تناول تقرير لشبكة سي إن إن الأمريكية، العلاقات السعودية الأمريكية، وفرضيات تغيير الرئيس بايدن لنظرته تجاه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في ظل الأزمة الأوكرانية وما ترتب عليها من ارتفاع في أسعار النفط في السوق العالمية.
وفور تسلمه منصب رئيس الولايات المتحدة، قال البيت
الأبيض إن جو بايدن "سيعيد ضبط" العلاقات مع المملكة العربية السعودية،
رافضًا فعليًا التحدث إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وفيما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، في شباط/ فبراير من العام الماضي، إن بايدن سيتحدث مع نظيره الملك سلمان، رغم ذلك، فإن ولي
العهد هو الذي يتولى الشؤون اليومية للمملكة، بما في ذلك السياسة النفطية.
لكن الكثير قد تغير على مدار عام منذ ذلك الوقت،
حيث بلغ التضخم الآن أعلى مستوياته منذ 40 عامًا، فيما تلوح الانتخابات النصفية
للكونغرس في الأفق، كما أن روسيا أغرقت لتوها أوروبا في أكبر أزمة أمنية لها منذ عقود
بغزو أوكرانيا.
ولكن ربما كان الأهم بالنسبة لعلاقة أمريكا بالشرق
الأوسط هو أن أسعار النفط تجاوزت الـ100 دولار في أعلى مستوى لها منذ 8 سنوات.
واخترق خام برنت مستوى الـ100 دولار للبرميل للمرة
الأولى منذ 2014، الخميس، بعد أن هاجمت القوات الروسية أوكرانيا، بينما تتدافع الدول
الغربية حاليا لإيجاد مصادر بديلة للطاقة في حالة انقطاع الإمدادات الضخمة من النفط
والغاز من روسيا.
ورفضت المملكة
العربية السعودية، القائد الفعلي لمجموعة "أوبك"، نداءات بايدن للحصول على مزيد من النفط من الرياض، التي تعهدت بالالتزام باتفاق "أوبك بلس" مع روسيا للحد من
زيادات الإنتاج.
اقرأ أيضا: WP: مصير النظام العالمي يعتمد على نتائج الحرب الأوكرانية
ولكن مع انهيار العلاقات الدبلوماسية مع روسيا خلال الأسبوع
الماضي، فإنه تم إحراز تقدم على جبهة أخرى في فيينا، حيث كانت القوى العالمية تتفاوض مع
إيران لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 الذي تخلى عنه الرئيس دونالد ترامب في عام
2018.
التوصل إلى اتفاق قد يقدم لواشنطن وأسواق النفط العالمية المتنفس الذي تشتد
الحاجة إليه من خلال الإفراج عن النفط الإيراني الذي فرضت الولايات المتحدة عقوبات
عليه.
ويواجه بايدن معضلة، فهل يعيد النظر في رفضه
الاتصال بولي عهد أقرب دولة شريكة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ويوجه نداء
جديدا إلى المملكة العربية السعودية؟ أم إنه قد يجد منقذًا غير متوقع في أكبر غريم
له في الشرق الأوسط، إيران؟
وقال رئيس مركز "الخليج
للأبحاث" ومقره السعودية، عبدالعزيز صقر، إن قضية بايدن مع ولي العهد هي قضية شخصية.
وأضاف: "إذا كان لديك شيء تريد إيصاله للسعودية، كرسالة، أو لولي العهد، قلها بصوت عالٍ وواضح. قل إن هذا ما تريده"، مضيفا أنه "من المنطقي" أن تغير الولايات المتحدة نهجها تجاه السعودية بوصول سعر النفط إلى 100 دولار.
لكن حتى لو وافقت السعودية على زيادة الإنتاج، فهل
سيخفف ذلك من الضغط على أسعار النفط؟
وقال مسؤول أمريكي لـ "سي إن إن" : بايدن أرسل مسؤولين إلى السعودية للضغط من أجل مزيد من النفط.
