شهد المشهد الإعلامي الجزائري، خلال الأيام القليلة الماضية، أول ظهور لمذيعة محجبة في نشرة الأخبار
بالتلفزيون الرسمي، في سابقة تاريخية منذ استقلال البلاد، ما أثار تفاؤل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالبلاد.
وأطلت المذيعة المحجبة،
نجوى جدي، لأول مرة منذ نصف قرن، على الجزائريين من خلال إلقاء نشرة الأخبار على التلفزيون الرسمي، ليعلن رسميا عن
نهاية الحظر غير المعلن على الحجاب في أروقة التلفزيون الجزائري.
وقالت صحيفة الشروق الجزائرية، نقلا عن مصدر من
داخل التلفزيون الجزائري العمومي، إن نجوى جدي أول صحفية محجبة تقوم بتقديم نشرة
أخبار رئيسية.
وأضاف المصدر للصحيفة المحلية أنه منذ الحراك تم
السماح للمحجبات بتقديم البرامج والأركان وحتى الحصص، لكن تقديم النشرات الرئيسية
بقي ممنوعا عليهن بالرغم من كثرة الطلبات التي قوبلت جميعها بالرفض.
اقرأ أيضا: قلق إسرائيلي من نجاح الجزائر بطردها من الاتحاد الأفريقي
ومنذ الاستقلال، منع التلفزيون الجزائري ظهور الصحفيات المحجبات على مختلف قنواته، بالرغم من عدم وجود أي قوانين
تنظيمية صريحة تنص على ذلك، وهو الأمر الذي عزاه البعض إلى قناعات شخصية، وقرارات
ارتجالية صادرة عن المسؤولين المتعاقبين على إدارة وتسيير التلفزيون الجزائري.
وفي سنة 2012، تم إيقاف الإعلامية نصيرة مزهود عن تقديم
نشرة الأخبار، بعد ارتدائها الحجاب، كما منعت كل من إيمان محجوبي، وحورية
حراث، وسوسن بن حبيب، وقبلهن نعيمة ماجر، من إذاعة النشرة بسبب حجابهن.
وقناة القرآن الكريم التابعة للتلفزيون
الجزائري، هي القناة الرسمية الوحيدة التي تسمح لمذيعاتها بالظهور بالحجاب.
وأشاد نشطاء جزائريون ببداية عودة الحجاب إلى
التلفزيون الرسمي في العام 2019، بعد أن كان ممنوعا، واعتبروا أن ذلك
بمثابة خطوة رائعة تثبت أن الجزائر تسير في الطريق الصحيح.
و لا يوجد أي قانون واضح يمنع ارتداء الحجاب،
الأمر الذي دفع بالأحزاب السياسية والحقوقيين آنذاك إلى رفع مطلب للسلطات العليا
في البلاد للنظر في قضية منعه.
بينما أثار ظهور المذيعة المحجبة موجة من التفاؤل لدى رواد التواصل الاجتماعي بتغيير
التلفزيون العمومي لسياسته في التوظيف والسماح للصحفيات المحجبات بإبراز مواهبهن.
— Ra👑ouia (@jazayria14) February 16, 2022