يسود
التوتر مدينة السويداء على خلفية مخاوف من استخدام النظام السوري الخيار الأمني
لوقف الاحتجاجات الشعبية، المتواصلة لليوم الرابع على التوالي.
وتعيش
السويداء ذات الغالبية "الدرزية" على وقع غليان شعبي، بسبب التردي
الاقتصادي، وقرار حكومة النظام السوري وقف الدعم الحكومي عن آلاف العائلات.
ويواصل
المحتجون قطع الطرق الرئيسية والفرعية في المحافظة، تنديداً بقرارات حكومة النظام،
وسط أنباء عن قيام النظام، صباح الأربعاء، باستقدام المزيد من التعزيزات العسكرية إلى المحافظة، بعد نشره قوات الأمن وحفظ النظام بمحيط المباني الحكومية، على ما أكد
لـ"عربي21"، الصحفي نورس عزيز من السويداء.
وأوضح
الصحفي أن النظام استقدم تعزيزات من دمشق، ما يؤشر من وجهة نظره إلى احتمالية
انزلاق الوضع نحو "منحى خطير"، لا سيما أن رقعة الاحتجاجات تتوسع،
بالتزامن مع دعوات لتنفيذ اعتصام ضخم يوم الجمعة.
وما
يميز الاحتجاجات، وفق عزيز، أنها احتجاجات غير منظمة بدأتها الطبقات الفقيرة
المسحوقة، مؤكدا عدم وجود لجنة منظمة للحراك، حتى الآن، حيث بدأت الاحتجاجات من
قرية نمرة شهبا بريف السويداء، لتنضم قرى أخرى لها، حتى وصلت إلى مركز السويداء.
ولفت
الصحفي إلى محاولات الحراك فرز لجان لقيادة الاحتجاجات وجعلها مستمرة، ويعرب عن
أمله في أن تتضامن بقية المحافظات السورية مع السويداء، لأن الاحتجاجات بالنهاية
"ثورة للفقير".
اقرأ أيضا: أجهزة النظام السوري تنتشر بالسويداء عقب مظاهرات احتجاجية
استمرارية الثورة
وأعادت
الاحتجاجات المتواصلة في السويداء تسليط الضوء على الحراك الشعبي السوري الذي بدأ
منذ العام 2011.
وعن
ذلك، أكد عضو الائتلاف السوري حافظ قرقوط من السويداء، أن الاحتجاجات تؤشر إلى أن
السوريين ما زالوا عند مطالبهم التي خرجوا لأجلها في العام 2011، ما يعني أن
الاحتجاجات هذه تعبر عن استمرارية الثورة السورية.
وفي
حديثه لـ"عربي21"، أشار قرقوط إلى تأذي النظام من الاحتجاجات، إذ إنها تأتي
في وقت يحاول فيه النظام الترويج أنه استعاد السيطرة على سوريا، وأن الوضع الأمني
والاقتصادي يسير نحو التحسن.
النظام متخوف
وتشير
الأنباء الواردة من الساحل السوري إلى زيادة الغضب الشعبي من سياسات النظام
الاقتصادية.
وفي
هذا السياق لفت عضو الائتلاف إلى تخوف النظام من توسع رقعة الاحتجاجات خارج
السويداء، مضيفا أنه "لذلك يحاول النظام احتواء الاحتجاجات دون اللجوء إلى خيار
القوة، من خلال تدخل واجهات اجتماعية ودينية، ووعود بتقديم بعض الإغراءات".
وتابع:
"لكن ضعف النظام وعجزه الاقتصادي عن تقديم أي شيء، يصعب المهمة".
هل يلجأ النظام للقوة؟
واستبعد
المحامي عادل عزي من السويداء، في حديثه لـ"عربي21" أن يلجأ النظام إلى
خيار القوة في السويداء، مرجعا ذلك إلى حرص النظام على عدم استهداف الأقليات
السورية بشكل واضح.
لكن
مع ذلك، فإنه لفت إلى احتمالية استخدام النظام إلى استهداف الاحتجاجات من خلال تحريك
المجموعات المحلية المرتبطة به في السويداء.
يذكر أن قرار حكومة النظام السوري بحرمان شرائح
كبيرة من الدعم الحكومي على بعض السلع التموينية والمحروقات قد أدى إلى زيادة
الانتقادات الشعبية للنظام الذي ما زال يتمسك بأولوية فرض الأمن على حساب تقديم
الخدمات وتحسين الظروف الاقتصادية.
احتجاجات السويداء تتصاعد.. وقوات الأسد تتأهب للتدخل
معارضة سوريا تتمسك بمسار الحل السياسي رغم تعطله
موجات تهريب مخدرات عبر الأردن.. هل من علاقة لماهر الأسد؟