بينما قالت الزميلة غير المقيمة في مركز
أبحاث "المجلس الأطلسي" بواشنطن، إلين وارد، إنه ليس بالضرورة أن يحدث ذلك.
وأضافت: "أشار وزراء الطاقة في دول أوبك إلى أنهم متشككون بشأن القدرة على تحديد الأسعار بدقة بمجرد زيادة الإنتاج".
وتابعت: "بعبارة أخرى، فإن أسباب
الارتفاع الأخير في أسعار النفط ترجع إلى المضاربة المالية والمخاطر الجيوسياسية
أكثر من نقص المعروض".
وتابعت بالقول إنه حتى لو أجرى بايدن تلك المكالمة
التي طال انتظارها مع ولي العهد السعودي "فليس هناك ما يشير إلى أن محمد بن
سلمان سيستجيب بسبب طلب شخصي".
وإذا دفعت الأزمة الروسية الأوكرانية سعر النفط إلى
حوالي 110 دولارات للبرميل، فإن التضخم في الولايات المتحدة سيتجاوز الـ10% على أساس
سنوي، وفقًا لشركة RSM الاستشارية، التي أشارت إلى أن
ذلك لم يحدث في الولايات المتحدة منذ عام 1981، وحذرت من أنه سيؤدي إلى "صدمة
حقيقية على المدى القصير".
والأربعاء الماضي، استدعت طهران كبير
مفاوضيها لإجراء مشاورات، ودعت الغرب إلى أن يكون "واقعيا" بشأن
المحادثات، حيث بات الرئيس بايدن يواجه مأزقا مع طهران، وربما يعزز موقفها في مفاوضات فيينا.
فيما تتوقع وكالة "ستاندرد آند بورز غلوبال
بلاتس" أن اتفاقًا نوويًا مؤقتًا قد يسمح للصادرات الإيرانية بالنمو بمقدار
500 ألف برميل يوميًا في نيسان/ أبريل وأيار/ مايو، في حين أن الاتفاق الشامل قد يسمح بنمو
الصادرات بمقدار 1.5 مليون برميل يوميًا في غضون 9 أشهر.
اقرأ أيضا: موقع أمريكي: الكونغرس يخطط لطرد روسيا من مجلس الأمن
وكانت إيران تضخ 3.83
مليون برميل يوميا قبل انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في 2018.
وقال الباحث أول في "إمبريال
كوليدج" بلندن، يوسف الشمري: "اعتاد كل رئيس أمريكي الضغط على المملكة العربية
السعودية لزيادة الإنتاج"، وكانت المملكة ملزمة في كثير من الأحيان.
وأضاف:
"خلال 4 سنوات، رأينا المملكة العربية السعودية إما ترفع الإنتاج أو تقوم
بتخفيضات طوعية خلال عهد ترامب. لكن المملكة الآن تتمسك بنهج معياري أكثر".
وبدوره، قال عبد العزيز صقر إنه كلما زاد بايدن
"شخصنة" نزاعه مع السعودية، زاد إجبار المملكة على البحث عن بدائل
استراتيجية للولايات المتحدة.
من جانبها، قالت إلين وارد: "لا أعتقد أن
المملكة العربية السعودية ستسمح للوضع بين الولايات المتحدة وروسيا أن يعرض علاقتها
مع روسيا للخطر".
وأضافت: "علاقة الطاقة بين المملكة العربية السعودية
وروسيا موجودة خارج القضايا الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا، وطالما أن المملكة
العربية السعودية يمكن أن تظل خارج ذلك الوضع دون الاضطرار إلى الانحياز لأحد
الجانبين، فمن المحتمل أن تمتنع حتى عن التعليق على تصرفات روسيا في شرق أوكرانيا".
إنترسبت: الديمقراطيون يتهمون الرياض باستخدام النفط سلاحا
WP: السعودية تحقق مكسبا من الأزمة الروسية - الأوكرانية
WP: التقاعس بحل مشكلة أوكرانيا سيتردد في كل أنحاء العالم