نظمت عشرات
العائلات الكردية، على مدار اليومين الماضيين، وقفات احتجاجية في مدينة القامشلي
بريف الحسكة الشمالي، للمطالبة بوقف تجنيد القاصرين من الفتيان والفتيات، وإعادة
أطفالهم إليهم.
جاء ذلك بعد
أن سجلت مناطق سيطرة "قسد" تصاعداً في وتيرة عمليات اختطاف القاصرين
بهدف التجنيد في التشكيلات العسكرية التابعة لمنظومة حزب "العمال
الكردستاني".
وتتهم مصادر
حقوقية كردية، منظمة تسمى "الشبيبة الثورية" التابعة لحزب "الاتحاد
الديمقراطي" الكردي بالمسؤولية عن عمليات الاختطاف، وآخرها حادثة اختطاف
الطفل محمد فائق حنان (15 عاماً) في عين العرب كوباني.
وقبلها بأيام،
جرى الإعلان عن اختطاف الطفلة عبير عبد العزيز (14 عاما) من مدينة المالكية بريف
الحسكة، ما أدى إلى تصاعد غضب الأهالي.
وقال الصحفي
الكردي شيرزان علو، وهو قريب أحد الضحايا السابقين لعمليات التجنيد هذه، إن
استمرار ظاهرة اختطاف القاصرين، يتناقض مع حقوق الإنسان، ومع مذكرة التفاهم التي
وقعتها "قسد" مع الأمم المتحدة، حول وقف تجنيد الأطفال وتحييدهم عن
الصراعات.
وأضاف
لـ"عربي21"، أن استمرار الظاهرة مرتبط بالانقسام داخل تيارات
"قسد" بين تيار يقوده مظلوم عبدي، يحاول الانتهاء من ظاهرة تجنيد
الأطفال، وتيار مرتبط بـ"حزب العمال الكردستاني"، يستخدم الأطفال لرفد
تشكيله بالعناصر.
اقرأ أيضا: ما هدف "قسد" من التلويح بالانفصال نقديا عن النظام السوري؟
وحسب علو، فإن
تيار "العمال الكردستاني" يهدف كذلك إلى خلق حالة من الفوضى في مناطق
"قسد" لصالح النظام السوري وإيران، مضيفا: "هذا التيار يحاول تقويض
الثقة وتأليب الرأي الشعبي العام على قسد، بعمليات الخطف هذه".
وفي الوقت
الذي تعذر فيه على "عربي21" الحصول على تعليق رسمي من "قسد"
حول ظاهرة اختطاف الأطفال، اتهم مصدر مقرب من "الإدارة الذاتية" منظمة
"الشبيبة الثورية" بالمسؤولية عن اختطاف الأطفال.
وبيّن المصدر
الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، في حديثه لـ"عربي21"، أن المنظمة تنسّب
الأطفال فور اختطافهم، وتقودهم إلى معسكرات التدريب، قبل أن ينتهي بهم الحال في
معسكرات "العمال الكردستاني" في "جبال قنديل" شمال العراق.
وبسؤال
المصدر، عن دور "قسد" و"الإدارة الذاتية" التابعة لها عن
حماية الأطفال والأهالي في مناطق سيطرتها، أكد أن "قسد" لا تمتلك القدرة
على معارضة المنظمة (الشبيبة الثورية) و"العمال الكردستاني"، من دون أن
يوضح أكثر.
وكشف المصدر
عن بعض الأساليب المتبعة لتجنيد القاصرين، من بينها إغراء الأطفال الذين يتعرضون
لضغوط أسرية، وبناء علاقة صداقة معهم، مضيفاً: "يغرى الطفل ببعض الأشياء،
منها أنه سيعيش حراً، يدخن ويقود سيارة!".
لكن نائب رئيس
"رابطة المستقلين الكرد السوريين" المحامي رديف مصطفى شكك بصحة حديث
المصدر، بقوله لـ"عربي21": "سياسة تجنيد القاصرين هي سياسة ممنهجة
يتبعها العمال الكردستاني وتساهم فيها كل أذرعه السياسية والعسكرية وبمختلف
مسمياتهم".
وأضاف أن
"قسد" و"الإدارة الذاتية" وغيرها، تعد جزءا لا يتجزأ من هذه
المنظومة، ومنظمة ما يسمى "الشبيبة الثورية" هي منظمة تابعة
لـ"الاتحاد الديمقراطي" والذي يتبع بدوره لـ"العمال
الكردستاني".
وقال مصطفى إن
تنصل "قسد" من مشاركتها في تجنيد القاصرين، هو محض كذب، هدفه خلط
الأوراق والتهرب من المسؤولية، متسائلاً: "إذا كانت "قسد" التي
تحكم المنطقة بقوة السلاح لا علاقة لها بالأمر، فمن هي السلطة التي تقوم بهذا
الأمر"؟
وأضاف
المحامي، أن "هذه الأكاذيب لم تعد تنطلي على أحد، فإما أن تعترف
"قسد" بمسؤوليتها في هذه المنطقة، أو عليها أن تسمي الأمور بمسمياتها
وتعلن أن "العمال الكردستاني" المصنف على لوائح الإرهاب الدولية، هو
المسيطر".
وفي وقت سابق
من تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، أدان "المجلس الوطني الكردي" استمرار
تجنيد الأطفال، مؤكداً أن المئات من الأطفال القاصرين جرى اختطافهم.
وفي بيان صادر
عنه، ناشد المجلس "الأمم المتحدة" والمنظمات الحقوقية والإنسانية
المعنية بحماية حقوق الطفل و"التحالف الدولي"، بالضغط على
"قسد" لإعادة الأطفال إلى عائلاتهم، والكف عن هذه الممارسات.
وكانت
"الأمم المتحدة" قد وقعت في حزيران/ يونيو 2019، مع قائد
"قسد" مظلوم عبدي، على خطة عمل حول التخلي عن تجنيد القاصرين.
ما أسباب إلغاء الأسد منصب "مفتي الجمهورية" في سوريا؟
هل تنجح أطراف عربية بإبعاد الأسد عن إيران؟
ناشطون يرفضون التطبيع الإماراتي مع نظام الأسد (شاهد)