صدر حديثا عن دار أبجد في القاهرة كتاب للناقد
العراقي عبدالله إبراهيم بعنوان (السرد والترجمة).
جاء في كلمة الغلاف: "لم يُشح السردُ
بوجهه عن الترجمة، بل جعل منها جزءاً من عملية التأليف في نوع من المواربة التي
تجنبت الإقرار بنسبة النص إلى مؤلفه الحقيقي؛ جعلها مرة ركنا من أركان البنية السردية،
حيث يقوم المترجمون بأدوارهم في العالم الافتراضي للسرد، معبرين عن رؤى أفصحت عن
مواقفهم الثقافية، وحتى عن هوياتهم السردية، ثم جعلها، مرة أخرى، حية في قضية سوء
تأويل النصوص بين الأمم، وبذلك أدخل السرد الترجمة في صلب العوالم السردية
المتخيلة، فظهرت بلبوس الخدع الكتابية التي تنكر بها المؤلفون، وانخرطوا في ممارسة
جملة من الأكاذيب البيض، أي الأكاذيب التي لا يترتب عليها حكم، ولا سوء قصد،
بادعائهم أنهم مترجمون اقتصر دورهم على ترحيل النصوص من لغة إلى لغة، ومن ثقافة
إلى أخرى، ولم يبخلوا في اختلاق الذرائع التي سوغت لهم تلك الأفعال المثيرة، وما
برحوا يتبادلون الحيل الشائقة مُثرين الظاهرة السردية بأفكار لم تخطر على بال،
وذلك إنعاش للسرد فيه من الابتكار بمقدار ما فيه من الطرافة."