تعيش كل من صربيا والمجر على وقع انتخابات رئاسية وبرلمانية بالنسبة للأولى، وتشريعية في الثانية، فيما تلقي الحرب الروسية-الأوكرانية بظلالها على الحملات الانتخابية في كلا البلدين الأوروبيين.
وتشهد صربيا التي تعتمد على الغاز الروسي، انتخابات رئاسية وبرلمانية، الأحد، فيما احتدم التنافس بين الرئيس الحالي ألكسندر فوتشيتش وحزبه التقدمي من جهة ومعارضة تتعهد بمكافحة الفساد وتعزيز حماية البيئة من جهة أخرى.
ويسعى فوتشيتش إلى الفوز بفترة رئاسية ثانية مدتها خمس سنوات، متعهدا بالحفاظ على السلام والاستقرار في وقت الغزو الروسي لأوكرانيا، ما قد يجعل صربيا تواجه ضغطا من الغرب للاختيار بين علاقاتها التقليدية مع موسكو وتطلعاتها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وتلقي الحرب في أوكرانيا بظلالها على الحملة الانتخابية، في وقت توقع مراقبون في وقت سابق أن يكون التركيز على مواضيع مثل البيئة والفساد والحقوق.
وبدأ الناخبون الصرب الذين يقدر عددهم بنحو 6.5 مليون نسمة في التصويت منذ الساعة الـ05:00 بتوقيت غرينتش على أن ينتهي التصويت في الساعة الـ18:00 بتوقيت غرينتش.
وتظهر استطلاعات الرأي أن فوتشيتش المحافظ في طريقه إلى الفوز في الجولة الأولى مع تقدمه على الجنرال المتقاعد زدرافكو بونوس مرشح تحالف النصر الوسطي الموالي لأوروبا.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه مركز فاكتور بلاس ونشرته صحيفة بليتش اليومية يوم الأربعاء، حصول الحزب التقدمي على 53.6 بالمئة من الأصوات يليه التحالف من أجل النصر بحصوله على 13.7 بالمئة والحزب الاشتراكي، شريك فوتشيتش، على 10.2 بالمئة.
واستغل فوتشيتش حرب أوكرانيا لمصلحته مثيرا الهواجس إزاء احتمالات اندلاع موجات عدم استقرار، مقدما في الوقت ذاته ضمانات بأنه وحده قادر على الحلول دون وقوع بلاده في أزمة مماثلة.
وقال فوتشيتش في رسالة بثت على الهواء: "هذا القمح وهذا الملح... المستودعات ممتلئة. هذه البازلاء"، وكان يعرض صورا لمخزونات السلع الغذائية الاحتياطية وسط ارتفاع الأسعار.
وتعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي في الوقت الذي يحتفظ فيه جيشها بعلاقات مع الجيش الروسي، ورفضت بلغراد فرض عقوبات على موسكو، على الرغم من دعم صربيا لقرارين للأمم المتحدة يدينان غزو روسيا لأوكرانيا.
انتخابات المجر
من جهة أخرى، تشعل الحرب الأوكرانية التنافس في المجر، التي يتوجه فيها الناخبون إلى صناديق الاقتراع الأحد في انتخابات برلمانية تشير التوقعات إلى احتمال فوز رئيس الوزراء القومي فيكتور أوربان، أحد أطول الزعماء في أوروبا بقاء في السلطة، حيث إنه يسعى لتمديد فترة حكمه التي بدأت قبل 12 عاما.
وقلبت الحرب في أوكرانيا خطط أوربان وأجبرته على مناورات صعبة في الداخل بعد أكثر من عقد من العلاقات الوثيقة مع موسكو.
وتشير الاستطلاعات إلى أن تحالف المعارضة المكون من ستة أحزاب أصبح الآن على مسافة قريبة من حزب فيدس الحاكم بزعامة أوربان. وأظهر أحدث استطلاع حصول حزب فيدس على 39 بالمئة مقابل 36 للمعارضة في حين أن خُمس الناخبين لم يقرروا بعد الحزب الذي سيصوتون له.
وافتتحت مراكز الاقتراع في الساعة الـ04:00 بتوقيت غرينتش، على أن تغلق في الساعة الـ17:00 بتوقيت غرينتش.
واعتبر زعيم المعارضة المحافظ بيتر ماركي زاي (49 عاما) الانتخابات اختيارا للمجريين بين الشرق والغرب، متهما أوربان بتحويل المجر نحو روسيا ما أدى إلى تآكل الحقوق الديمقراطية وإبعاد المجر عن الاتحاد الأوروبي الذي تنتمي إليه.
في المقابل، يقدم أوربان (58 عاما) نفسه على أنه مدافع عن المصالح المجرية برفضه عقوبات الاتحاد الأوروبي على النفط والغاز الروسيين، متهما معارضيه بمحاولة إقحام المجر في الحرب الأوكرانية، وهو ما ينفيه المعارضون.
اقرأ أيضا: بوتين يحذر من أزمة غذاء عالمية ويتهم الغرب بإراقة الدماء
وقال أوربان في صفحته على "فيسبوك" الجمعة إن "اليسار وقع اتفاقية مع الأوكرانيين. وإذا فازوا فستبدأ شحنات الأسلحة (إلى أوكرانيا)، وسوف يغلقون صنابير الغاز ويدمرون الاقتصاد".
ولم يستخدم أوربان حق النقض (الفيتو) ضد أي عقوبات للاتحاد الأوروبي ضد روسيا رغم أنه قال إنه لا يتفق معها. وسمحت حكومته بنشر قوات من حلف شمال الأطلسي في المجر حيث أشار استطلاع في 2021 إلى تأييد الناس لعضوية الحلف بنسبة 80 في المئة.
وأيد أوربان قرار الاتحاد الأوروبي بإرسال أسلحة إلى أوكرانيا، لكنه حظر شحن الأسلحة من الأراضي المجرية قائلا إن مثل هذه الخطوة قد تشكل خطرا أمنيا.
سياسات متناقضة.. نائب إيرلندي يفضح ازدواجية معايير الغرب
أكبر القاذفات الأمريكية تحلق بالقرب من أجواء أوكرانيا
يديعوت: الجيش حض بينيت لاتخاذ موقف محايد من الحرب بأوكرانيا