قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الجمعة، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن يتكبد خسارات فادحة ومتعددة، بعد توتر علاقات بلاده مع السعودية.
وأشارت الصحيفة في مقال لها، ترجمته "عربي21"، إلى أن "تقرب السعودية من الصين، سيزيد من خسائر الولايات المتحدة الأمريكية، على كل المستويات".
وأكدت أن الرياض تقترب من قبول اليوان كمقابل لشحنات النفط إلى الصين، مشيرة إلى أن "هذا حصل بسبب تعامل إدارة بايدن الفاشل مع حليف مهم استراتيجيا".
وأشارت إلى أن تفاصيل الترتيبات الجديدة المحتملة لتجارة النفط السعودية الصينية، لا تزال غامضة، مضيفة: "تحدث الجانبان منذ سنوات عن تسعير بعض مبيعات النفط باليوان، وقد لا يحدث ذلك، خاصة وأنه يتم تسعير حوالي 80 في المئة من مبيعات النفط العالمية بالدولار الأمريكي، واليوان غير قابل للتحويل بحرية كما يجب أن تكون العملة الاحتياطية، كما أن العملة السعودية "الريال" مرتبطة بالدولار".
اقرأ أيضا: بايدن يواجه ضغوطا ضد رفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب
ونوهت إلى أن التقارير الأخيرة، تؤكد أن بكين والرياض حريصتان على تحويل التعامل باليوان الصيني، وهو ما يعني ضربة قوية للدولار الأمريكي، مشيرة إلى أن هناك اجتماعات حصلت بين الطرفين منذ أيام لمناقشة ذلك.
وأضافت: "في سنة 1974، التزمت السعودية بإجراء تجارة النفط بالدولار فقط، مقابل ضمانات أمنية من واشنطن، ولكن قوضت إدارة بايدن تلك العلاقة في كل منعطف، وبكل المقاييس يمكن أن نقول لقد سئم السعوديون".
ولفتت إلى أن تصرفات جو بايدن وسياسته تجاه السعودية، كإنهاء الدعم الأمريكي للحرب السعودية ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، وإزالة التصنيف الإرهابي من الحوثيين، ثم إرجاء بيع الأسلحة المقررة إلى الرياض، أدى إلى توتر العلاقات ولجوء الرياض للبحث عن حليف آخر.
وأشارت الصحيفة في مقالها، الذي حمل عنوان "كيف خسر بايدن السعودية؟"، إلى أن الاتفاق النووي الجديد الذي يسعى بايدن لتوقيعه مع إيران، جعل السعوديين منزعجين بشكل كبير، معتبرين أن "الاتفاق سيمنح إيران الموارد لتمويل حروب بالوكالة ضد السعودية؛ وذلك إلى حين حصول طهران على قنبلتها النووية الخاصة".
وبينت أنه "كنتيجة طبيعية لكل التصرفات السابقة، فإن السعوديين أصبحوا مدركين لضرورة البحث عن قوة دولية أخرى غير الولايات المتحدة، التي قست تجاههم بشكل ملحوظ، كما أنهم باتوا يدركون جيدا أنهم لا يستطيعون الاعتماد على الولايات المتحدة أكثر من ذلك".
وأضافت: "تعيد إدارة الرياض الآن حساباتها، لأنها باتت شبه متأكدة من أنها لن تستطيع الاعتماد على الولايات المتحدة أكثر من ذلك؛ وسط عداء إدارة بايدن والانسحاب المرعب لأفغانستان، وهو ما يتجلى في رفض ولي العهد توسلات السيد بايدن لضخ المزيد من النفط؛ حيث يُقال إنه رفض حتى تلقي مكالمة هاتفية من الرئيس بايدن".
وأكدت أن الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة في السعودية، سيسعد بكين بشكل كبير، والتي تسعى إلى توسيع نفوذها بالشرق الأوسط عبر تحالفات جديدة.
وقالت: "ستستفيد الصين إذا تمكنت من إقناع الرياض بأخذ اليوان مقابل النفط؛ حيث سيساعد ذلك بكين على البدء في تأسيس قواعد البناء العالمي لليوان، بما في ذلك زيادة تشتت العملة في جميع أنحاء العالم، وهذا بدوره قد يفتح الباب أمام الصين لتقديم اليوان كعملة تجارية لخصوم الولايات المتحدة مثل روسيا وإيران؛ حيث ستصبح العقوبات الاقتصادية الأمريكية أقل فعالية بكثير".
وشددت على أنه يجب على واشنطن التراجع عن أي تحديات ناشئة؛ خاصة من المنافسين الاستراتيجيين، مشيرة إلى أن هذه هي وظيفة عاجلة لوزيرة الخزانة جانيت يلين.
اقرأ أيضا: مكالمة لساعتين بين بايدن ونظيره الصيني.. تحذير أمريكي
ونوهت الصحيفة الأمريكية، إلى أن "الخطأ السعودي الذي ارتكبه بايدن، يسلط الضوء على فشل علامته التجارية الدولية الليبرالية الصالحة".
وأضافت: "غالبا ما أعطى الرئيس ترامب اهتماما قصيرا بالقيم الأمريكية، لكن بايدن تأرجح كثيرا في الاتجاه المعاكس؛ حيث يبدو أنه ومستشاروه في السياسة الخارجية يعتقدون أن العظمة بشأن حقوق الإنسان والمناخ سيكسب اليوم لمصالح الولايات المتحدة".
وفي ختام المقال، لفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن أمريكا لا تستطيع في العصر الجديد من منافسة القوى العظمى، تحمل نفرة الحلفاء الذين يمكنهم المساعدة في ردع المعتدين الاستبداديين المصممين على الإضرار بالمصالح والقيم الأمريكية، مضيفة: "الأن تدفع الولايات المتحدة ثمن أزمة أوكرانيا بسبب فقدانها السعوديين".
التايمز: السعودية بمقدورها نزع سلاح الطاقة من بوتين
WP: الولايات المتحدة وحلفاؤها يخططون لحكومة منفى أوكرانية
NYT: أمريكا لم تتوقع صمود الجيش الأوكراني أمام روسيا