سياسة عربية

أمريكا تحذر رعاياها من احتجاجات السودان.. وارتفاع القتلى

أكد حمدوك أنه "لم يتردد في التوقيع على الاتفاق السياسي لأنه يسمح باستعادة أجندة التحول الديمقراطي"- جيتي

حذرت السفارة الأمريكية في الخرطوم الأربعاء، رعاياها من الاحتجاجات المتوقع خروجها الخميس في السودان، تزامنا مع إعلان لجنة "أطباء السودان" عن ارتفاع قتلى المظاهرات إلى 42.


وقالت السفارة الأمريكية في بيان، إنه "من المتوقع خروج احتجاجات كبيرة في جميع أنحاء السودان في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، ومواقع المظاهرات غير معروفة"، مشيرة إلى أنه "فيما يواصل المنظمون تشجيع العصيان المدني السلمي، إلا أنه كانت هناك مواجهات عنيفة في الماضي".

 

تجنب السفر


ونصحت السفارة الأمريكية رعاياها بـ"تجنب كل السفر غير الضروري والحشود والمظاهرات، وتوخي الحذر والبقاء في أماكنهم".


وفي وقت سابق، دعت قوى سياسية و"لجان المقاومة" السودانيين إلى الاحتجاج الخميس، للمطالبة بحكم مدني كامل، وإنهاء الشراكة مع الجيش في السلطة الانتقالية.


كما ترفض هذه القوى اتفاقا سياسيا وقعه، الأحد، كل من رئيس الحكومة الانتقالية عبد الله حمدوك والفريق عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش، ورئيس مجلس السيادة الانتقالية.

 

اقرأ أيضا: هذا ما قاله البرهان في أول مقابلة مع صحيفة غربية بمكتبه


ويتضمن الاتفاق 14 بندا، أبرزها عودة حمدوك إلى منصبه بعد نحو شهر من عزله، وتشكيل حكومة كفاءات بلا انتماءات حزبية، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وتعهد الطرفين بالعمل سويا لاستكمال المسار الديمقراطي.

 

وفي غضون ذلك، خرجت مظاهرات ليلية بالعاصمة السودانية الخرطوم، مساء الأربعاء، للدعوة إلى المشاركة في تظاهرات "25 نوفمبر" التي دعت لها قوى سياسية ولجان المقاومة، للمطالبة بالحكم المدني الكامل.


وأفاد شهود عيان بأن تظاهرات ليلية خرجت عشية تظاهرات الخميس، في عدد من أحياء مدن العاصمة الثلاث "الخرطوم، بحري، وأم درمان" رفضا للتسوية السياسية وللمطالبة بحكم مدني.


وذكر الشهود أن المئات خرجوا في أحياء "برى"، و"العزوزاب"، و"الشجرة الحمداب"، و"أبو آدم"، و"الديوم الشرقية" بمدينة الخرطوم، وأحياء " الحلفايا" و"شمبات" بمدينة بحري ( شمالي الخرطوم)، وحي "الثورات" بمدينة أم درمان (غربي الخرطوم).


وردد المتظاهرون: "بكرة شنو المليونية" (غدا تظاهرات مليونية)، "يعني شنو.. الناس كمية" (ماذا تعني.. الناس كثيرة)، "الشعب شعب أقوى.. والثورة مستمرة"، و"الشعب يريد إسقاط (عبد الفتاح) البرهان".


وفي سياق متصل، دعا الحزب الشيوعي في بيان له، إلى "المشاركة الواسعة في مليونية الخميس رفضا للانقلاب العسكري".


وشدد على ضرورة مواصلة المقاومة السلمية بمختلف الأشكال من مواكب واعتصامات ووقفات احتجاجية.


وبشأن متصل، أعلنت لجنة أطباء السودان الأربعاء، وفاة متظاهر متأثرا بإصابته قبل أيام، ليرتفع قتلى الاحتجاجات بالعاصمة الخرطوم إلى 42 منذ 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

 

ارتفاع القتلى


وقالت اللجنة في بيان: "ارتقت قبل قليل روح الشهيد الطيب بحر ناصر (21 عاما) متأثرا بإصابته بعيارين ناريين في الرأس في تظاهرات 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري"، مضيفة أنه "بهذا يرتفع شهداء شعبنا منذ 25 أكتوبر إلى 42".


ويشهد السودان، منذ 25 أكتوبر، احتجاجات رفضا لإجراءات اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في اليوم ذاته، وتضمنت إعلان حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وعزل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، واعتقال قيادات حزبية ومسؤولين، ضمن إجراءات وصفتها قوى سياسية بأنها "انقلاب عسكري".


