كشفت دراسة حديثة أجراها معهد "ولكام تراست سانغر" في بريطانيا، عن أن التغيرات الوراثية للحيوانات تفتح المجال لفهم أكبر للشيخوخة.
وأوضحت الدراسة أن "المدة التي تعيشها الحيوانات، مرتبطة بشيفرة التغير الوراثي"، مشيرة إلى أن "الحيوانات من النمر إلى الإنسان تخضع لنفس عدد التغيرات تقريبا حتى وفاتها، لكن الحيوانات غير المعمرة تستهلك عمليات التغيير المقررة لها خلال فترة زمنية قصيرة، بحسب ما توصل إليه تحليل شمل 16 نوعا حيوانيا".
وأشار المعهد إلى أن هذا يفسر سبب الشيخوخة ويسلط الضوء على واحد من الجوانب الأكثر غموضا لمرض السرطان، منوها إلى أن النتائج التي وصلوا إليها مذهلة ومحفزة على التفكير.
والتحورات الجينية هي التغيرات التي تتسلل إلى القوانين التي تحكم بناء وعمل أجسام الكائنات الحية، وكان معروفا منذ فترة أن هذه التحورات وراء الإصابة بالسرطان، لكن علاقتها بالشيخوخة كانت موضوع جدل على مدى عقود.
اقرأ أيضا: صورة جديدة مذهلة لفوهة بركانية على سطح المريخ (شاهد)
من جانبه، قال الباحث الدكتور أليكس كيغان، إن "الدراسة أثبتت أن الحيوانات تمر بحوالي 3200 تحور خلال حياتها"، وأضاف: "لو تحورت الشيفرة الوراثية للإنسان بنفس معدل الجرذ لخضعنا لحوالي 50 ألف تحور خلال سنوات حياتنا".
وأشار إلى أن "الشيخوخة لا ترتبط بعملية واحدة في داخل خلايا جسم الإنسان"، منوها إلى أن "زيادة عدد الخلايا في الجسم يرفع احتمال الإصابة بالسرطان، كالحيتان والفيلة مثلا".
ولفت إلى أن "الحيتان تتكون من تريليونات الخلايا، وهذا يعني أنها يجب أن تنقرض لأنها ستصاب بالسرطان قبل وصولها سن البلوغ"، منوها إلى أن "السبب قد يكون في قلة عدد التحورات".
ويقول الباحثون إن الخلد والزرافة يعيشان نفس الفترة الزمنية تقريبا، ويحدث خلال تلك الفترة نفس عدد التحورات تقريبا، رغم أن الزرافة أضخم بما لا يقاس.
وعلق أليكس كيغان على ذلك قائلا: "يتوقع المرء أن يكون عدد التحورات عند الزرافة أقل، لكن يبدو أن حجم الجسم لا يؤثر".
ويرى العلماء أن بعض العوامل الأخرى التي تحول دون إصابة تلك الحيوانات بالسرطان قد تشكلت، ما قد يلهم العلماء إلى البحث عن برامج علاج جديدة للسرطان.
وقال الباحث المختص في علم الحياة البرية والبيطرة، الدكتور "سايمون سبيرو"، إن "الحيوانات تعيش فترة أطول في حدائق الحيوان مقارنة بالحدائق البرية، لذلك يقضي علماء البيطرة وقتا في بحث أحوال الشيخوخة".
وأكد أن "التغيرات الوراثية التي شُخصت في هذه الدراسة تشير إلى أن أمراض الشيخوخة تتشابه لدى عدد كبير من أنواع الثدييات، سواء بدأت الشيخوخة في سن سبعة أشهر أو سبعين عاما".