات، بسبب استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين، فيما اختلفت التقديرات حول القتلى بين سبعة وتسعة مواطنين، وسط صمت رسمي.
وشارك عشرات الآلاف من السودانيين في المظاهرات التي دعت إلى إسقاط نظام عبد الفتاح البرهان العسكري، والداعية إلى "إنهاء انقلاب تشرين الأول/ أكتوبر".
ووثقت عدسات الناشطين والصحفيين إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، ونشر بعضهم على وسائل التواصل أسماء بعض القتلى بين المتظاهرين وصورهم.
ويتظاهر السودانيون كلّ أسبوع تقريبا ضد العسكريين، لكن الخميس شهد سقوط أكبر عدد من الضحايا في صفوف المتظاهرين منذ أشهر.
وبحسب ما هو معلن إعلاميا، فإن عدد القتلى ارتفع إلى 112، منذ بدء الاحتجاجات ضد "انقلاب العسكر"، الذي وقع في 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إلا أن السلطات الرسمية تتأخر عادة في إعلان الحصيلة، وأحيانا تتجاهلها في إعلامها، بحسب ناشطين.
اقرأ أيضا: الآلاف يتظاهرون بالسودان.. قلق أممي من "القوة المفرطة"
وعشية الاحتجاجات، قتلت قوات الأمن السودانية متظاهرا خلال مسيرات نظمت مساء الأربعاء، في شمال الخرطوم، إثر إصابته برصاص حي.
وهتف المتظاهرون الخميس: "الشعب يريد إسقاط البرهان" و"لو مُتنا كلنّا، ما يحكمنا العسكر".
واعتبرت قوى الحرية والتغيير، التحالف المدني الذي انقلب عليه البرهان، في بيان نشره على حسابه على موقع "فيسبوك" مساء الخميس، أنه "كما هو متوقع، قابلت السلطة الانقلابية مواكب شعبنا السلمية في كل أرجاء السودان بالرصاص وأقصى أشكال العنف".
وقالت؛ إن "مليونيات 30 يونيو (...) أثبتت أن الثورة حية لا تموت".
رمزية 30 يونيو (حزيران)
ويعد 30 حزيران/ يونيو رمزيا بشكل كبير لدى الناشطين والسياسيين، إذ تُصادف ذكرى انقلاب الرئيس السوداني السابق عمر البشير على الحكومة عام 1989.
وكذلك فإن التاريخ ذاته، ذكرى التجمّعات الحاشدة عام 2019 التي دفعت العسكر إلى إشراك المدنيين في الحكم، بعدما كانوا قد أطاحوا بالبشير.
قطع الإنترنت
وكما في كل مرّة يُدعى فيها للتظاهر، كانت خدمة الإنترنت والاتصالات مقطوعة خلال النهار قبل عودتها مساء، فيما كانت الحشود تتفرّق وقوات الأمن تطوّق الشوارع الكبيرة.
ولم تشكل هذه العقوبات المالية عقبة بالنسبة للبرهان، إنما أثرّت سلبا على اقتصاد البلاد: فقد انهارت قيمة الجنيه السوداني، ويتجاوز التضخم كل شهر نسبة 200%.
وحذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة هذا الشهر، من أن ثلث سكان السودان "يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي".
وتقدر الأمم المتحدة أن 18 مليونا من إجمالي 45 مليون سوداني، سيعانون بنهاية السنة من انعدام الأمن الغذائي، أكثرهم معاناة 3,3 ملايين نازح يقيم معظمهم في دارفور.
ومطلع الشهر الجاري، أعلنت منظمة "سايف ذا تشيلدرن" وفاة طفلين نتيجة الجوع في ولاية شمال دارفور غرب البلاد.
"قلق" أمريكي
من جهتها، أعربت السفارة الأمريكية لدى السودان، الخميس، عن قلقها إزاء التقارير التي تشير إلى سقوط وفيات بين متظاهرين مدنيين في السودان.
جاء ذلك في تغريدة للقائمة بأعمال السفارة الأمريكي في الخرطوم، لوسي تاملين.
وقالت: "نشعر بقلق وحزن بالغين إزاء الأنباء عن وفيات بين المتظاهرين اليوم في السودان، واستخدام الذخيرة الحية من السلطات والاعتداء على الأطباء المهنيين".
وتشهد مختلف المدن السودانية بينها الخرطوم، مظاهرات للمطالبة بالحكم المدني، ورفضا لـ"الانقلاب العسكري"، دعت لها "لجان المقاومة" (نشطاء).
ولم يصدر تعليق من السلطات السودانية حول هذه التطورات، إلا أنها عادة تعلن التزامها بحرية التعبير والتظاهر السلمي، وحرصها على نقل السلطة للمدنيين.
ومنذ 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2021، يشهد السودان احتجاجات شعبية تطالب بعودة الحكم المدني الديمقراطي، وترفض إجراءات البرهان، وتصفها بأنها "انقلاب عسكري".
حشد للتظاهر في السودان.. والخارجية تحتج على الممثل الأممي
واشنطن تعلق على لقاء "قوى التغيير" والعسكر بالسودان
بعد الجلسة الأولى للحوار بالسودان.. المقاطعة أبرز ملامحها