ورغم توقيع البرهان وحمدوك اتفاقا سياسيا، الأحد الماضي، يتضمن عودة الأخير لمنصبه، وتشكيل حكومة كفاءات، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وتعهد الطرفين بالعمل سويا لاستكمال المسار الديمقراطي، إلا أن قوى سياسية ومدنية عبرت عن رفضها للاتفاق باعتباره "محاولة لشرعنة الانقلاب"، متعهدة بمواصلة الاحتجاجات حتى تحقيق الحكم المدني الكامل.

 

اقرأ أيضا: قوى "التغيير" تنفي لقاء حمدوك وترفض التفاوض مع "الانقلاب"


وفي أكثر من مناسبة، شدد البرهان على أنه أقدم على إجراءات 25 أكتوبر "لحماية البلاد من خطر حقيقي"، متهما قوى سياسية بـ"التحريض على الفوضى".


وبالإطار ذاته، أكد حمدوك الأربعاء خلال مقابلة مع قناة "سودانية 24"، أنه لم يتردد في التوقيع على الاتفاق السياسي، لأنه "يسمح باستعادة أجندة التحول الديمقراطي بالبلاد".

 

حقن الدماء


وقال حمدوك إنه "لا يوجد اتفاق كامل، ولكن هناك ما يسمح بالتحول والعمل سويا لمصلحة البلاد"، مضيفا أن "الاتفاق تم بمشاركة المبادرات الفردية والجماعة، حيث جاءت نتاج حوار".


وأشار إلى ضرورة "اكتمال الاستحقاق الدستوري القومي وإجراء الانتخابات (..) ومواصلة الإصلاح الاقتصادي، وتحقيق السلام"، مشددا على أن "الاتفاق السياسي جاء لحقن دماء السودانيين، والمكتسبات التي تمت في العامين السابقين".


ورأى أن "المكون المدني والعسكري حريص على عدم دخول البلاد في مآلات وانزلاقات"، دون ذكر تفاصيل.


من جهتها، أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بالسودان بيانا حول المستجدات بالبلاد، وقالت فيه إنها تتابع باهتمام بالغ تطورات الأوضاع، والتي بلغت ذروتها بإعلان حالة الطوارئ وحل الحكومة، بعد انسداد الأفق السياسي وحالة التشرذم والتشظي بين مكونات الحكم المختلفة والانقسام وظهور الجهوية والقبلية (..).

 

اقرأ أيضا: هل يصمد اتفاق البرهان-حمدوك أمام صرخات المتظاهرين الرافضين؟


ورحبت الجماعة على لسان المراقب العام لها بالسودان الدكتور عادل علي الله إبراهيم، بالاتفاق السياسي بين حمدوك والبرهان، داعية الجهات العدلية إلى التحقيق العاجل في حوادث القتل، التي صاحبت المظاهرات الأخيرة، وتقديم القتلة إلى محاكمة عادلة وشفافة.


وشددت على ضرورة صون الحريات العامة، واحترام حق التعبير السلمي، وأن تكون حالة الطوارئ إلى أجل محدود، مطالبة بوضع جدول زمني لا يتجاوز الشهر، لتكوين مؤسسات الحكم التنفيذية والتشريعية والعدلية والمفوضيات.

 

موقف الإخوان


ودعت جماعة الإخوان المسلمين إلى مراجعة الاتفاقيات الدولية والقوانين التي تصادم عقيدة وأخلاق وقيم الشعب السوداني، مشيرة إلى أهمية تقديم المعتقلين إلى محاكمات عادلة، وإطلاق سراح من لم تثبت عليه تهمة.


وتابعت: "نؤكد على حتمية التحول الديمقراطي وإجراء الانتخابات في موعدها المحدد"، مقترحة عقد مؤتمر دستوري بمشاركة جميع القوى السياسية والاجتماعية والخبراء، للإعداد لمشروع الدستور الدائم، واستفتاء الشعب عليه، وكذلك العمل على إيجاد حل عادل لقضية شرق السودان، يحفظ حقوق جميع مكونات الشرق.


وبحسب البيان، دعت الجماعة إلى إطلاق حوار سياسي ومجتمعي عاجل بين كافة أبناء الشعب السوداني، لتحقيق أكبر قدر من التوافق والتراضي الوطني، إضافة إلى ضرورة محاربة الفساد ومكافحة التهريب وحسب إدارة موارد البلاد وتحسين الوضع المعيشي للمواطن.