اتهمت امرأة
يهودية حزب العمال في
بريطانيا بممارسة التمييز ضدها بسبب عقيدتها المناهضة للصهيونية، بعدما أطلق الحزب تحقيقا بحقها بحجة
معاداة السامية.
لكن الحزب اضطر لوقف التحقيق ضد ديانا نيلسن (82 عاما)، بعدما هددت باللجوء للقضاء بسبب تعرضها للتمييز "غير القانوني".
ونيلسن يهودية متدينة، وتذهب إلى الكنيس في منطقتها بشكل دائم، كما أنها حريصة على تناول طعام الكوشير اليهودي.
وكانت قد تعرضت للتحقيق ثلاث مرات خلال أقل من ثلاث سنوات، بسبب تغريدات وتعليقات لها حول إسرائيل والصهيونية.
وقال محاموها، في رسالة وجهوها للحزب، إن التحقيق غير مبرر وغير متناسب، ويستند إلى تغريدة وحيدة لنيلسن تعود لعام 2017 وجاء فيها: "إيجاد دولة إسرائيل هو مسعى عنصري، وأنها يهودية مناهضة للعنصرية".
وهدد المحامون بمقاضاة الحزب إذا لم يتوقف التحقيق، وقالوا إن موكلتهم تواجه تمييزا ومضايقة بسبب معتقداتها، مؤكدين أن مناهضة
الصهيونية هي معتقد فلسفي محمي بموجب قانون المساواة في بريطانيا.
وفي البداية، لم يستجب الحزب لطلب المحامين بوقف التحقيق، لكن بعد أن نشرت صحيفة الغارديان تقريرا حول القضية، تم إبلاغها بوقف التحقيق.
وكان الحزب قد أرسل تنبيها لنيلسن في 2018، بعدما تبنى تعريف "التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكست" بشأن معاداة السامية. ويدرج التعريف إنكار حق اليهود في دولة خاصة بهم أو وصف الدولة بالعنصرية؛ ضمن أمثلة معاداة السامية.
وفي شباط/ فبراير 2020، تلقت نيلسن تحذيرا رسميا؛ بسبب تعليقاتها على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن محاميها أكدوا أن التنبيه يستند إما إلى تعليقات سبق التحقيق فيها، أو أنها كتبتها قبل انضمامها للحزب في 2015.
ورغم وقف التحقيق، إلا أن الحزب رفض تقديم اعتذار لنيلسن، رغم طلبها ذلك، كما تم إبلاغها بأنه لا يحق لها الحديث عن قضيتها علنا.
وكانت نيلسن "صهيونية ملتزمة" قبل أن تزور "إسرائيل"، وقالت إنها حينها لم تعد قادرة على الصمت.
وتضيف بحسب الغارديان: "أريد لهذا الحديث أن يستمر، أريد أن يكون اليهود قادرين على الحديث بحرية حول مناهضة الصهيونية كما حول الصهيونية".
وتابعت: "لا يجوز إسكات الناس المختلفين معك، وكما أن الصهيونية تمثل هوية للعديد من اليهود، فإنها ليست للجميع، وجمعينا لدينا الحق في وجهات نظرنا".
وحالة نيلسن ليست الوحيدة في حزب العمال، فهناك العديد من الأعضاء اليهود يواجهون تحقيقات مشابهة. وتقول منظمة "الصوت اليهودي في حزب العمال"، التي تنتمي إليها نيلسن؛ إن 46 عضوا يهوديا على الأقل يواجهون عقوبات بناء على تهمة معاداة السامية.
وشددت نيلسن على أن "القول بأننا نسيء لليهود خاطئ"، مضيفة: "نحن نتصرف بما يتوافق مع القيم والأخلاق اليهودية، وأنا لن أقوم بتغيير هذا"، وفق قولها.
وكان الحزب قد تعرض في السنوات الماضية لضغوط وحملات إعلامية؛ بحجة تفشي معاداة السامية داخله. وبعدما تسلمت القيادة الحالية بزعامة كير ستارمر إدارة الحزب، بدأت بتغيير السياسات الخاصة بإسرائيل والقضية الفلسطينية، كما بدأت بالتشدد تجاه انتقاد السياسات الإسرائيلية.