تثير عمليات
التسليح التي تقوم بها دول أوروبا، للقوات الأوكرانية،
وتزويدها بأنواع فتاكة منها، مخاوف من تطور الهجوم الروسي على أوكرانيا إلى حرب
واسعة ومواجهة مباشرة مع حلف شمال الأطلسي
الناتو.
وحتى الآن، من غير الواضح مدى التقدم الروسي في
الحرب، لكن كل المؤشرات التي يمكن ملاحظتها تقترح أن الروس يواجهون صعوبات كبيرة،
ومقاومة هائلة أدت إلى مقتل 1500- 2000 من جنودهم بحسب تقديرات أمريكية نقلتها
صحيفة نيويورك تايمز.
وأرسلت هولندا قاذفات صواريخ للدفاع الجوي،
بحسب تصريحات رسمية، فيما أرسلت إستونيا صواريخ مضادة للدبابات من طراز
"جافلين"، وقدمت بولندا ولاتفيا صواريخ أرض جو من طراز ستينغر، وأرسلت
جمهوية التشيك رشاشات، وبنادق قنص، ومسدسات وذخائر.
وحتى البلدان المحايدة سابقا مثل السويد
وفنلندا وألمانيا، أرسلت شحنات من صواريخ ستينغرز، بالإضافة إلى صواريخ أخرى تطلق
من الكتف.
وقالت الصحيفة إن نحو 20 بلدا معظمها أعضاء في
منظمة حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، تقوم بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا
لمحاربة الروس وتسليح "التمرد المستقبلي"، في حال وصلت الحرب إلى
الاحتلال لأوكرانيا.
وفي الوقت نفسه، ينقل حلف شمال الأطلسي معدات
عسكرية وما يصل إلى 22,000 جندي إضافي إلى الدول الأعضاء المتاخمة لروسيا
وبيلاروسيا، لطمأنتهم وتعزيز الردع.
وتثير هذه الجهود الكثيفة، التي تعتبرها موسكو
عدائية، مخاوف المحللين من تطور الصراع إلى مواجهة مباشرة بين الناتو وروسيا.
ورفعت موسكو حالة التأهب النووي لقواتها لتحذير
أوروبا والولايات المتحدة من مخاطر التدخل.
ويبدو أن القلق من "حرب نووية" أو
"تصعيد خطير" منع الناتو والولايات المتحدة من الاستجابة لطلبات الرئيس
الأوكراني، فولوديمير زيلينيسكي المتكررة، بإقامة منطقة حظر طيران في المجال الجوي
الأوكراني.
وتقول مجلة Fortune الأمريكية، إن كلا من الولايات المتحدة وحلف
شمال الأطلسي يشعران بالقلق من أن إعلان منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا يمكن أن
يؤدي في الواقع إلى تفاقم الوضع، بمجرد استدعاء قواتهما العسكرية لفرضه.
وحذر السيناتور الجمهوري، ماركو روبيو، من أن
فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا "سيعني
الحرب العالمية الثالثة".
ومع أن هذه الخطوة كانت ستعطي أملا حقيقيا
لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي المتفوق بالقوة، إلا أن نتائجها الخطرة أبعدت
الناتو والولايات المتحدة عن اتخاذها.
ويكرر الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرغ،
التحذير من أن هناك "خطرا حقيقيا لوقوع صراع مسلح جديد في أوروبا" منذ
قبل الغزو الروسي لأوكرانيا وحتى الآن.
كما أن الخطر يبدو حقيقيا إلى الدرجة التي سعت
فيها واشنطن، على الرغم من العداء بينها وبين موسكو، إلى فتح "قنوات اتصال
خلفية" بين البلدين.
ونقلت شبكة NBC الإخبارية الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن "إدارة بايدن عملت على
إنشاء قناة اتصال خلفية مع الجيش الروسي لمنع وقوع اشتباك عرضي بين القوات الأمريكية
والروسية على طول الحدود الأوكرانية" وفقا لمصدرين لم تكشف عن اسميهما.