بكلمات غالبتها الدموع، تحدثت صحفية شبكة "بي بي سي" البريطانية أولجا مالكيفيسكا؛ وهي تصف مشاهد تدمير الجيش الروسي لبيت عائلتها في أوكرانيا.
سبقها بلحظات مراسل شبكة فايس نيوز، ماثيو كاسيل، الذي نشر فيديو على حسابه على تويتر وظهر عليه التأثر الشديد وهو يصف الأوضاع
في العاصمة الأوكرانية كييف؛ التي باتت مدينة أشباح لا يتجول فيها غير الصحفيين والمراسلين بعد أن كانت منذ يومين فقط مدينة مزدحمة بالعائلات والأطفال، إنها حقا تراجيديا مؤلمة، هكذا قال ماثيو.
الحرب دمار، لا أحد يحب الحرب إلا من هم على شاكلة فلاديمير
بوتين، هذا الرجل البلطجي الذي فقد عقله تماما، وبات لا يعبأ كثيرا بالمجتمع الدولي والاتفاقيات الدولية. تحدى بوتين الجميع وأعلن الحرب بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس الأمن ضاربا بكل شيء عرض الحائط، ومتحديا الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها في أوروبا أو ما يعرف بحلف الناتو.
كانت
روسيا تهدد بغزو أوكرانيا منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، ويوم الخميس (24 شباط/ فبراير 2022)، عبرت قوات من روسيا الحدود وشنت هجوماً على مناطق أوكرانيا الشمالية والجنوبية والشرقية. ووفقاً لصحيفة الغارديان، فإن الهجوم جاء بعد أن ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطاباً متلفزاً أعلن فيه عن "عملية عسكرية متخصصة" تهدف إلى نزع سلاح أوكرانيا. في أعقاب الهجوم، فرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحكام العرفية في البلاد ودعا المواطنين إلى الدفاع عن أمتهم.
الحرب دمار، لا أحد يحب الحرب إلا من هم على شاكلة فلاديمير بوتين، هذا الرجل البلطجي الذي فقد عقله تماما، وبات لا يعبأ كثيرا بالمجتمع الدولي والاتفاقيات الدولية. تحدى بوتين الجميع وأعلن الحرب بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس الأمن ضاربا بكل شيء عرض الحائط، ومتحديا الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها في أوروبا
وفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كان
المواطنون الأوكرانيون يفرون بنشاط من البلاد طالبين اللجوء في الدول المجاورة، وسط تقارير أولية أشارت إلى مقتل ما لا يقل عن 40 شخصاً في غضون سبع ساعات من اندلاع الحرب.
وفقاً لبيانات الأمم المتحدة، في عام 2021، أثرت الأزمة في أوكرانيا على مليون ونصف المليون شخص؛ نصف مليون منهم من الأطفال والقصر. كما هو الحال مع أي أزمة، سيكون النساء والأطفال والفقراء هم الأكثر تضرراً، وهو ما شاهدناه من فيديوهات لمجموعة من الآباء الأوكرانيين وهم يتخذون إجراءات مفجعة لحماية أطفالهم، بما في ذلك إرسالهم إلى المدرسة وهم يرتدون ملصقات تحدد فصيلة الدم في حالة وقوع تفجيرات.
أخلاق الحرب، من تعاطف مع الأبرياء وتضامن غير مشروط مع المتضررين ودعم مستمر بالمال والأدوية وحتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كلها بديهيات في مثل هذه الايام العصيبة، خاصة إذا ما كان الطرف المعتدي يقوده شخص مختل مثل بوتين؛ لا يتعامل لا بأخلاق الحرب ولا يحترم مواثيق حقوق الإنسان.
الدبابات الروسية شاهدها العالم وهي تدهس سيارة مدنية دون رحمة، الطائرات الروسية شهد عليها العالم وهي تقصف مبنى سكنيا وسط صراخ الأطفال الصغار.. دمار وتخريب وقصف لا يتوقف، وعربات روسية ترفع علم الاتحاد السوفييتي الذي انهار أوائل تسعينيات القرن الماضي.
تلك هي روسيا التي عرفناها في سوريا، هذا هو بوتين الذي دعم بشار الأسد ونظامه عندما قصف أبناء شعبه بالأسلحة الكيمائية، هذا هو بوتين الذي تشكو منه ليبيا بعد أن ساهم في انقسامها الداخلي عبر مرتزقة فاجنر الروسية، هذه هي روسيا التي لا أخلاق لها ولا إنسانية. يحلم بوتين بأن يكون القيصر الجديد
تلك هي روسيا التي عرفناها
في سوريا، هذا هو بوتين الذي دعم بشار الأسد ونظامه عندما قصف أبناء شعبه بالأسلحة الكيمائية، هذا هو بوتين الذي تشكو منه ليبيا بعد أن ساهم في انقسامها الداخلي عبر مرتزقة فاجنر الروسية، هذه هي روسيا التي لا أخلاق لها ولا إنسانية. يحلم بوتين بأن يكون القيصر الجديد، وفي سبيل ذلك يدمر بلدا بأكمله ويهجر شعبه ولا أحد يتحرك.
آلة الدعاية السوداء الروسية الإعلامية تعمل دون توقف لنشر مجموعة من الأكاذيب؛ أهمها أن هذا ليس عدوانا أو احتلالا، وإنما عملية عسكرية هدفها حماية الأمن القومي الروسي. ولكن ماذا عن مئات الآلاف من المدنيين الذين تستقبلهم بلدان أوروبية كلاجئين الآن؟ ماذا عن مئات الآلاف الذي يبيتون في العراء؟ ماذا عن آلاف العالقين في أوكرانيا من جنسيات أخرى يخافون أن تدهسهم دبابات بوتين أو تقصفهم طائرات السوخوي الروسية، ما علاقة هؤلاء بالأمن القومي الروسي؟
العالم الآن بات في خطر حقيقي اسمه روسيا طالما ظل يحكمها بوتين، وإن كانت إدارة بايدن ودول أوروبا وبريطانيا تواجه تهم التخلي عن أوكرانيا وعدم حمايتها من بلطحة بوتين، فيجب على الأقل أن نتخلى نحن الصحفيين والسياسيين والشعوب الحرة بأخلاق الحرب؛ ولا نتوقف عن الكتابة عن أوكرانيا أو المشاركة في تظاهرات رافضة للحرب ومواجهة آلة الدعاية السوداء الروسية وفضح الإجرام الروسي بحق آلاف المدنيين الأبرياء في أوكرانيا.
twitter.com/osgaweesh