1- فوز مستلهم
من ذكرى سلفادور أليندي
فوز اليساري
الشاب غابريال بوريك في الانتخابات الرئاسية في التشيلي جاء ليتوج سلسلة انتصارات
يحققها اليسار في العديد من بلدان أميركا اللاتينية بانتظار الفوز المرتقب للولا
دا سيلفا في البرازيل كبرى دول أميركا اللاتينية وإحدى ركائز مجموعة «بريكس»، مما
سيوجه ضربة قاسية للإدارة الأميركية في القارة التي كانت تعتبرها الحديقة الخلفية
لها، فيما يترنح نفوذها في أماكن عدة من العالم.
إن فوز بوريك
في التشيلي هو فوز كبير لليسار والشباب معاً، وهزيمة لسياسات الارتهان لوصفات
الصناديق الدولية التي لم تعتمدها حكومة إلا وقادت بلادها إلى الفقر والعوز وصولاً
إلى الفتن والحروب.
لكن فوز
اليسار في تشيلي هو أيضاً انتصار لدماء الرئيس المغدور الشهيد سلفادور أليندي الذي
أعدّت له الاستخبارات الأميركية، بالتعاون مع طغمة من جنرالات اليمين، انقلاباً
عام 1973، لتشهد بعده تشيلي حكماً عسكرياً دموياً تحت رعاية «الديموقراطية»
الأميركية.
أحداث تقع في
بلدان بعيدة عنّا جغرافياً لكنها قريبة في المعاناة والتحديات. وفي هذه الأحداث
دروس وعبر نأمل بأن نتعلّم منها جميعاً.
2- صحوة من
أجل فلسطين في أوروبا والأميركيتين
أجمل كلام قيل
عشية عيد الميلاد المجيد هو ما قاله رئيس تشيلي الشاب المنتخب غابرييل بوريك: «إن
احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية انتهاك صارخ للقانون الدولي وسياسة إجرامية
واضحة». فكلام هذا الرئيس الشاب يتلاقى مع كلام العديد من قادة دول أميركا
اللاتينية وفي مقدّمهم قادة كوبا وفنزويلا، ويأتي استكمالاً لمواقف أوساط متزايدة
من الأميركيين والأوروبيين تتحدث عن الكيان الصهيوني كدولة فصل عنصري وتطالب
بعزلها، كما جرى عزل النظام العنصري في جنوب أفريقيا.
إن هذه
المواقف المتصاعدة لصالح فلسطين هي تعبير عن صحوة مسيحية في بلاد الغرب، بما فيها
الشعب في الأميركيّتين، وتعتبر انتصاراً ولو متأخراً لابن فلسطين السيد المسيح
عليه السلام، حيث يتلاقى المسيحيون والمسلمون ومعهم اليهود المتحرّرون من
الصهيونية على إدانة هذا الكيان ومحاصرته ودعم مقاومته، داخل فلسطين أو في أكناف
فلسطين.
بهذه
التصريحات والمواقف نشعر أن لعيد الميلاد طعماً مختلفاً، ونشعر أيضاً حجم التناقض
بين شعوب الغرب التي بدأت تتنبه للحق الفلسطيني فيما حكّام عرب يهرولون للتطبيع مع
من ينتهك مقدساتنا الإسلامية والمسيحية ويتواطؤن معه في التنكيل بحق الشعب
الفلسطيني، رجالاً ونساءً، شيوخاً وأطفالاً.