نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا للصحفيين مات داثان وكايا
بيرجس قالا فيه إن قيادة الكنيسة الإنجليزية بأكملها شجبت عملية تسفير المهاجرين
إلى رواندا ووصفوها بأنها "سياسة غير أخلاقية تجلب العار لبريطانيا".
جاء ذلك في رسالة شديدة اللهجة نُشرت في صحيفة "التايمز"،
موقعة من أساقفة كانتربري ويورك وجميع كبار الأساقفة الثلاثة وعشرين الآخرين
الجالسين بصفتهم الأعضاء الروحيين في مجلس اللوردات، تنص على ما يلي: "سواء
غادرت رحلة الترحيل الأولى بريطانيا اليوم متوجهة إلى رواندا أم لا، هذه السياسة
يجب أن تخجلنا كأمة".
وتضيف أن "العار هو عارنا، لأن تراثنا المسيحي يجب أن يلهمنا
للتعامل مع طالبي اللجوء بالرحمة والإنصاف والعدالة، كما فعلنا منذ قرون".
ويعتقد القساوسة أن فرص إقلاع الرحلة الأولى للمهاجرين إلى رواندا
اليوم "ضئيلة للغاية"، على الرغم من حكم محكمة الاستئناف بأن التسفير
قانوني.
اقرأ أيضا: القضاء البريطاني يرد آخر الطعون ضد ترحيل مهاجرين إلى رواندا
وتحذر رسالة الكنيسة، الموقعة من قبل القس جاستن ويلبي والقس ستيفن
كوتريل، بصفتهما رئيسي أسقفي كانتربري ويورك، وكذلك من قبل أساقفة لندن ودورهام
وإكستر وبرمنغهام ومانشستر، من أن أولئك الذين يُزمع ترحيلهم لم يكن لديهم فرصة
لاستئناف أو مقابلة الأسرة في بريطانيا وقالوا إنه لم يتم إجراء أي محاولة
"لفهم محنتهم".
وتضيف الرسالة: "إنهم الضعفاء الذين يدعونا العهد القديم إلى
تقديرهم"، موضحة أنه يجب محاربة "الاتجار الشرير" من خلال توفير
طرق آمنة إلى المملكة المتحدة "لتقليل الرحلات الخطرة".
وتتابع: "لكن عمليات الترحيل، والإعادة القسرية المحتملة
لطالبي اللجوء إلى بلدانهم الأصلية، ليست هي الطريقة المثلى.. هذه السياسة اللاأخلاقية
تُخزي بريطانيا".
واستأجرت وزارة الداخلية طائرة خاصة وأكد بوريس جونسون أن الطائرة ستغادر،
حتى لو كان هناك مهاجر واحد فقط على متنها. وقال إنه يتوقع أن يحاول "محامون
نشيطون جدا" إخراج الأشخاص الباقين من الرحلة.
وقالت كلير موزلي، مؤسسة جمعية Care4Calais الخيرية التي تم إنشاؤها لمساعدة اللاجئين في شمال فرنسا والمملكة المتحدة، لصحيفة
التايمز: "نشعر بخيبة أمل كبيرة بشأن نتيجة جلسة الاستماع لأن الأدلة كانت
قوية بشكل لا يُصدق وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واضحة
بأن خطة التسفير لرواندا كانت غير قانونية أو أن رواندا بلد آمن. الخطة وحشية
وهناك بدائل أخرى متاحة أكثر فعالية وإنسانية".
ومن بين السبعة الذين ما زالوا على متن رحلة اليوم إيرانيون وعراقيون
وألباني واحد، بحسب علم صحيفة التايمز.
ابتهج نواب المحافظين في مجلس العموم أمس عندما صدر حكم محكمة
الاستئناف. وقال السير روبرت غودويل، النائب البارز عن حزب المحافظين ووزير الهجرة
السابق، إن المسيحيين المضطهدين الذين يفرون من إيران إلى المملكة المتحدة سوف
يلقون "ترحيبا حارا" إذا تم إعادة توجيههم إلى رواندا.
وكتب مات داثان أن المادة 8 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان
تشكل لب جميع الاستئنافات الأخيرة تقريبا التي قدمها 130 مهاجرا من المقرر أن
يكونوا على متن رحلة اليوم إلى رواندا.
وتكرس المادة 8، المدرجة في قوانين المملكة المتحدة تحت قانون حقوق
الإنسان، حق الفرد في احترام الحياة الخاصة، والحياة الأسرية والمنزل والتواصل.
ويقول الوزراء إن القضاة فسروا المادة 8 على نطاق واسع بحيث يتلاعب
بها المجرمون الأجانب لتجنب الترحيل. دومينيك راب، وزير العدل، يعطي مثالا عن رجل
أدين بارتكاب اعتداء منزلي أجبر ابنته التي لا تريد التعامل معه على زيارته في
السجن رغما عنها وتجنب الترحيل من خلال الادعاء بأن ذلك ينتهك حقه في الحياة
الأسرية.
وتقييد استخدام المادة 8 هو محور خطة راب لاستبدال قانون حقوق الإنسان
بميثاق حقوق.
ومع ذلك، عند نشر الخطط التشريعية، يمكن أن تضع بريطانيا في مسار
تصادمي مع المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ، الحكم النهائي للمحكمة
الأوروبية لحقوق الإنسان. طالما بقيت بريطانيا من الدول الموقعة على الاتفاقية،
فلا يزال بإمكان المدعين رفع قضيتهم إلى ستراسبورغ.